على مدار عقد ونصف من الزمان، استطاعت بانوراما الفيلم الأوروبي منذ انطلاقها عام 2004 أن تصنع لنفسها منطقة خاصة من بين الأحداث السينمائية المصرية، لتنفرد في تقديم سينما مختلفة، ليشاهد الجمهور المصري أبرز إنتاجات السينما الأوروبية في محاولة لتقديم وجهات النظر والرؤى وتقديم توليفة مختلفة من الأعمال للجمهور على مدار 10 أيام.
وانطلقت النسخة الجديدة من بانوراما الفيلم الأوروبي مساء أمس الأربعاء وتستمر حتى 10 ديسمبر الجاري"، ووصفتها ماريان خوري رئيس البانوراما بأنها "مرحلة نضوج"، إذ قالت عن التطور المرتقب في الدورة الـ15 في حديثها لموقع "القاهرة الإخبارية": "بانوراما الفيلم الأوروبي بدأت منذ 18 عاما ونشهد اليوم افتتاح دورتها الـ 15، ولم تعد حدثا صغيرا بل أثبتت وجودها، فهي في مرحلة نضوج ونستضيف في هذا الدورة 40 فيلمًا، من بينهم إنتاجات حاصلة على جوائز في مهرجانات دولية كما تشهد الدورة برنامجًا خاصًا عن المخرج العالمي الراحل جان لوك جودار.
تحديات كثيرة
وعن معايير اختيار الأفلام قالت ماريان خوري: "لست مسؤولة عن اختيار الأفلام ولكن لدينا فريقاً من الشباب في البرمجة هم المسئولون عن المهرجان ويعملون طوال العام ليختاروا الأفضل والأنسب لجمهور الفيلم الأوروبي، فهم لهم علاقة بالجمهور ويعرفون ما يريده".
وعن الجديد في الدورة الحالية قالت: "هناك برنامج بودكاست لمساعدة الجمهور في اختيار أفلامهم، مشيرة إلى أنه عندما يعرض على فريق البرمجة أفلاما يشعرون بأنها لن تنال إعجاب الجمهور المصري لا يختارونها حتى وإن كانت أفلاما معروفة، فضلا عن وجود حلقات نقاشية بين صناع الأفلام والنقاد".
وعن التحديات التي واجهتها في هذه الدورة قالت:" كل دورة بها تحديات، ومنها توفر ميزانية كافية لشراء الأفلام ودفع حقوقها، وأيضا عمل برنامج لعرض الأفلام لمدة 10 أيام إضافة إلى التجهيزات الفنية ومنها الملصقات وغيرها، فدائماً نواجه تحديات، ولكن كل عام نتجاوزها وأشعر أنها معجزة أن تتم الدورة مع وجود فعاليات كثيرة في نفس الوقت".
أشارت ماريان إلى أن هناك الكثير من الجهات الداعمة لبانوراما الفيلم الأوروبي ومن بينها الاتحاد الأوروبي، ووزارة الثقافة المصرية والمجلس الثقافي البريطاني وغيرها.
نبيلة عبيد: أرد الجميل لعائلة خوري
تحرص الفنانة القديرة نبيلة عبيد على المشاركة في حضور افتتاح وفعاليات بانوراما الفيلم الأوروبي وعن هذا تقول في حديثها لموقع "القاهرة الإخبارية": "حريصة كل عام على التواجد في هذا الحدث المهم لأن الفيلم الأوروبي أصبح له جمهور يأتي له خصيصا لمشاهدة أفلامه بانتظام وأكون متحمسة للأفلام المعروضة، وأحب نوعية الأفلام المختارة".
يأتي حرص نبيلة عبيد على المشاركة في هذا الحدث لأنها تدين بالفضل لعائلة خوري قائلة: "جون خوري الأب الكبير لعائلة خوري هو الذي اكتشفني مع حلمي رفلة وكان يطلق عليّ اسم "نبيلة" في البداية، وكان له فضل كبير علىَّ، فقدم لي الثنائي جون خوري وحلمي رفلة أفلاماً كثيرة مثل "رابعة العدوية" و"المماليك" و"كنوز" و"خطيب ماما" وسلسلة من الأفلام التي ساهمت في شهرتي في البداية، وعائلة خوري لهم فضل كبير علىَّ ولا أتردد في المشاركة في هذا الحدث".
جابي خوري: يميزنا تبادل وجهات النظر والنقاشات
اختيار الأفلام الجيدة والندوات والتواصل مع الجمهور هو أبرز ما يميز بانوراما الفيلم الأوربي، بهذه الجملة عبر المنتج جابي خوري عن رأيه في هذا الحدث مؤكدا أن هناك جهدًا كبيرًا مبذولًا من جانب فريق العمل لاختيار أفضل أفلام السينما الأوروبية ومشاركتها مع الجمهور المصري، وأكد لموقع "القاهرة الإخبارية"، أن خروج هذه الدورة وراءه مجهود كبير لتنظيمها هذا العام، وهناك إقبال وحرص من الجمهور على التواجد لمشاهدة الأفلام الأوروبية.
وأوضح جابي خوري أن بانوراما الفيلم الأوروبي يخلو من وجود منافسة لأن ليس به جوائز، والتركيز يكون على تبادل وجهات النظر والنقاشات والتواصل بين الصناع والجمهور.
وعن رأيه في الفيلم الأوروبي بالسوق المصرية قال: "الفيلم الأوروبي لا يحظى بمشاهدة في السينما المصرية فلا يوجد سوى بانوراما الفيلم الأوروبي ومهرجان القاهرة السينمائي، اللذين يقدمان أفلام أوروبية، وكنت أتمنى أن يكون هناك اهتمام بهذه الإنتاجات بشكل أكبر من ذلك".
أوضح خوري أن دور العرض السينمائي لا تتحمس لتقديم أفلام أوروبية قائلا:" رغم أننا نقدم بانوراما الفيلم الأوروبي على مدار 15 دورة ولكن للأسف التجربة أثبتت أن هذا لم يؤثر على حماس المختصين لعرض أفلام أوروبية في السينما، فكان الهدف من المهرجان هو خلق لغة من التواصل والتعرف على الثقافات، وهو انفتاح أكثر من أي شيء آخر".
صدقي صخر: فرصة لمشاهدة إنتاجات مميزة
بينما قال الفنان المصري صدقي صخر، إنه يحرص منذ سنوات طويلة على المشاركة في بانوراما الفيلم الأوروبي، مشيرا إلى أنها تمثل فرصة عظيمة لمشاهدة هذه الإنتاجات، خصوصا أن هناك حرصًا على انتقاء أفضل الأفلام وبعضها نال جوائز مهمة وعرضت في مهرجانات دولية مثل كان وفينيسا.
