الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

جالانت يهدد بقصف بيروت.. هل تندلع الحرب الرابعة بين الاحتلال وحزب الله؟

  • مشاركة :
post-title
دخان المعارك على الحدود اللبنانية الإسرائيلية

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

تتجه الأوضاع على الحدود اللبنانية-الإسرائيلية، إلى مزيد من التصعيد، بعد تهديد جيش الاحتلال بقصف العاصمة بيروت، وهو ما يمثل ضربة للجهود الأمريكية الرامية للحيلولة دون امتداد رقعة الحرب على غزة، إلى لبنان.

وتشهد الحدود اللبنانية توترًا وتبادلًا لإطلاق النار منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة في 7 أكتوبر الماضي، وأعلنت سلطات الاحتلال إجلاء المستوطنات الواقعة على مسافة 5 كيلومترات من الحدود مع لبنان.

وأكدت المنظمة الدولية للهجرة، في 22 أكتوبر الماضي، إن ما يقرب من 20 ألف شخص نزحوا داخليًا في جنوب لبنان وأماكن أخرى، مع تصاعد العنف على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، في أعقاب اندلاع الحرب على غزة.

وأعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال جوناثان كونريكوس، اليوم الأحد، مقتل أكثر من 60 عنصرًا من حزب الله اللبناني، منذ بدء الحرب على غزة.

وقال كونريكوكس: "منذ بداية أكتوبر، قتل جيش الاحتلال أكثر من 60 من حزب الله خلال هجمات على إسرائيل.. هذه خسائر كبيرة جدًا للحزب ونأمل أن يمثل ذلك إشارة وتحذيرًا من مهاجمة إسرائيل".

3 حروب بين إسرائيل وحزب الله

ووقعت ثلاث مواجهات عسكرية واسعة بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وحزب الله. في يوليو 1993، وردًا على صواريخ حزب الله تجاه المستوطنات الشمالية، أعلنت إسرائيل عن حرب أطلقت عليها اسم "تصفية الحساب"، وهاجمت برًا وجوًا مناطق في جنوب لبنان ووسطه وشماله وحتى ضواحي بيروت. ودامت هذه الحرب 7 أيام، وراح ضحيتها 120 شهيدًا لبنانيًا، بينما قتل فيها 26 إسرائيليًا.

أما في 9 أبريل 1996، بعدما الاحتلال شابًا وأصاب آخرين في الجنوب اللبناني، فردّ حزب الله على هذه العملية بقصف مستوطنات "نهاريا" و"كريات شمونة"، وأوقع الحزب في عمليته هذه عددًا من الجرحى وفق الإعلام الإسرائيلي، وبعد يومين أغارت إسرائيل على الضاحية الجنوبية لبيروت موقعة عددًا من الشهداء، وبعدها عمد حزب الله إلى قصف مستوطنات الشمال، لتردّ إسرائيل بارتكاب مجازر عدّة أبرزها مجزرة قانا في حرب أطلقت عليها اسم "عناقيد الغضب".

وفي 12 يوليو 2006، هاجم حزب الله دورية للجيش الإسرائيلي، واختطف جنديين اثنين وقتل 3، ليشن جيش الاحتلال عملية عسكرية استمرت 34 يومًا، وعرفت هذه الحرب باسم "حرب تموز"، واستشهد فيها أكثر من 1300 لبناني.

مؤشرات على احتمال اندلاع الحرب الرابعة

وأمس السبت، ظهرت مؤشرات على احتمال اندلاع حرب أو صدام كبير على الجبهة اللبنانية – الإسرائيلية، إذ شنّ جيش الاحتلال، أول غارة في العمق اللبناني، منذ بدء تبادل القصف مع حزب الله والفصائل الفلسطينية، واستهدفت الغارة التي وقعت في منطقة الزهراني شاحنة كانت تقف في حقل للموز.

وكان مكان الغارة يبعد 40 كيلومترًا عن الحدود مع إسرائيل، وتعتبر تصعيدًا كبيرًا من جانب جيش الاحتلال في اشتباكاته مع حزب الله، بعد أن كانت محصورة بالمناطق الحدودية.

