بعد تصريحات وزيرة الداخلية البريطانية سويلا برافرمان التي وصفت فيها المظاهرات الداعمة لغزة بالغوغاء، خرج مئات الآلاف في مظاهرات سلمية وسط العاصمة لندن، ينددون بعدوان الاحتلال الإسرائيلي لسكان قطاع غزة ومطالبين بوقف انتهاكاته، وعلى الرغم من أن المسيرة سلمية كما شوهدت، إلا أن همجية وشغب العديد من اليمينيين الرافضين لها عكّر صفوها.
مظاهرة سلمية
وخرجت مظاهرات عارمة، اليوم السبت، في لندن، شارك فيها الآلاف في اليوم الـ36 من التصعيد المتواصل لعدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، مطالبين بوقف إطلاق النار في غزة، وفقًا للوكالة الفرنسية.
وقد انطلقت المظاهرة التي نظمها "ائتلاف أوقفوا الحرب" تحت شعار "المسيرة الوطنية من أجل فلسطين"، بعد التوقف دقيقتين صمتًا تكريمًا لقتلى الحروب البريطانيين في يوم "ذكرى الهدنة" أمام نصب القبر الفارغ التذكاري بوسط لندن.
ورفع المتظاهرون علم فلسطين ولافتات تطالب بوقف إطلاق النار على غزة وهتفوا "الحرية لفلسطين" و"وقف إطلاق النار الآن".
شغب وعنف المسيرة المضادة
بينما وقف الآلاف من اليمينيين الإنجليز على الطرف الآخر، مطالبين بإيقاف المسيرة الفلسطينية، شهدت المظاهرة صدامات محدودة قرب النصب، عندما حاول بعضهم اختراق طوق الشرطة بل وقاموا برُشق عناصر الشرطة بمقذوفات وزجاجات.
وزعم اليمينيون أن سبب رفضهم للمسيرة يرجع لتنظيمها يوم 11 نوفمبر، الذي يعتبر يوم تكريم ذكرى الجنود البريطانيين الراحلين خلال الحربين العالميتين الأولى والثانية، الأمر الذي أثار غضبهم.
جهود الشرطة
واستعدادًا للمظاهرات، كثّفت شرطة لندن جهودها لضمان أن تظل المسيرة المؤيدة لفلسطين سلمية، وقالت خدمة الشرطة إنه انتشر أكثر من 2000 ضابط في شوارع العاصمة بنهاية هذا الأسبوع؛ لضمان امتثال المتظاهرين للقانون ومنع المواجهات المحتملة مع المتظاهرين المضادين.
وقال الحساب الرسمي للشرطة الإنجليزية على موقع التواصل الاجتماعي "إكس": "انطلقت المظاهرة المؤيدة لفلسطين من منطقة بارك لين، وكما هو متوقع هناك إقبال كبير جدًا، لم تقع أي حوادث مرتبطة بهذا الاحتجاج حتى الآن، لا تزال عملية الشرطة المهمة مستمرة وسننشر أي تحديثات ذات صلة هنا".
وفي المقابل، أشار الحساب ذاته، إلى عنف وشغب اليمينيين الرافضين للمسيرة المؤيدة لغزة، وقال إن: "بينما يتم نشر الضباط وسط لندن اليوم للحفاظ على سلامة الأشخاص، قوبلوا بالعنف والإساءة من قِبل المتظاهرين المحتجين على المسيرة الذين ألقوا الزجاجات عليهم. وسوف نرد بقوة على العدوان والفوضى غير المقبولين".
"غوغاء" ومسيرات كراهية
وجاءت مظاهرات اليوم السبت، بعدما أثارت تصريحات لوزيرة الداخلية البريطانية سويلا برافرمان، حفيظة وغضب الكثيرين الذين طالبوا بإقالتها إثر مقالة لها بصحيفة "تايمز أوف لندن"، وصفت فيها المشاركين في الاحتجاجات المنددة بعدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة بأنهم "جماعة من الغوغاء" وأنها مسيرات للكراهية، على حد تعبيرها.
كان رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، انتقد المظاهرة ووصفها بأنها لا تنم عن الاحترام وسط مخاوف من أنها قد تثير أعمال عنف في يوم الهدنة، لدعوات متزايدة لإقالة برافرمان.