"موقفنا تجاه إسرائيل ثابت كالصخر".. بتلك الكلمات تؤكد ألمانيا يومًا بعد يوم موقفها الداعم لإسرائيل منذ عملية "طوفان الأقصى"، وهو ما أعلنه المتحدث باسم الحكومة الفيدرالية تأكيدًا لوجهة نظر برلين الداعمة لتل أبيب، الأمر الذي دفع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لاتهام إسرائيل بـ"الفاشية"، وأعقبه ذلك رد من المستشار الألماني خلال زيارته لليونان، وسط توقعات بخلاف سياسي حاد بين أنقرة وبرلين.
وأخيرًا، هاجم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إسرائيل بكلمات حادة، قبل وقت قصير من زيارة أردوغان المقررة إلى برلين خلال الشهر الجاري، التي وصفتها الصحافة الألمانية بالمحادثات الصعبة المنتظرة بين البلدين، بحسب مجلة "دير شبيجل".
أردوغان: إسرائيل الفاشية
وقال المستشار الألماني إنه من الواضح أن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، وقف إلى جانب الفصائل الفلسطينية، ضد إسرائيل في الحرب على غزة قبل 39 يومًا.
وفي احتفال بالذكرى الـ75 لوفاة مؤسس الجمهورية التركية، مصطفى كمال أتاتورك، في أنقرة الجمعة الماضي، قال أردوغان إن إسرائيل تحاول منذ 75 عامًا إقامة دولتها على الأراضي المسروقة من الشعب الفلسطيني، ولقد أصبحت شرعية إسرائيل موضع شك بسبب "الفاشية" التي تمتلكها.
شولتس: تصريحات سخيفة
ورفض المستشار أولاف شولتس هذا الاتهام ضد إسرائيل ووصفه بأنه سخيف.
وقال شولتس في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، اليوم الثلاثاء، إن إسرائيل دولة تشعر بأنها ملتزمة بحقوق الإنسان، وملتزمة بالقانون الدولي وتتصرف وفقًا لذلك.
المحادثات الصعبة
ويستقبل المستشار الألماني أولاف شولتس، الجمعة (نهاية الأسبوع الجاري)، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في ظل توقعات بمحادثات صعبة نظرًا لموقف إسطنبول المغاير لألمانيا، والرافض لحرب جيش الاحتلال على غزة، بحسب موقع "إن تي في" الألماني.
وقال المتحدث باسم الحكومة شتيفن هيبشتريت، إنه في ظل الظروف الحالية، ستكون الزيارة "صعبة"، نظرًا لأن تركيا عامل مهم في مجموعة كاملة من القضايا.
وأضاف "لدينا دائمًا شركاء صعاب يتعين علينا التعامل معهم"، وذلك بعدما وصف الرئيس التركي الفصائل الفلسطينية بأنها منظمة تحرير.
وشدد المتحدث باسم الحكومة الفيدرالية على أن الموقف الألماني تجاه إسرائيل ثابت كالصخر، وسوف يوضح المستشار ذلك أيضًا بشكل واضح في محادثاته مع الرئيس التركي.
دعم غير محدود لإسرائيل
في الوقت الذي تتعالى فيه الأصوات الداعية إلى إيقاف عدوان جيش الاحتلال على غزة، بعد ثمانية وثلاثين يومًا من القصف الوحشي على القطاع، واستهداف البنى التحتية وخاصة القطاع الصحي، رفض المستشار أولاف شولتس فكرة وقف إطلاق النار، بل أبدى رفضه القاطع لدعوات الوقف الفوري لإطلاق النار في الحرب التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على غزة، في حواره نقله موقع إن تي في الألماني.
وقال شولتس، إنه لا يعتقد أنه من الصواب الدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار أو وقف القتال لفترة أطول، لأن ذلك يعني في النهاية أن على إسرائيل أن تسمح للمقاومة بالتعافي.
وقال شولتس: "إن وقف إطلاق النار يعني في نهاية المطاف أن على إسرائيل أن تسمح للفصائل الفلسطينية باستعادة عافيتها".