مع تفاقم الوضع الإنساني في غزة، والذي أسفر عن أكثر من 35 ألف مصاب وشهيد، وفي ظل المجازر المتكررة التي يريكبها الاحتلال الإسرائيلي، في قطاع غزة المحاصر، نادت منظمات ودول بهدنة إنسانية أو وقف لإطلاق النار، فما هو الفرق بينهما؟
رغم أن المعنى بينهما يبدو واحدًا، فهناك اختلاف جوهري حول مدة التنفيذ، فبحسب موقع الأمم المتحدة، إن النزاعات المسلحة، سواء أكانت داخلية أو فيما بين الدول، عادة تنطوي على طرفين أو أكثر من أطراف النزاع، مشيرة إلى أن مصطلح "طرف النزاع" يستخدم للإشارة إلى الأطراف المسلحة التي تضطلع بأدوار رسمية في التفاوض.
وأوضحت أنه كثيرًا ما يستخدم مصطلحي "وقف إطلاق النار"، و"وقف الأعمال العدائية"، بصورة متبادلة، مشيرة إلى أن الأخير ينظر له على أنه أقل تنظيمًا من اتفاقيات وقف إطلاق النار التي تتضمن أحكامًا أكثر تفصيلًا وجداول زمنية وترتيبات زمنية، إضافة إلى مراقبة وتحقيق.
أما مصطلح "الهدنة"، أو "الهدنة الملزمة"، يشير إلى الحالات التي تقوم فيها أطراف النزاع بالدخول في وقف إطلاق النار بشكل غير رسمي أو رسمي، أو الاتفاق على وقف العمليات العسكرية.
الهدنة الإنسانية
وفقًا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا"، يتم تعريف الهدنة الإنسانية على أنها وقف مؤقت للأعمال العدائية لأغراض إنسانية بحتة، للسماح بإدخال المساعدات إلى مناطق الحرب، وهي تتطلب موافقة جميع الأطراف المعنية.
وبالنسبة لتوقيتها، تكون الهدنة الإنسانية سارية المفعول لفترة محددة ومنطقة جغرافية محددة، حيث سيتم تنفيذ الأنشطة الإنسانية.
وفي 28 أكتوبر، قال أنطونيو جوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، إن هناك إجماعًا متزايدًا في المجتمع الدولي، بما في ذلك الدول الداعمة لإسرائيل، إلى الحاجة لهدنة إنسانية على الأقل في القتال الدائر.
ورفض رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أمس، الهدنة الإنسانية المؤقتة، عقب لقاء مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الذي قال إنه حث إسرائيل على "هدنة إنسانية".
وقف إطلاق النار
فيما تنادي الدول العربية ومنظمات حقوقية، إلى جانب المقاومة الفلسطينية بوقف فوري لإطلاق النار، ويعرف مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية وقف إطلاق النار بأنه "تعليق القتال المتفق عليه بين أطراف النزاع"، وهو جزء من العملية السياسية، والقصد منه أن يكون طويل الأجل، وغالبًا ما يغطي كامل المنطقة الجغرافية للصراع.
ويكون الهدف من "وقف إطلاق النار"، السماح للأطراف بالدخول في حوار، والتوصل لتسوية سياسة دائمة.
وتتزايد دعوات وقف إطلاق النار عالميًا، خاصة على الجانب الشعبي مع خروج مئات الآلاف من المتظاهرين في جميع أنحاء العالم للمطالبة بإنهاء القصف الإسرائيلي على غزة، وخاصة في بلدان الحكومات الرافضة لوقف إطلاق النار.
العدوان الإسرائيلي
وخلّف العدوان المتواصل على قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر الماضي، أكثر من 9 آلاف شهيد، وأكثر من 25 ألف مصاب، في حصيلة تتزايد كل ساعة في ظل عدوان يستهدف كل شبر في قطاع غزة، حتى المدارس والمستشفيات وسيارات الإسعاف.
ويشدد الاحتلال الإسرائيلي حصاره على قطاع غزة، منذ بدء العدوان وقطع إمدادات الكهرباء والماء، ومنع إدخال الوقود الذي تعتمد عليه المستشفيات في تشغيل مولدات الكهرباء عند انقطاعها.