تتواصل معاناة المرضى والقائمين على مستشفى الشفاء بغزة، مع استمرار العدوان الإسرائيلي على القطاع، وتهديده باستهدافه أكثر من مرة، واستهداف محيطه بالفعل، قبل أن يعلن مديره أن المولد الرئيسي توقف عن العمل، وأن المستشفى يعمل حاليًا بقدرة المولد الثانوي.
وقال محمد أبو سلمية، لـ "القاهرة الإخبارية"، إن هناك نقصًا كبيرًا في الوقود بمستشفيات القطاع، وأن أقسام العمليات مكتظة بالجرحى، إلى جانب أن هناك نحو 60 ألف نازح لجأوا إليها للاحتماء بها، مشيرًا إلى وجود 60 مريضًا على أجهزة التنفس الصناعي.
ويعاني مستشفى الشفاء، الذي يواصل استقبال الجرحى والمصابين المتدفقين في كل ثانية، إذ فاقت أعداد الضحايا والمصابين قدرة المستشفى، فمثلًا قسم الطوارئ يتسع لـ 50 حالة، ويوجد به حاليًا أكثر من 140 جريحًا.
اتهامات الاحتلال
وكرر جوناثون كونريكوس، المتحدث باسم جيش الاحتلال، اتهامات للمقاومة الفلسطينية بالتحصن أسفل المستشفى، زاعمًا أن هناك منشأة للقيادة العسكرية ومخزنًا للأسلحة تحت المستشفى الواقع في قلب مدينة غزة.
وعرض متحدث جيش الاحتلال صورًا للأنفاق والمخازن التي ادعى أنها تحت مستشفى الشفاء، محذرًا من ضرورة إخلاء المستشفى من المدنيين الذين لجأوا إليه، إلا أنهم رفضوا التحرك في ظل عدم وجود أي مكان آمن يلجأون إليه.
وبحسب المتحدث دانيال هاغاري، تشن المقاومة هجماتها من المستشفيات وخاصة مستشفى الشفاء، مدعيًا أن الاحتلال لديه أدله ملموسة على أن هناك عدة أنفاق تسمح لقادة المقاومة بالدخول عبرها تحت الأرض من خارج المستشفى والتوجه إلى أحد الأقسام إلى مركز العمليات، حيث توجه المقاومة صواريخها تجاه إسرائيل.
ونفت المقاومة الفلسطينية، تلك الاتهامات وقالت إنه لا أساس لها من الصحة، واعتبرت أنها تمهيد لارتكاب مجزرة جديدة بحق الشعب الفلسطيني، محذرة من أنها ستكون أكبر من مجزرة مستشفى الأهلي المعمداني، خاصة في ظل وجود آلاف النازحين في المستشفى.
12 طابقا
ونقلت "سي إن إن"، عن هاريل شوريف، وهو باحث في جامعة تل أبيب، قوله إن التحدي الذي يواجه الجيش الإسرائيلي، هو كيفية التعامل مع المقرات الرئيسية، التي تقع تحت مراكز المدينة كمستشفى الشفاء، مؤكدًا على ضرورة أن يتم إخراج تلك المقرات من الخدمة لقلب المعادلة على المقاومة.
وقال إن مراكز القيادة، جزء مما يعرف بـ "مترو غزة"، أو "غزة التحتا"، وهي شبكة من الأنفاق بطول نحو 500 كيلومتر.
وقال "شوريف"، إن هناك مبنى مكونًا من 12 طابقًا على مسافة عشرات الكيلو مترات تحت الأرض، ويضم غرف تحكم واتصالات وأرصفة لإطلاق الصواريخ، مشيرًا إلى أن مداخل الأنفاق تكون غالبا تحت المباني العامة.
تحقيقات مع عناصر المقاومة
ونشرت مواقع تابعة للاحتلال، ما قالت عنه اعترافات لمقاومين من غزة، شاركا في هجوم 7 أكتوبر، أكدا فيه أن هناك مخبأ أسفل مستشفى الشفاء، وأنه الأكبر في قطاع غزة، ونقل الجيش عن "عامر أبو غوش"، قوله إن الأنفاق تمر تحت الأحياء، وأن الأنفاق مخبأة تحت المستشفيات، وأن مستشفى الشفاء لديه طوابق تحت الأرض.
وقال المتحدث الإعلامي الحكومي في غزة، سلامة معروف، إن ادعاءات الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، حول مستشفى الشفاء، هي عبارة عن أباطيل لا يصدقها طفل صغير.
وأكد "معروف"، أن الاحتلال دأب على كيل الاتهامات لمستشفى الشفاء منذ سنوات، رغم أن كل القيادات التي اغتالها الاحتلال خلال السنوات الماضية، لم يكن أي واحد منهم داخل أو في محيط مستشفى الشفاء.
وقال إن كذبة الأنفاق ومقرات القيادة، لا يمكن تصديقها، وفي حال كان لدى الاحتلال أي دليل غير هذا الهراء فليظهره أمام العالم أجمع، مشيرًا إلى أن المجتمع مليء بالعشرات من كاميرات التلفزة العالمية مفتوحة البث فكيف لم يتمكن من تصوير دليل واحد.
وشكك "معروف"، في كل التسجيلات التي بثها جيش الاحتلال لمن قال إنهم يعترفون بوجود أنفاق تحت المستشفى، وشكك في فبركتها، مؤكدًا أنها لا تمثل أي دليل، متسائلًا أين هي منظومات الاستطلاع التي يقول جيش الاحتلال إنها تكشف له كل ما يدور في غزة.
حصيلة الشهداء
وبحسب وزارة الصحة في غزة، ارتفعت حصيلة العدوان إلى 9061 شهيدًا، بالإضافة إلى إصابة نحو 32 ألف بجراح مختلفة، منذ بداية عملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر.