مع ازدياد فرص الرئيس الأمريكي الأسبق، دونالد ترامب، في إدارة واشنطن خلفًا لـ"جو بايدن"، الذي تدهورت شعبيته، خاصة في ظل الأزمات الكبيرة على جميع الأصعدة التي تواجهها أمريكا، حسبما ذكرت مجلة "The National Interest" الأمريكية، سيحاول "ترامب"، في حال توليه السلطة، الضغط على كوريا الشمالية؛ من أجل إقناعها بالتراجع عن برنامجها النووي، بمساعدة الصين.
الضغط على بيونج يانج
سمحت سياسة كوريا الشمالية في إدارة ترامب الأولى للولايات المتحدة بتجربة "الافتراض"، بأن فرض عقوبات على الاقتصاد الكوري الشمالي، جنبًا إلى جنب مع جاذبية الدبلوماسية على مستوى القمة مع الولايات المتحدة، سيغير بما فيه الكفاية حسابات كيم جونج أون، حول التخلي عن ردعه النووي، ولكن لسوء الحظ، تبين أن هذا الافتراض خاطئ.
ولم يكن هذا واضحًا فقط في قمة "هانوي"، عندما رفض "كيم" الذهاب إلى ما هو أبعد من العروض السابقة لتجميد أجزاء من برنامجه النووي، ولكن تم تبلوره بعد أن أغلقت جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية حدودها الخاصة، وأوقفت جميع التجارة وتدفقات الناس بعد ظهور كوفيد-19 في أوائل عام 2020.
ونتج عن ذلك قبضة اقتصادية ذاتية، استمرت لثلاث سنوات كانت مدمرة للاقتصاد الكوري الشمالي، فاق تأثير العقوبات.
البحث عن أرضية مشتركة
وعلى الرغم من هذا الاختبار غير الناجح للنوايا، فمن المحتمل أن يسعى الرئيس ترامب مرة أخرى في فترة ولايته الثانية إلى "إغلاق صفقة" الأسلحة النووية مع كيم عبر قمة شخصية.
وخلال قمة هانوي، اعتقد الرئيس ترامب أن كيم جونج أون "لم يكن جاهزًا" لإغلاق الصفقة وفي مثل هذه الظروف، اعتقد أنه لا حاجة للتسرع في "صفقة سيئة".
وفي حالة وجود ترامب مرة أخرى، من المحتمل أن تكون كوريا الشمالية على استعداد للتفاعل مع الولايات المتحدة لمعرفة ما قد يكون متاحًا. ومع ذلك، فإنه من غير المحتمل أن يكون كيم جادًا في صفقة مع الولايات المتحدة، خاصة بعد تعميق العلاقات بين بيونج يانج وموسكو وبكين.
وقعا في الحب
وكان الرئيس الأمريكي الأسبق، دونالد ترامب يحظى بعلاقات جيدة مع الزعيم الكوري الشمالي، كيم جونج أون خلال فترة ولايته لأمريكا، حيث صرح ترامب في عام 2018، بأنه وكيم "وقعا في الحب" بعد تبادل رسائل، ولكن رغم العلاقات الجيدة فشلا في إبرام اتفاق بشأن الحد من الأسلحة النووية في شبه الجزيرة الكورية، حسبما ذكرت شبكة "بي بي سي" البريطانية.
وكان ترامب قد عقد قمتين مع كيم بغية الحد من البرنامج النووي لكوريا الشمالية، وفشلا في التوصل إلى اتفاق، وواصلت البلاد إجراء تجارب صاروخية باليستية، في خطوة تنتهك قرارات الأمم المتحدة.
الصين هي الحل
أحد جوانب رئاسة ترامب الثانية التي ستزيد من احتمالية عدم نجاح الدبلوماسية مع كوريا الشمالية، هو تصاعد العداء بين الولايات المتحدة والصين، إذ شنت إدارة ترامب حربًا تجارية لكبح التقدم التكنولوجي والاقتصادي لبكين. وعلى الرغم من ذلك، تمكن ترامب من الحصول على تعاون الصين في تنفيذ العقوبات على كوريا الشمالية.
وسوف تشهد رئاسة ترامب الثانية على الأرجح عداءً متزايدًا تجاه بكين، مما يجعل احتمال إقناع كوريا الشمالية بعيد المنال للغاية. قد لا يحب الزعيم الكوري أن يكون معتمدًا بشكل كبير على سخاء بكين، ولكنه يعلم أيضًا أنه لا يستطيع تجاهل الصين.
إذا لم تكن الولايات المتحدة والصين تعملان معًا، فلا توجد فرصة تقريبًا للتقدم في مسألة كوريا الشمالية؛ والنتيجة الأكثر احتمالًا هي المزيد من التقدم في برامج الأسلحة الكورية الشمالية -ربما بمساعدة روسيا- وتصاعد التوترات أو الأزمة.