ضجت وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، اليوم الثلاثاء، بواقعة إعدام ثلاثة شبان في فلسطين المحتلة، من بينهم شقيقان، واستنكرت المنظمات الدولية تلك الواقعة، معربة عن حزنها ورفضها الشديد لجرائم الاحتلال الإسرائيلي المستمرة ضد المدنيين في الأراضي الفلسطينية، وذلك تزامنًا مع اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، المقرر 29 نوفمبر من كل عام.
"التعاون الإسلامي" تدين استمرار جرائم الاحتلال
أدانت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي، استمرار جرائم الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية، وإقدامها فجر اليوم على إطلاق النار وتنفيذ إعدامات ميدانية راح ضحيتها الشقيقان جواد وظافر ريماوي، ومفيد اخليل، وفق بيان المنظمة.
وحمّلت المنظمة سلطات الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة على هذه الجريمة النكراء، التي تجسد سياسة القمع والعدوان والإرهاب الإسرائيلي المستمر بحق أبناء الشعب الفلسطيني، مجددة دعوتها المجتمع الدولي للتدخل العاجل، من أجل وضع حد لهذه الاعتداءات والجرائم ومحاسبة مرتكبيها، وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني ومقدساته.
جوتيريش يدعو لخطوات فورية لإنهاء العنف في الضفة الغربية
وجه أنطونيو جوتيريش، أمين عام الأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء، رسالة تزامنًا مع اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، قائلًا: "تغمرني مشاعر الحزن من تزايد أعداد المدنيين الفلسطينيين الذين يفقدون أرواحهم في دوامة العنف التي تجتاح الضفة الغربية المحتلة، مضيفًا فكلما سقطت ضحية زاد الخوف واشتد العنف".
وحث جوتيريش، في رسالته المنشورة عبر موقع الأمم المتحدة على شبكة الإنترنت، جميع الأطراف على الإقدام فورًا لاتخاذ الخطوات اللازمة للحد من مظاهر التوتر، وكسر هذه الدوامة المميتة، وفقًا لمركز إعلام الأمم المتحدة.
وأضاف أن مسببات النزاع التي طال أمدها كاستمرار الاحتلال وتوسيع المستوطنات وهدم المنازل وإخلاء الناس من مساكنهم تزيد من مشاعر الغضب واليأس والإحباط، وأنه في الوقت نفسه لا تزال غزة تعيش تحت إجراءات إغلاق منهكة وتعاني من أزمات إنسانية.
وكرر "جوتيريش" في رسالته، دعوته للطرفين الفلسطيني والإسرائيلي إلى العمل من أجل إنهاء إجراءات الإغلاق المفروضة على غزة، وتحسين الظروف المعيشية لجميع الفلسطينيين، مؤكدًا أنه لا تزال "الأونروا" شريان حياة بالغ الأهمية بالنسبة للاجئي فلسطين.
وقال جوتيريش، إن الأمم المتحدة موقفها واضح في هذا الشأن، وإنه لا بد للسلام أن يتقدم، ولا بد للاحتلال أن ينتهي، مؤكدًا الدعم الثابت للشعب الفلسطيني في سعيه لإعمال حقوقه غير القابلة للتصرف، وبناء مستقبل ينعم فيه الجميع بالسلام والعدل والأمن والكرامة.
منسق الأمم المتحدة للسلام يحذر من ارتفاع مستويات العنف
وفي ظل تصاعد العنف في الأرض الفلسطينية المحتلة، عقد مجلس الأمن الدولي، جلسة تحدث خلالها تور وينسلاند، منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط. وقال خلال كلمته "بعد عقود من العنف المستمر والتوسع الاستيطاني غير القانوني والمفاوضات المتوقفة وتعميق الاحتلال، وصل الصراع مرة أخرى إلى درجة الغليان".
وأشار وينسلاند إلى بلوغ العنف في الضفة الغربية المحتلة وإسرائيل "مستويات عالية" في الأشهر الأخيرة، بما في ذلك الهجمات ضد المدنيين الإسرائيليين والفلسطينيين، كما تسببت زيادة استخدام الأسلحة والعنف المرتبط بالمستوطنين في معاناة إنسانية خطيرة، على حدّ تعبيره.
وأضاف "شهدنا اعتداءات عنيفة من قبل المستوطنين الإسرائيليين ضد الفلسطينيين في الخليل، مما يسلط الضوء على تصعيد مقلق للعنف والتحريض، مشددًا مرة أخرى على أن استهداف المدنيين "لا يمكن تبريره على الإطلاق ويجب وقف العنف".
وحذر المسؤول الأممي من أنه مع عدم معالجة الأسباب الكامنة وراء النزاع وإظهار مسار سياسي واضح للمضي قدما، سيتصاعد الصراع مما يتسبب في مزيد من إراقة الدماء ويكون له تأثير عميق مزعزع لعدم الاستقرار في المنطقة بأكملها.
وأفاد "وينسلاند" باستمرار التوسع الاستيطاني وفرض القيود في الضغط على الحيّز الاقتصادي والمادي لبناء دولة فلسطينية قابلة للحياة، مشيرًا إلى أنه في غضون سنوات قليلة، سيؤدي النمو السكاني الهائل في الضفة الغربية وقطاع غزة إلى زيادة صعوبة، وإن لم يكن استحالة إدارة الوضع الاقتصادي والسياسي والأمني".