ذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن عضوًا عن حزب المحافظين بمجلس العموم أقيل من منصبه العام، بعد معارضته لتوجيهات الحزب وحث رئيس الوزراء، ريشي سوناك، على دعم وقف دائم لإطلاق النار في غزة.
وذكرت الصحيفة أن إقالة النائب بول بريستو منصب نائب مساعد وزاري في وزارة العلوم والابتكار والتكنولوجيا أمس الاثنين، جاء على خلفية إقدامه على كتابة رسالة لرئيس الوزراء يدعوه فيها لوقف الأعمال العدائية بين إسرائيل وفضائل المقاومة لإنقاذ الأرواح.
كما دعا "بريستو"، رئيس الوزراء إلى وقف القتال في غزة لضمان وصول المساعدات الإنسانية بأمان إلى الناس الذين يعانون من نقص طعام وماء ودواء، لكنه لم يصل إلى حد الدعوة إلى وقف كامل لإطلاق النار.
وقال بريستو إن تعليقاته "تتعارض مع مبدأ المسؤولية الجماعية"، وإنه كان أول نائب يقال من منصبه بسبب دعوته إلى إنهاء الأعمال العدائية.
وفي رسالة من صفحتين كان قد وجهها إلى رئيس الوزراء، قال بريستو إن المدنيين الفلسطينيين في غزة يواجهون "عقابًا جماعيًا"؛ بسبب الحصار الإسرائيلي والغارات الجوية بعد عملية "طوفان الأقصى"، وكتب أن "وقف إطلاق النار الدائم سينقذ الأرواح ويضمن وصول المساعدات الإنسانية إلى من هم في أمس الحاجة إليها".
وفي تعليق آخر نشره على صفحته في الفيسبوك، قال بريستو: "الفلسطينيون العاديون ليسوا حماس، ومن الصعب أن نتصور كيف يمكن لإسرائيل أن تكون في مأمن بعد مقتل الآلاف من الفلسطينيين الأبرياء". وأضاف "لا ينبغي أن يكون هناك عقاب جماعي على جرائم فصائل المقاومة".
وقال الحكومة البريطانية إن بريستو، النائب عن بيتربورو، طُلب منه ترك وظيفته كسكرتير خاص برلماني لخرقه الرتبة، وقال متحدث باسم الحكومة: "طُلب من بول بريستو ترك منصبه في الحكومة بعد تعليقات لم تكن متوافقة مع مبادئ المسؤولية الجماعية".
من ناحية أخرى، قالت وزيرة الداخلية البريطانية، سويلا برافرمان، إن الاحتجاجات المؤيدة للقضية الفلسطينية التي جرت يوم الاثنين في العاصمة لندن كانت "احتجاجات كراهية".
وجاء إعلان "برافرمان" بعد اجتماع طارئ لمجلس الوزراء في لندن، برئاسة ريشي سوناك، لمناقشة تأثير الصراع الإسرائيلي الفلسطيني على المجتمع الإنجليزي. وأشار إلى أن عشرات الآلاف من الأشخاص شاركوا في الاحتجاجات منذ بدء التوترات في 7 أكتوبر.
وقالت: "أعتقد أن هناك طريقة واحدة فقط لتعريف هذه الاحتجاجات، وهي احتجاجات الكراهية". وأوضحت أن الحكومة البريطانية تراجع قانون الاحتجاجات: "إذا كان القانون بحاجة إلى تغيير لمنع الاحتجاجات مثل العام الماضي، فلن نتردد في اتخاذ الإجراءات اللازمة".
وقالت في بيان لها صدر في 11 أكتوبر: "إن رفع العلم الفلسطيني قد يكون غير قانوني".
وعلى الرغم من تصريحها، يواصل المتظاهرون المشاركة في المظاهرات الأسبوعية، ورفع عشرات الآلاف من الأعلام الفلسطينية وإظهار التضامن مع القضية الفلسطينية والأزمة في قطاع غزة.
ووفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية، فإن الجيش الإسرائيلي قصف المناطق السكنية في قطاع غزة لمدة 25 يومًا؛ مما أسفر عن مقتل أكثر من 8 آلاف فلسطيني، بينهم 3 آلاف طفل، وإصابة أكثر من 20 ألفًا.