رغم محاولات الاحتلال الإسرائيلي لتصفية القضية الفلسطينية، من خلال "التهجير القسري" لسكان غزة والضفة، لكن مع استمرار العدوان الوحشي على قطاع غزة المحاصر، تزايدت قناعة المجتمع الدولي بأن" حل الدولتين" هو السبيل الوحيد لإنهاء هذا الصراع.
وتقوم رؤية حل الدولتين، أي وجود دولة إسرائيلية ودولة فلسطينية تتعايشان جنبًا إلى جنب بسلام، على إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة في 7 أكتوبر الماضي، أطلقت مصر الدعوة إلى إنهاء الاحتلال والصراع الإسرائيلي- الفلسطيني على أساس "حل الدولتين"، وبعدها ترددت الدعوة في تصريحات العديد من مسؤولي وقادة العالم.
ووجدت الدعوة صدى في برلمان النرويج، الذي تبنى مقترحا يطلب من الحكومة الاستعداد للاعتراف بدولة فلسطينية "مستقلة"، على أساس أن يكون لهذا القرار "أثر إيجابي على عملية السلام" في الشرق الأوسط.
وجاء في النص أن البرلمان النرويجي "يطلب من الحكومة أن تكون مستعدة للاعتراف بفلسطين دولة مستقلة عندما يمكن أن يكون لهذا الاعتراف أثر إيجابي على عملية السلام، لكن من دون أن يكون مشروطا بالتوصل لاتفاق سلام نهائي".
وتعترف بلدان من أوروبا الشمالية هما إيسلندا والسويد بدولة فلسطين، وأيضًا بلاد أخرى في القارة مثل بولندا وجمهورية التشيك ورومانيا.
يأتي قرار برلمان النرويج في سياق تصاعد الدعوات لإحياء حل الدولتين، من أجل وضع حد للحرب الدامية على غزة.
والتزم رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، الذي أعيد تنصيبه، الخميس، لولاية حكومية ثانية، "بالعمل في أوروبا كما في إسبانيا من أجل الاعتراف بدولة فلسطينية". ودعا سانشيز، إلى عقد قمة دولية للسلام من أجل إيجاد حل طويل الأمد للأزمة بين إسرائيل والفلسطينيين، وسرعة التوصل لحل الدولتين.
وفي 2014، تبنى البرلمان الإسباني بالإجماع تقريبًا قرارًا غير ملزم يدعو إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
وسبق أن دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، الفلسطينيين والإسرائيليين إلى الانخراط في عملية سلام لإنهاء دوامة القتال والكراهية، مشددًا على أن حل الدولتين كفيل بضمان الاستقرار على المدى البعيد في المنطقة.
وصرح الرئيس الأمريكي جو بايدن، بأنه أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
كما قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إن بلاده ستواصل العمل من أجل حل الدولتين، مؤكدًا أنه لن يتحقق الأمن لإسرائيل؛ دون التوصل لحل سياسي للقضية الفلسطينية.
وأكد وزير الخارجية الصيني وانج يي، الحاجة الملحة في الوقت الراهن إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة، مشيرًا إلى أهمية دفع الجانبين إلى المفاوضات. وقال وانج، إن النهج الأساسي يكمن في تفعيل حل الدولتين، والسعي للوصول إلى توافق أوسع وتعزيز تأسيس جدول زمني وخارطة طريق لاستعادة الحقوق المشروعة للأمة الفلسطينية.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، في مؤتمر صحفي في موسكو مع أحمد أبو الغيط الأمين العام للجامعة العربية، الشهر الماضي، إنه لن يكون هناك، بعد انتهاء الأعمال القتالية، سوى طريق واحد للمضي قدما، وهو إجراء محادثات بشأن حل دولتين يضمن تعايشا سلميا بين إسرائيل والفلسطينيين.