في ظل تصاعد التوترات بين اليابان والصين على جميع الأصعدة، سياسيًا واقتصاديًا وعسكريًا، التقى رئيس الوزراء الياباني، فوميو كيشيدا، الرئيس الصيني، شي جين بينج، أمس الجمعة، على هامش قمة التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ "أبيك"، التي تنعقد في مدينة سان فرانسيسكو الأمريكية، لبحث إذابة جليد العلاقات بين البلدين، خاصة بعد فرض الصين حظرًا اقتصاديًا على المأكولات البحرية اليابانية، عقب تصريفها مياه محطة فوكوشيما النووية في المحيط رغم معارضتها.
واتفق الزعيمان على بناء علاقة مستقرة وبناءة، لكنهما لم يحققا سوى اتفاق غامض بشأن تخفيف النزاع حول حظر صيني على المأكولات البحرية اليابانية، وفقًا لما ذكره المسؤولون، حسبما ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.
إلغاء الحظر
وقال "كيشيدا"، للصحفيين، بعد اجتماع استمر لأكثر من ساعة مع شي، إنهما اتفقا على "إيجاد سبل لحل النزاع من خلال الاجتماعات والحوار بطريقة بناءة". وأوضح أنهما سيعقدان اجتماعًا لخبراء علميين لكنه لم يقدم تفاصيل.
وقال للصحفيين في وقت لاحق يوم الثلاثاء، إن توقيت رفع محتمل للحظر "غير متوقع".
وكان كيشيدا طالب الصين برفع حظرها على المأكولات البحرية اليابانية فورًا، والذي يسري منذ أن بدأت محطة فوكوشيما النووية المعطلة في تفريغ مياه مشعة معالجة في البحر في 24 أغسطس الماضي، والذي ألحق الحظر ضررا بالغا بمصدري اليابان من الحلزون وغيرها من المأكولات البحرية.
وتقول اليابان إن مياه الصرف الصحي أكثر أمانًا من المعايير الدولية، وأن الوكالة الدولية للطاقة الذرية خلصت إلى أن التأثير البيئي والصحي لتفريغها ضئيل، بينما تري الصين أن تصريف "مياه ملوثة نوويًا" سيؤثر على سلامة المأكولات البحرية.
وقال التلفزيون المركزي الصيني "سي سي تي في"، أيضًا، إن الصين واليابان اتفقتا على إيجاد طريقة لحل مشكلة مياه فوكوشيما من خلال المشاورات والمفاوضات. وقال شي لـ"كيشيدا"، إن اليابان يجب أن تأخذ بعين الاعتبار المخاوف المحلية والدولية بجدية وتتعامل معها بطريقة مسؤولة وبناءة، حسبما ذكرت صحيفة "تشاينا ديلي" الصينية.
ومن جهتها، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينج، في مؤتمر صحفي عُقد أمس الجمعة في بكين، إن جميع الدول لها الحق في ضمان سلامة الغذاء وحماية الصحة العامة.
محادثات مفيدة
أشاد الأمين العام لمجلس الوزراء هيروكازو ماتسونو بالمحادثات باعتبارها "مفيدة للغاية"، لأن كيشيدا وشي "أكدا هدفهما المشترك في بناء علاقات يابانية صينية بناءة ومستقرة من منظور واسع"، حسبما ذكرت وكالة أنباء "كيودو" اليابانية.
تحذيرات يابانية
لكن سلسلة من النزاعات سيطرت على المحادثات، إذ طالب كيشيدا شي بإزالة جميع العوامات التي وضعتها بكين داخل المنطقة الاقتصادية الحصرية لليابان في بحر الصين الشرقي، وإطلاق سراح رجل أعمال ياباني تم اعتقاله رسميًا في أكتوبر، بتهمة التجسس، بحسب واشنطن بوست.
وقال كيشيدا إنه أبدى "قلقًا خطيرًا" بشأن زيادة النشاط العسكري الصيني حول اليابان، بما في ذلك التدريبات المشتركة مع روسيا.
وأكد أهمية السلام والاستقرار في مضيق تايوان، حيث ترسل الصين بانتظام سفنًا وطائرات عسكرية لتهديد تايوان، التي تدعي بكين أنها أراضيها.