نداءات عاجلة أطلقتها وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية بشكل سريع لدعم المتضررين من الأزمة الأوكرانية الروسية، خاصة مع دخول فصل الشتاء وانخفاض درجات الحرارة، الذي يأتي بالتزامن مع انقطاع إمدادات المياه والطاقة عن آلاف الأشخاص في أوكرانيا وفق التقارير الأممية.
مع دوي صافرات الإنذار اليومية في المدن الأوكرانية، أطلقت الأمم المتحدة نداءً إنسانيًا عاجلًا لتوفير 4.3 مليار دولار في عام 2022، لدعم أوكرانيا حيث تلقت منه 3.1 مليار دولار حتى الآن، وقالت إن الدعم المالي الذي قدمه المانحون للاستجابة الإنسانية لأوكرانيا كان استثنائيًا - نشكرهم على ذلك.
انقطاع إمدادات المياه عن 250 ألف شخص في ميكولايف
دعت دينيس براون، منسقة الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في أوكرانيا، إلى استمرار دعم أوكرانيا لمواجهة برد الشتاء القارس، مع انقطاع أكثر من 250 ألف شخص في مدينة ميكولايف عن إمدادات المياه والخدمات الأساسية، وفق تقرير ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمم المتحدة، عن الوضع في أوكرانيا.
وأوضح المتحدث الرسمي باسم الأمم المتحدة، أن منسقة الشؤون الإنسانية في أوكرانيا، أجرت جولة في مدينتي خيرسون وميكولايف، الواقعتين في جنوبي البلاد، للاطلاع على الوضع الإنساني هناك، ومقابلة السلطات ومعاينة الاستجابة التي تقدمها منظمات الإغاثة.
وأكدت منسقة الشؤون الإنسانية بأوكرانيا، في تقريرها للمنظمة الأممية، أنه لا يزال الوضع حرجًا ولا تزال المدينة تستقبل الأشخاص الفارين من خيرسون في الأيام الأخيرة، لافتة إلى أن الوضع فيما يتعلق بالمياه والتدفئة والكهرباء لا يزال مترديًا، على الرغم من عودة التيار الكهربائي تدريجيًا.
نداء عاجل لتوفير 4.3 مليار دولار لمواجهة الشتاء
وأضافت منسقة الشؤون الإنسانية في أوكرانيا، أنه تم بالفعل إنشاء بعض نقاط التدفئة في ميكولايف، لمساعدة الأشخاص الذين لا يستطيعون تدفئة منازلهم، ويوفر عمال الإغاثة الإمدادات والمولدات لجعل هذه الأماكن تعمل.
وأعربت عن قلقها إزاء محنة المدنيين في أوكرانيا، خاصة مع حلول فصل الشتاء، لافتة إلى أنه تم تلقي 3.1 مليار دولار من النداء العاجل البالغ نحو 4.3 مليار دولار في عام 2022.
وشددت على أنه "من أجل الحفاظ على زخم الاستجابة واستمرار العمليات لدعم الناس في جميع أنحاء أوكرانيا، خلال أشهر الشتاء الباردة، من الواضح أن استمرار التمويل أمر بالغ الأهمية."
دعوة إلى منع كارثة إنسانية في أوكرانيا
قدمت روزماري ديكارلو، وكيلة الأمين العام للشؤون السياسية وبناء السلام، في وقت سابق، تقريرًا لأعضاء مجلس الأمن، دعت فيه إلى العمل لمنع وقوع كارثة إنسانية من صنع الإنسان هذا الشتاء، مشيرة إلى أن الصدمات الناتجة ستفرض ثمنًا باهظًا ليس فقط على الأوكرانيين، لكن على الجميع، وفقًا لموقع الأمم المتحدة الرسمي.
وأوضحت ديكارلو أن درجة الحرارة في كييف الآن، تبلغ -1 درجة مئوية مع توقعات تساقط الثلوج.
وقالت: "الطقس الذي كنا نستعد له، والمخيف على حدّ سواء، يطل الآن على شعب أوكرانيا".
3 ملايين شخص دون مياه جارية في كييف
وأشارت المسؤولة الأممية روزماري ديكارلو، إلى أن الغارات على كييف وأوديسسا ولفيف وميكولايف وخاركيف وزابوروجيا، قتلت وأصابت أكثر من 30 مدنيًا، حيث تم قصف المباني السكنية في كييف وبلدات شاباني وفيشورد في ضواحي العاصمة، لافتة إلى أن مناطق مثل لفيف وزابوروجيا وأوديسا وتشرنيهيف، شهدت انقطاعًا كاملًا للكهرباء، وفي كييف تعرّضت محطة دارنيتسكا الحرارية للطاقة إلى القصف وحُرمت منطقة كييف بأكملها من الكهرباء، وبقى ما يقرب من ثلاثة ملايين شخص في العاصمة دون مياه جارية.
كما تعرّضت محطة توليد الكهرباء ليدزهين بمنطقة فينيتسا للقصف، ودمرت الضربات الروسية البنية التحتية للطاقة في كريمنشوك ولفيف وأوديسا، كما أن أوديسا محرومة من الكهرباء والمياه.
ولفتت المسؤولة الأممية في تقريرها إلى أن هناك توقعات بأن يعاني سكان مولدوفا المجاورة من عواقب، فقد وردت تقارير بأنه أدت الضربات إلى انقطاع التيار الكهربائي في جميع أنحاء مولدوفا، البلد الذي يعاني بالفعل من نقص الطاقة بسبب الحرب.
روسيا ترد على استهداف المدنيين في أوكرانيا
ومن جانبه، نفى فاسيلي نيبينزيا، مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، خلال جلسة سابقة حول الأوضاع في أوكرانيا، التقارير المتعلقة باستهداف المدنيين، لافتًا إلى أن الأضرار التي لحقت بالمباني السكنية، وسقوط الضحايا، تسببت بها أنظمة الدفاع الجوي الأوكرانية الموجودة ليس في أطراف المدن ولكن في مراكزها.
وأضاف في إحاطته لمجلس الأمن قائلًا: "على سبيل المثال، نشر أوكرانيون صورًا على الإنترنت لصواريخ ضربت المباني السكنية في فيشورد وكييف، وتبيّن أن هذه أنظمة دفاع جوي أميركية مزودة لكييف".