وأعلن جيش الاحتلال ليل السبت-الأحد، أنه قصف أهدافًا لحزب الله في جنوب لبنان. ونقلت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، عن المتحدث باسم جيش الاحتلال قوله إن قواته ضربت عددًا من الأهداف التابعة لحزب الله، مؤكدًا أنها مواقع انطلقت منها عمليات إطلاق نار في وقت سابق من السبت، باتجاه إسرائيل.

من جهتها، قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، إن طائرات حربية إسرائيلية هاجمت "سلسلة من الأهداف" في الأراضي اللبنانية، و"دمرت البنية التحتية والمواقع العسكرية لحزب الله".

وصباح اليوم الأحد، استهدف قصف إسرائيلي مرتفعات كفر شوبا وحلتا في القطاع الشرقي من جنوب لبنان، وذكرت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام، أن القصف المدفعي الإسرائيلي استهدف أيضًا أطراف بلدتي شيحين وأم التوت في جنوب غربي لبنان.

جاء ذلك بعد سقوط صاروخ في منطقة مفتوحة بالجليل الغربي على الحدود الإسرائيلية-اللبنانية، بحسب ما نقلته إذاعة الجيش الإسرائيلي، بينما دوّت صفارات الإنذار في المنطقة.

جالانت يهدد بتدمير بيروت

وخلال جولة على الجبهة الشمالية على الحدود مع لبنان، قال وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف جالانت، أمس السبت، إن حزب الله يقترب من "ارتكاب خطأ كبير"، وهدد بأن ذلك سيؤدي إلى "تحويل بيروت إلى غزة ثانية".

وذكر أن "حزب الله يجر لبنان إلى حرب قد تندلع، وهو يرتكب الأخطاء وإذا ارتكب هذه الأخطاء هنا فمن سيدفع الثمن أولًا هم مواطنو لبنان، وما نقوم به في غزة نعرف كيف نكرره في بيروت". واعتبر أن "استفزازات حزب الله تحولت إلى اعتداءات".

وتزامن تهديد جالانت مع كلمة الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله، أمس السبت، لم يهدد فيها صراحة بتوسيع العمليات وخوض حرب ضد إسرائيل، لكنه ربط وقف العمليات الحالية ضد إسرائيل والقوات الأمريكية في المنطقة بوقف الحرب على قطاع غزة.

أما صحيفة "التايمز" البريطانية، فقد نقلت عن قيادي عسكري في الحزب، لم تكشف اسمه الحقيقي، قوله إن الحرب باتت وشيكة، وروى القيادي الذي حمل اسما مستعار هو "علي" للصحيفة: "أشعر أن الحرب تقترب منها، وستكون هنا قريبًا". وكان القيادي في الحزب يتحدث في بلدة قريبة من وادي الحجير الحدودي، الذي شهدت معارك بين الطرفين في حرب عام 2006.

ولم يعبأ القيادي بطائرة إسرائيلية مسيّرة تحلق فوق رأسه قبيل حلول الظلام، وقال: "نحن مستعدون لإنهاء الفصل الأخير من حربنا مع إسرائيل، في حال تلقينا أوامر". وذكر أن الحزب في حال شعر بأن هناك احتمالًا يصل إلى 50% بشأن قضاء الاحتلال على حماس، فسيخوض الحرب ضد إسرائيل.

محاولات أمريكية لمنع التصعيد

وجاء التصعيد الإسرائيلي على الجبهة اللبنانية، بعد أيام قليلة، من زيارة المبعوث الأمريكي عاموس هوكستين إلى لبنان، الثلاثاء الماضي، لتبريد الجبهة.

وقال هوكستين، خلال الزيارة التي تخللها قصف متبادل بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله اللبناني في البلدات الحدودية الجنوبية، إن بلاده "لا تريد تمدد التصعيد من قطاع غزة إلى لبنان".

وشدد هوكستين بعد لقائه رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري أن "الولايات المتحدة لا تريد ما يحصل في غزة أن يتصاعد أو يتمدد إلى لبنان".