في وقت تشتعل فيه الأزمات على الساحة الدولية، تستعد مدينة سان فرانسيسكو الأمريكية لاستضافة قمة التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ "أبيك"، التي تضم 21 دولة، بينها الصين والولايات المتحدة، خلال الفترة من 12 إلى 19 الشهر الجاري. وتهدف القمة إلى تعزيز التجارة والاستثمار والتنمية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
لكن في الوقت ذاته تواجه "أبيك" خطر اندلاع احتجاجات على نطاق واسع وانتقادات من قِبل المجتمع المدني والحركات الشعبية التي ترى فيها تهديدًا لحقوقها ومصالحها. حسبما ذكرت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية.
تظاهرات مناهضة
تخطط عدة جماعات ناشطة للتظاهر في وسط مدينة سان فرانسيسكو، معترضة على القمة العالمية وما تراه من تجاوزات في مجالات البيئة والعمل والحرب بين إسرائيل وحماس. وتشكل هذه الجماعات تحالف "لا لقمة أبيك"، الذي يضم أكثر من 100 مجموعة شعبية.
ويقول التحالف، إن اتفاقات التجارة التي تبرم في قمم مثل "أبيك" تستغل العمال وعائلاتهم، ومن بين المنظمين للمظاهرات حركة الشباب الفلسطينية، التي تطالب الحكومة الأمريكية بالمساءلة عن تزويد إسرائيل بالأسلحة في حربها ضد "حماس"، حسبما ذكر موقع "ABC" الأمريكي.
حالة تأهب قصوى
وتوقع بيل سكوت، رئيس شرطة سان فرانسيسكو، عدة مظاهرات يومية على هامش القمة، على الرغم من عدم التأكد من عددها. وحذّر من سلوك إجرامي، إذ قال: "نرحب بمن يريدون ممارسة حقوقهم الدستورية في سان فرانسيسكو، لكننا لن نتسامح مع من يرتكبون أعمال عنف أو تخريب أو أي جريمة أخرى.. وسنقوم بالاعتقال عند الضرورة".
ومن غير المحتمل أن يرى القادة العالميون المظاهرات نظرًا للمناطق الأمنية الصارمة التي يمكن الوصول إليها فقط من قبل المشاركين في قاعة المؤتمرات وغيرها من مواقع القمة.
مدينة الاحتجاجات
تتمتع سان فرانسيسكو بتاريخ طويل من الاحتجاجات الصاخبة والقوية، كما هو الحال مع المحادثات التجارية. حيث خرج عشرات الآلاف من المتظاهرين في عام 1999، إلى شوارع "سياتل" خلال مؤتمر منظمة التجارة العالمية.
ونجح المتظاهرون في تأخير بدء المؤتمر واستحوذوا على اهتمام عالمي، بعد ما أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع والرصاص البلاستيكي، واعتقلت مئات الأشخاص.
أزمات واجهتها القمة
وشهدت قمة "أبيك" العديد من الأزمات منذ انعقادها، في عام 2019، انسحبت تشيلي من استضافة القمة بسبب الاحتجاجات الجماهيرية. وفي العام الماضي، عندما استضافت تايلاند القمة في بانكوك، تحدى المتظاهرون المؤيدون للديمقراطية شرعية رئيس الوزراء التايلاندي، ما دفع الشرطة إلى إطلاق الرصاص المطاطي على الحشد مما أدى إلى إصابة العديد من المتظاهرين وصحفي وكالة "رويترز" للأنباء.
وتعد قمة التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ "أبيك"، منتدى اقتصادي إقليمي تأسس عام 1989 ويضم 21 دولة عضوًا، بما في ذلك أكبر اقتصادين في العالم الصين والولايات المتحدة، بالإضافة إلى المكسيك والبرازيل والفلبين.
وتهدف قمة "أبيك" إلى تعزيز التجارة الحرة والتنمية الاقتصادية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، وتعالج قضايا مثل البيئة والتغير المناخي والتكنولوجيا والصحة. وتعقد القمة كل عام في دولة مضيفة مختلفة، وتجمع قادة الدول الأعضاء وممثلين من القطاع الخاص والمجتمع المدني.
وتستضيف الولايات المتحدة "أبيك" هذا العام في مدينة سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا، التي من المتوقع أن يحضر خلالها أكثر من 20 ألف شخص.