حذّر غادي آيزنكوت، رئيس الأركان الإسرائيلي السابق، من سلوك حكومة بنيامين نتنياهو المُرتقبة، والذي قد يتسبب في تفكيك وتدمير الجيش الإسرائيلي، وجاء ذلك التحذير تعليقًا على تصريحات إيتمار بن جفير، عضو الكنيست الإسرائيلي المتطرف، بشأن تغيير قواعد إطلاق النار على الفلسطينيين، حسبما ذكرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية.
وفيما يتعلق بتعليمات إطلاق النار على الشعب الفلسطيني، قال "آيزنكوت"، اليوم الثلاثاء: "إن سلوك حكومة إسرائيل المقبلة يقوّض عمل سلطة القيادة في الجيش الإسرائيلي، وهذا قد يؤدي إلى حل الجيش"، في إشارة إلى أن التحكم في الجيش من صلاحيات رئيس الأركان فقط وليس المواطنين.
تفكيك الجيش الإسرائيلي
وأضاف آيزنكوت: "هذه القوانين لم تتغير منذ عام 1988، وهي تسمح للجيش بالدفاع عن المواطنين، لكن هناك قيودًا لا يفهمها المواطنون الذين لم يخدموا في الجيش مثل بن جفير وشركائه"، موضحًا أن الهدف الوحيد من تدخل السياسيين في شؤون الجيش ما هو إلا محاولة للشهرة وتصدر عناوين الصحف.
كان إيتمار بن جفير، رئيس حزب "عوتسما يهوديت" الذي سيحظى بوزارة الأمن القومي في حكومة بنيامين نتنياهو المُرتقبة، قد أعلن منذ ساعات أنه سيعمل على تغيير قواعد إطلاق النار على الشعب الفلسطيني، كما تعهد بـ"شرعنة الاستيطان"، وتغيير الوضع الراهن في المسجد الأقصى المبارك لصالح الإسرائيليين.
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن بن جفير قوله: "سأبذل قصارى جهدي من أجل تغيير الوضع الراهن في المسجد لأقصى، وسأعطي الضوء الأخضر للجنود بقتل أي فلسطيني يحمل زجاجة مولوتوف حتى لو لم يلقها على الجيش"، واصفًا السياسة التي يتبعها الجيش الإسرائيلي حاليًا بـ"الغبية".
ترحيل العائلات الفلسطينية
وأوضح "بن جفير" أنه في غضون شهور من توليه منصب وزير الأمن القومي، سيعمل على تكثيف البؤر الاستيطانية، وسيبذل قصارى جهده لتمرير قانون في الكنيست يُتيح بموجبه ترحيل عائلات منفذي العمليات الفلسطينية ضد القوات الإسرائيلية إلى خارج الأراضي المحتلة.
من جهتها، هددت حركة "الجهاد الإسلامي" الفلسطينية، أمس الاثنين، بن جفير بأنها سترسله إلى رحبعام زئيفي، وزير السياحة الإسرائيلي، الذي تمت تصفيته على يد مجموعة فلسطينية تنتمي إلى "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"، التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية بعدما طالب بتنفيذ سياسة "الترانسفير" التي تقضي بترحيل الفلسطينيين، حسبما ذكر موقع "آي 24 نيوز" الإسرائيلي.
وبدوره، قال طارق عز الدين، الناطق بلسان حركة الجهاد الإسلامي: "إن زئيفي حاول طرد الفلسطينيين من أرض فلسطين، وقبل أن يفعل ذلك، طرده الفلسطينيون من الحياة"، مشيرًا إلى أن تعيين بن جفير ما هو إلا محاولة لتسريع زوال الاحتلال.
وتابع الناطق بلسان حركة الجهاد الإسلامي: "الاحتلال الإسرائيلي لا يفهم سوى لغة القوة، ولن يرحل عن أرضنا إلا باللغة التي يفهمها".