كثّف المستوطنون الإسرائيليون في الضفة الغربية المحتلة اعتداءاتهم على المواطنين الفلسطينيين، بشكل متصاعد منذ 7 أكتوبر الماضي، إذ ارتكبوا انتهاكات غير مسبوقة، تزامنت مع منح حكومة الاحتلال الآلاف منهم رخص حمل السلاح.
عنف متزايد
وتعكس انتهاكات المستوطنين في الضفة الغربية المحتلة، اعتداءات ممتدة عبر التاريخ منذ عام 1948، إذ نفذت المجازر وعمليات التطهير العرقي وجرائم الإبادة الجماعية في العديد من المناطق المختلفة.
ومنذ 7 أكتوبر الماضي، استُشهد 9 مواطنين من الضفة برصاص المستوطنين، فضلًا عن تهجير 9 تجمعات فلسطينية بدوية تتكون من 100 عائلة، وتشمل 810 أفراد، تحت تهديدهم بالقتل وارتكاب المذابح، وفقًا لوكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".
ووفقًا لتقرير هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الذي نشرته مطلع الشهر الحالي، فإن العدوان الإسرائيلي نفذ خلال شهر أكتوبر الماضي 2074 اعتداءً، منها 390 اعتداءً نفذها المستوطنون وحدهم.
جرائم المستوطنين في الضفة
وفي الأسبوع الأول من العدوان على غزة، أظهر مقطع فيديو متداول على مواقع التواصل الاجتماعي، مستوطنًا إسرائيليًا يطلق النار بشكل مباشر تجاه شاب فلسطيني في مسافر يطا، جنوبي الخليل.
واستُشهد فلسطيني برصاص مستوطن إسرائيلي، بينما كان يقطف ثمار الزيتون جنوبي مدينة نابلس في الضفة الغربية، حسبما صرحت وزارة الصحة الفلسطينية، التي قالت في بيان: استشهاد المواطن بلال محمد صالح (40 عامًا) برصاصة في الصدر، أطلقها عليه مستوطن في بلدة الساوية التابعة لقضاء نابلس، وفقًا لـ"رويترز".
وذكر المواطن الفلسطيني أحمد أبو محسن أن اعتداءات المستوطنين الأخيرة بدأت بالاستيلاء على أراضيهم بالقوة، حيث قامت مجموعة منهم بحراثة الأراضي والاستيلاء عليها تحت حماية قوات الاحتلال، بجانب تنفيذهم سلسلة هجمات على خيام العديد من المواطنين في منطقة الأغوار تخللها التهديد بالقتل، وفقًا لوكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".
وأشار أبو محسن، إلى تصاعد انتهاكات الاحتلال والتي بلغت محاولة اختطاف ابنة شقيقته البالغة من العمر عامين من يد والدتها في وضح النهار، مضيفًا أن كل ذلك حوّل الحياة اليومية للمواطنين إلى جحيم، إذ يعيشون في حالة خوف دائم.
تهجير الفلسطينيين
ويلعب المستوطنين دورًا كبيرًا في تهجير التجمعات البدوية في العديد من مناطق الضفة الغربية المحتلة، كان أبرزها تهجير تجمع وادي السيق الواقع شرق رام الله بالكامل، في الأيام الأولى من بدء العدوان على غزة.
وذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن ما يقارب ألف فلسطيني هُجروا قسرًا من منازلهم في الضفة الغربية المحتلة منذ يوم 7 أكتوبر. وأضاف المكتب أن 121 آخرين هُجروا إثر هدم قوات الاحتلال منازلهم بحجة الافتقار إلى رخص البناء التي يصدرها الاحتلال.
انتشار السلاح
وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية في 5 نوفمبر، أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي طلبت من الولايات المتحدة الحصول على 24 ألف بندقية هجومية.
ووفقا للصحيفة، فإن هذا الطلب يثير مخاوف لدى نواب ومسؤولين أمريكيين من احتمال وصول هذه الأسلحة إلى أيدي المستوطنين التي تحاول إجبار الفلسطينيين على مغادرة أراضيهم، وخاصة أن هذا الطلب يتزامن مع توزيع وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن جفير بنادق على المستعمرين بالضفة المحتلة، وقيامه بتشكيل مليشيات خاصة تحمل اسم "فرق أمنية".