حركت هجمات الاحتلال الإسرائيلي الغاشم على سكان قطاع غزة، مشاعر الغضب في العالم كله، وانتقد الكثيرون الممارسات الإجرامية المتوحشة التي يرتكبها الاحتلال ضد الأبرياء من أبناء فلسطين، واستطاع الفنان الأردني علي عليان، مدير المسرح الحر في الأردن، ترجمة ما يحدث في الواقع من جرائم الصهيونية وحربهم ضد غزة بفيلم جديد.
قال علي عليان، كتبت فيلمًا يحمل اسم "أهل شجرة الزيتون" تضامنًا مع أهالي القطاع في فلسطين وما يتعرضون له من عمليات إبادة جماعية بطريقة ممنهجة وغير آدمية، وهو ما حرك مشاعري ودفعني لكتابة الفيلم الذي ينتمي إلى نوعية الأفلام القصيرة، وتبلغ مدته 20 دقيقة.
استغاثات إنسانية
وأكد "عليان" لموقع "القاهرة الإخبارية"، أن الفيلم يتضمن أقوى العبارات وأكثرها تأثيرًا، التي قالها أهالي غزة خلال تعرضهم للحرب والقصف من الاحتلال وعكست مرارة فقدهم أسرهم وأبنائهم وعائلاتهم وبيوتهم وتعرضهم لعمليات القتل والتهجير مثل جملة "ينتقموا من أولادنا"، وجمل الاستغاثة من الأطفال والنساء العالقين تحت الأنقاض.
كشف قبح الصهيونية
يحمل "عليان" بداخله إيمانًا كاملًا بقدرة الفن على التأثير، وهو ما دفع فرقة المسرح الحر التي يترأسها لإنتاج هذا الفيلم، قائلًا: "المشاهد المؤلمة التي انتشرت من عمليات قصف ضد أهل فلسطين حركت مشاعري، ورغم شعورنا بالعجز أمام هذه المأساة الإنسانية، لكن يبقى الفن وسيلتنا للنضال والتأثير لكشف الوجه الخبيث للاحتلال الإسرائيلي وتزييفهم الحقائق والتزوير والعمليات الإجرامية والإرهابية، التي يمارسونها من قصف للمدارس والمساجد والكنائس والمستشفيات وغيرها من عمليات وحشية يومية ومستمرة".
مزج بين الحقيقة والدراما
أضاف: "انتهيت من كتابة الفيلم وتصويره الذي استغرق يومين، من إخراج منذر خليل مصطفى، مع الاستعانة بفنانين محترفين، ويمزج بين الأداء الدرامي وجمل حقيقية انتشرت لسكان قطاع غزة وإلقاء الشعر والغناء والموسيقى، وسنقوم بمزج مشاهد حقيقية أيضًا من الحرب ضد سكان القطاع فهو يجمع ما بين العمل التسجيلي والروائي الدرامي".
تطوع بالأجر
وأكد أن المشاركين تطوعوا بأجورهم عن المشاركة في الفيلم، من أجل سكان غزة، قائلًا: "كل الفنانين والعاملين بالفيلم شاركوا متطوعين، وهذا أقل ما يُقدم في مثل هذه الظروف العصيبة".
وأوضح أن الفيلم سيُعرض على شاشة التلفزيون الأردني، وسيعقب ذلك طرحه في عدد من المهرجانات السينمائية بعدد من دول العالم، لتوصيل رسالة أهل غزة للعالم بصدق.