بدعوى دعم جهود الردع في مكان تأبى الإفصاح عنه، نشرت الولايات المتحدة 300 جندي إضافي هم جزء من مجموعة قوامها 2000 جندي قيد الاستعداد للانتشار منذ الهجوم المباغت للمقاومة الفلسطينية على إسرائيل في 7 أكتوبر، وذلك بعد أن تكبدت قواتها خسائر قدرت بوفاة واحدة لقائد عسكري و21 إصابة بين الجنود خلال 27 هجومًا تعرضت لها.
وأعلن البنتاجون، اليوم الثلاثاء، نشر 300 جندي في القيادة المركزية الأمريكية لردع أي مجموعات خارجية من تصعيد الصراع بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية، ولحماية القوات الأمريكية الموجودة بالفعل في المنطقة من هجمات الطائرات بدون طيار من الميليشيات المدعومة من إيران.
ومرارًا توعّد البنتاجون، بأن واشنطن ستلجأ للرد على الهجمات التي تستهدف العسكريين الأمريكيين في الشرق الأوسط، حال عدم توقفها بشكل تام.
2000 جندي مستعدون للانتشار
الجنود الـ300 هم جزء من مجموعة مكونة من 2000 جندي أمريكي تلقوا أوامر بالاستعداد للانتشار على مدار 24 ساعة منذ أوائل هذا الشهر، كجزء من رد الولايات المتحدة على هجوم 7 أكتوبر على إسرائيل من قِبل المقاومة الفلسطينية.
قال الجنرال باتريك رايدر، المتحدث باسم البنتاجون، في مؤتمر صحفي، اليوم: "ستوفر هذه القوات الإضافية القدرات والتخلص من الذخائر المتفجرة والاتصالات وغيرها من وسائل الدعم للقوات الموجودة بالفعل في المنطقة".
تعد هذه القوات جزءًا من مجموعة من الآلاف من الأفراد الأمريكيين في المنطقة، بما في ذلك مجموعتان هجوميتان من حاملات الطائرات، ومجموعة برمائية جاهزة تضم وحدة مشاة البحرية، وأسراب مقاتلة تابعة للقوات الجوية ووحدات دفاع جوي تابعة للجيش.
مكان غير معلوم
ورفض الجنرال الأمريكي، تحديد المكان الذي ستذهب إليه القوات في الشرق الأوسط، قائلًا: "لكن يمكنني أن أؤكد أنها لن تذهب إلى إسرائيل وأن الهدف منها هو دعم جهود الردع الإقليمية ومواصلة تعزيز قدرات حماية القوات الأمريكية".
27 هجومًا و21 إصابة
ومنذ 17 أكتوبر، تعرضت القوات الأمريكية والعراق وسوريا إلى 27 هجومًا بطائرات بدون طيار، 16 منها في العراق و11 في سوريا، خلّفت 21 إصابة بين أفراد الجيش الأمريكي، بحسب الجنرال رايدر.
وقال المتحدث باسم البنتاجون إن ستة من هذه الهجمات حدثت منذ أن ضربت الولايات المتحدة يوم الخميس منشأتين في سوريا مرتبطتين بالميليشيات المسلحة المدعومة من إيران بحسب زعمه.
وأضاف أن معظم الطائرات بدون طيار تم إسقاطها أو لم تصب أي هدف.
الرد الأمريكي
تشدد الولايات المتحدة على أن الغارات الجوية التي شنتها، أخيرًا، على مواقع داخل سوريا، "غير مرتبطة" بالصراع الدائر بين إسرائيل والمقاومة، ولا تعني أنها باتت طرفًا في الحرب بحسب تصريحات لوزير الدفاع الأمريكي، الجمعة الماضي.
وفي الأسبوع الماضي، أمر الرئيس الأمريكي جو بايدن بشن غارات جوية على مواقع داخل سوريا بزعم أن مسؤولي الحرس الثوري الإيراني والمقاتلين المدعومين من إيران في البلاد يستخدمونها. وقال في بيان له إن الأهداف التي تم تدميرها كانت عبارة عن منشأة لتخزين الأسلحة ومنشأة للذخيرة.
وقال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن إن "هذه الضربات الدقيقة للدفاع عن النفس هي رد على سلسلة من الهجمات المستمرة وغير الناجحة في معظمها ضد أفراد أمريكيين في العراق وسوريا من قِبل الميليشيات المدعومة من إيران".
وشدد أوستن على أن الولايات المتحدة لن تتردد في اتخذا مزيد من التدابير في حال استمرت "هجمات وكلاء إيران ضد القوات الأمريكية"، مؤكدًا أن الولايات المتحد ليس لديها نية أو رغبة في الانخراط في المزيد من الأعمال العدائية.
أمريكا لم تغادر الشرق الأوسط
ولم تغادر الولايات المتحدة الشرق الأوسط قط، لكن الزيادة الأخيرة في عدد القوات الأمريكية الإضافية في المنطقة كانت لردع حركات مسلحة وميليشيات من استغلال الوضع في غزة وإسرائيل، بحسب المسؤول في البنتاجون.
قال الجنرال باتريك رايد في تصريحات صحفية سابقة: "ما نريده هو منع صراع إقليمي أوسع نطاقًا.. والأمر الثاني هو التأكد من أن لدينا قوات في منطقة الشرق الأوسط لحماية القوات الأمريكية".