تواجه الولايات المتحدة صعوبات في إقناع حليفتها إسرائيل بالتوقف عن الحرب ضد فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، وذلك بعد أن دعا الرئيس الأمريكي جو بايدن ووزير الخارجية أنتوني بلينكن إلى "وقفات إنسانية" للسماح بخروج المدنيين الفلسطينيين من المنطقة المحاصرة. حسبما ذكرت صحيفة "جلوبال تايمز" الصينية.
وقد رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، هذه الدعوة بحزم، مؤكدًا أن إسرائيل "ترفض وقفة إنسانية مؤقتة لا تشمل عودة رهائننا"، في إشارة إلى أكثر من 200 شخص أسرتهم المقاومة خلال هجومهم الذي قُتل فيه أكثر من 1400 إسرائيلي - بينهم 33 أمريكيًا. وقال نتنياهو، إن إسرائيل "ستواصل حربها بكل قوتها".
فشل استراتيجية واشنطن
يعكس رفض إسرائيل لدعوة الولايات المتحدة لوقفة إنسانية فشل استراتيجية واشنطن في التعامل مع الأزمة، التي ترتكز على الضغط الدبلوماسي والمساعدة الإنسانية والتوسط بين الطرفين.
ورغم المحاولات الأخيرة من جانب واشنطن لإقناع إسرائيل لوقف إطلاق النار، فإن هذه الاستراتيجية لم تحقق نتائج ملموسة، فإسرائيل لا تزال مصرة على مواصلة الحرب حتى تحقق أهدافها الأمنية، والفصائل الفلسطينية لا تزال تطلق الصواريخ على الأراضي الإسرائيلية، والمجتمع الدولي لا يزال منقسمًا بين مؤيدين ومعارضين للتدخل في الصراع.
وقد أثارت الولايات المتحدة انتقادات العديد من الدول والمنظمات الدولية والحقوقية والإنسانية لعدم استخدام نفوذها لوقف العنف وحماية المدنيين، ولعدم دعم مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يطالب بوقف إطلاق النار.
تساهل واشنطن
كما أثارت الولايات المتحدة غضبًا من بعض حلفائها وشركائها في المنطقة وخارجها لما اعتبروه تساهلًا زائدًا مع إسرائيل وتجاهلها للمعاناة الفلسطينية. وقد أعربت دول عربية وإسلامية غضبها من أمريكا التي تتجاهل القضية الفلسطينية وسقوط الآلاف من الشهداء والمصابين الأبرياء إثر العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وتصر على دعم الاحتلال.
ومن منظور عالمي، خسرت الولايات المتحدة أيضًا مكانتها على الصعيد الأخلاقي، لأنها كانت تدعي دائمًا أن سياستها الخارجية مبنية على القيم. وقالت "جلوبال تايمز"، إنه مع تبيان الانحياز الواضح، أضعفت الولايات المتحدة مصداقيتها.
بالإضافة إلى ذلك، ومن منظور جيوسياسي، فإن تورط الولايات المتحدة في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني يعيق استراتيجيتها العالمية، سواء في دعمها لأوكرانيا في مواجهة الهجوم الروسي، أو في جهودها لاحتواء الصين في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، وفقاً لما ذكرته الصحيفة الصينية.