قالت وزيرة الصحة د. مي الكيلة إن استهداف المستشفيات والطواقم الطبية والإسعافية في قطاع غزة، في ظل العدوان الإسرائيلي المتواصل لليوم الـ36 على التوالي، "جريمة حرب"، وإبادة جماعية.
وأوضحت د. الكيلة في مؤتمر صحفي، اليوم السبت، بمقر وزارة الصحة بمدينة رام الله، للوقوف على آخر التطورات بشأن العدوان المتواصل على المستشفيات والطواقم الطبية وقطاع غزة بشكل عام، أن الوضع في مستشفيات قطاع غزة وصل إلى وضع غير مسبوق بتاريخ البشرية، باستهداف المستشفيات، والطواقم الطبية، ومركبات الإسعاف، مضيفة أن هناك 93 من الأطفال الخدج مهددون بالموت بمجمع الشفاء الطبي بسبب انقطاع الأكسجين.
وأضافت وزيرة الصحة أن القانون الدولي، والقانون الدولي الإنساني، والمعاهدات الدولية أصبحت حبرًا على ورق بعد هذه المجازر التي ترتكب في قطاع غزة، كونها لا تستطيع أن تحمي المستشفى من القصف، ولا تستطيع أن توقف آلة التدمير، والقتل الإسرائيلية بحق المستشفيات والأطباء، والمرضى والجرحى والمدنيين النازحين.
وأشارت إلى أن الاحتلال قصف المستشفى المعمداني مخلفًا أكثر من 500 شهيد، وحاول التنصل من جريمته، لكن اليوم وفي بث حي ومباشر، واعتراف صريح وأمام العالم كله، يقصف المستشفيات، ويقطع عنها الوقود والأدوية، والمستلزمات الطبية، والكهرباء، والماء لتكون النتيجة الموت المحقق للمرضى، إما عطشًا، أو حرقًا، أو نقصًا للدواء، أو قصفًا بالأسلحة الفتاكة من قِبل الاحتلال الإسرائيلي.
وتابعت: "آلة التدمير والقتل الإسرائيلية ما زالت تمارس عدوانها على القطاع لليوم الـ36، بعد ما وصل عدد الشهداء منذ بداية العدوان على قطاع غزة إلى أكثر من 11 ألف شهيد، منهم أكثر من0054 طفل و0003 امرأة، و 007 مسن، في حين وصل عدد الجرحى إلى أكثر من 27 ألف جريح، معظمهم من النساء والأطفال.
ونوهت الوزيرة الكيلة، إلى أنه تم قصف واستهداف مستشفى الشفاء، وقطع التيار الكهربائي عن أجزاء وأقسام كبيرة منه، حيث قصف الطابق الرابع من مستشفى النسائية والتوليد والعيادات الخارجية، وانقطاع التيار الكهربائي عن العناية الحثيثة للأطفال، الموجود فيها 39 طفلًا مهددون بالاستشهاد.
وأضافت، أن مستشفى العودة قصف ودمرت أجزاء من المبنى، وتدمير عدد من مركبات الإسعاف، وساحات المستشفى، وتم ابلاغ الطواقم الطبية في المستشفى بضرورة إخلائه فورا، تاركين المرضى دون أدنى عناية طبية، إلا أن الكادر الطبي بقي بإصرار في المستشفى، إضافة إلى مستشفى المعمداني الأهلي العربي، الذي بقي يعمل فيه قسم العظام والجراحة بعد قصفه، بالإمكانيات المتاحة.
وأردفت، أنه تم قصف غرفة العمليات، والألواح الخاصة بالطاقة الشمسية في مستشفى العيون التخصصي، ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عنه، وخروجه عن الخدمة، إضافة إلى قصف مستشفى الطب النفسي، وتدمير 50% من مبناه.
وأوضحت أن الاحتلال قصف المستشفى الاندونيسي بشكل متكرر منذ الأسبوع الماضي، ومحاصرته بالدبابات، وتم إلحاق أضرار بالعديد من الأقسام، والذي يعمل فقط قسم العناية المكثفة، وذلك على المولد الكهربائي الصغير، ومستشفى القدس التابع لجمعية الهلال الأحمر خارج عن الخدمة، نتيجة استهدافه بشكل مباشر.
وأشارت إلى أن الاحتلال استهدف المستشفى التركي الوحيد المخصص لعلاج الأورام، وأصبح خارج الخدمة تاركًا ما يزيد على 01 آلاف مريض، دون تقديم العلاج.
وبينت، أن الجرحى يرتقون بسبب نفاد الوقود والمستلزمات الطبية، والعمليات الجراحية تجري دون تخدير، ودون كهرباء على أضواء الهواتف النقالة.
وناشدت الكيلة بالتدخل لوقف المجازر بحق المستشفيات، ومن بداخلها من مرضى، وطواقم طبية ونازحين في غزة.
ودعت للوقف الفوري للعدوان القطاع والضفة، مطالبة بالسماح بشكل عاجل بإدخال الامدادات الإنسانية والصحية للقطاع، خاصة الوقود لتشغيل مولدات الكهرباء، ودخول الفرق الطبية المتطوعة لمساندة الكوادر الصحية في علاج المرضى والجرحى والسماح بخروج الجرحى والمرضى للعلاج في مستشفيات الخارج.
وناشدت الأمم المتحدة بتطبيق القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني ومعاهدات جنيف، وبوقف تهجير المواطنين من بيوتهم، ووقف استهداف المستشفيات ومركبات الإسعاف.