على مدار 39 يومًا من الصمود، يقف الجيش الأبيض في مواجهة عدوان جيش الاحتلال الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة، رافضًا أن يتخلى عن قسمه برعاية المصابين والجرحى مهما كلفه الأمر.
ورغم دعاوى جيش الاحتلال بإخلاء مستشفى الشفاء الذي شهد محيطه قصفًا غير مسبوق، إلا أن الأطباء لا يزالون يعالجون المرضى تحت وطأة القصف.
وتتهم الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، الفصائل الفلسطينية باستخدام مستشفيات غزة وتحديدًا مستشفى الشفاء كمراكز قيادة، وهو ما نفته الفصائل في أكثر من مناسبة، مؤكدة أنها روايات كاذبة لإسرائيل، بحسب صحيفة "إيه بي سي".
وتعد الهجمات على مرافق الرعاية الصحية، بما في ذلك استهداف المستشفيات وتقييد توصيل المساعدات الأساسية مثل الإمدادات الطبية والوقود والمياه، قد ترقى إلى مستوى انتهاكات القانون الإنساني الدولي.
الجهود البطولية
مجهود الأطباء اللافت للنظر، دعا مارجريت هاريس، المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية في جنيف لوصفها بـ"الجهود البطولية"، وأن المستشفى لا يزال يعمل رغم التحديات التي من بينها شُح الوقود، وقربه على النفاد.
وعلى الرغم من انقطاع التيار الكهربائي والهجمات، فإن العاملين في مستشفى الشفاء يبذلون كل ما في وسعهم لرعاية نحو 700 مريض في حالة خطيرة.
وفقًا لتقارير منظمة الصحة العالمية فإن 14 مستشفى فقط تعمل من أصل 36 في قطاع غزة، وعلى رأسها مستشفى الشفاء.
استهداف سيارات الإسعاف
وعادة ما يستهدف جيش الاحتلال سيارات الإسعاف، وهو ما دفع وزارة الصحة الفلسطينية لإرسال نداء من أجل المرور الآمن لقافلة سيارات الإسعاف التي تحمل الجرحى والمرضى من المستشفى، في محاولة لتخفيف الضغط على المستشفى، الذي يتجاوز بالفعل طاقته الاستيعابية بكثير بينما يأوي أيضًا آلاف النازحين.
وأثناء إجلاء سيارات الإسعاف للمصابين والمرضى المصابين بجروح خطيرة إلى المستشفيات في جنوب قطاع غزة عندما وقع هجوم على مدخل المستشفى، في الرابع من نوفمبر، بحسب منظمة الصحة العالمية، أسفر عن استشهاد ما لا يقل عن ثلاثة عشر شخصًا وأكثر من 60 جريحًا.
لو تركناهم سيموتون
من جانبه قال الدكتور منير البرش، المدير العام لوزارة الصحة في غزة، إن المشكلة ليست في الأطباء بل في المرضى، وإذا تُركوا فسوف يموتون، وإذا تم نقلهم فسوف يموتون في الطريق، هذه هي المشكلة، نحن نتحدث عن 700 مريض، بحسب صحيفة "سي إن إن".
وأوضح أنه لم يتم تنسيق أمر الإخلاء، بحسب الدكتور البرش، مع أي جهة إنسانية دولية، مثل الصليب الأحمر الدولي، وأن غياب التنسيق يثير مخاوف بشأن سلامة وجدوى نقل هذا العدد الكبير من المرضى، والعديد منهم في حالة حرجة وسيموتون أثناء النقل.
مطالب أمريكية بحماية الشفاء
بدوره قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، في تصريحات للصحفيين، أمس الاثنين، إنه لم يكن مترددًا في التعبير عن مخاوفه لإسرائيل بشان الهجوم على مستشفى الشفاء في غزة يجب حمايته من القتال بين إسرائيل وحماس.
وقال بايدن: "يجب حماية المستشفى، وأن يكون تدخل الجيش الإسرائيلي بنسبة أقل فيما يتعلق بالقطاع الصحي".