الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

34 ساعة عزلة عن العالم.. سكان غزة بلا اتصالات تحت وابل من صواريخ الاحتلال

  • مشاركة :
post-title
دمار واسع في غزة جراء القصف الإسرائيلي المتواصل

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

عاش الفلسطينيون بقطاع غزة، في عزلة عن العالم الخارجي لمدة 34 ساعة من الرعب، وفق ما وصفتها صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، حين قطع جيش الاحتلال، مساء الجمعة الماضي، الاتصالات عن القطاع المحاصر، الذي يتعرض لقصف متواصل لليوم الرابع والعشرين على التوالي، منذ عملية "طوفان الأقصى"، التي نفذتها الفصائل في مستوطنات غلاف غزة، 7 أكتوبر الجاري.

وقالت "الصحيفة" إن سكان غزة انقطعت بهم السبل ولم يتمكنوا من معرفة ما إذا كان ذويهم على قيد الحياة أم استشهدوا في القصف الكثيف على القطاع؟، إذ توقفت خطوط هواتف الطوارئ، وأجرى المسعفون محاولات بائسة لإغاثة المدنيين من خلال دوي الانفجارات، والجرحى ظلوا في الشوارع حتى وافتهم المنية.

وعند غروب شمس الجمعة، بعد ثلاثة أسابيع من حملة القصف الإسرائيلية على غزة - وبينما كان الفلسطينيون يتأهبون لغزو بري إسرائيلي وشيك - انقطعت فجأة خدمة الهاتف والإنترنت الضعيفة، التي سمحت لبعض مظاهر الحياة بالاستمرار داخل القطاع المحاصر.

وقال مسؤولان أمريكيان إن الولايات المتحدة تعتقد أن إسرائيل هي المسؤولة عن فقدان الاتصالات، وإنهما حثا نظراءهما الإسرائيليين على بذل كل ما في وسعهم لإعادة الاتصالات، حسب "نيويورك تايمز".

وكتب فتحي صباح، الصحفي المقيم في غزة، على صفحته عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أمس الأحد، بعد عودة خدمة الهاتف والإنترنت جزئيًا: "شعرت أنني أصبحت أعمى وأصمًا، لا أستطيع الرؤية أو السمع".

ومنذ عملية طوفان الأقصى، 7 أكتوبر الجاري، يتعرض قطاع غزة إلى قصف إسرائيلي متواصل، ويقول سكان غزة إنهم يعيشون في "كابوس"، إذ يضرب جيش الاحتلال حصارًا على الجيب المكتظ بالسكان، وقطع الكهرباء والمياه والإمدادات الطبية، بينما أمطر وابلًا لا هوادة فيه من القصف الجوي والمدفعي.

وأمس الأحد، أعلن جيش الاحتلال، أنه وسع توغله البري بين عشية وضحاها، وحذر بإلحاح متزايد من ضرورة انتقال المدنيين الفلسطينيين إلى الجزء الجنوبي من القطاع الساحلي، على الرغم من أن الغارات الجوية استمرت في قتل الناس هناك.

ونقلت "نيويورك تايمز" عن أحمد يوسف، موظف حكومي -45 عامًا- ويعيش في بلدة دير البلح، إن انقطاع الكهرباء والمياه كان أسوأ ما يمكن أن تصل إليه الأمور، لكن فقدان الاتصالات كان أسوأ بكثير، فلم يتمكن من الاتصال بأقاربه وأصدقائه فحسب، بل لم يتمكن أيضًا من الوصول إلى الرجل الذي يبيع له الماء، أو رجل آخر يدفع له مقابل الانتظار في الطابور بأحد المخابز لساعات لشراء الخبز لعائلته.

وذكرت الصحيفة أن انقطاع التيار الكهربائي أثار الغضب في جميع أنحاء قطاع غزة، ونقلت عن غسان أبو ستة، جراح التجميل البريطاني الفلسطيني، الذي أوقف عيادته في لندن للتطوع في أحد مستشفيات غزة، كتب على منصة التواصل الاجتماعي: "يبدو أن الفلسطينيين كانوا يصدرون الكثير من الضجيج في أثناء ذبحهم، وهذا أساء إلى مشاعر مؤيدي إسرائيل الغربيين، لذلك قطعوا كل الاتصالات وأسكتونا".

وقالت الصحيفة إن سكان غزة المنعزلين عن العالم الخارجي، وعن بعضهم البعض، رأوا مشاهد من فيلم رعب، إذ قال محمود باسل، مسؤول الدفاع المدني، إن فرق الإنقاذ اضطرت لمحاولة تحديد مواقع الغارات الجوية، من خلال مراقبة الاتجاه الذي جاءت منه الانفجارات، مضيفًا أنه في حالات أخرى كان المتطوعون يلتقطون الجرحى وينقلونهم إلى المستشفى، ويبلغون الفرق عند وصولها بموقع الغارة الجوية حتى يتمكنوا من محاولة إنقاذ الآخرين.

ووصف يوسف اللوح، مدير العمليات في إحدى وكالات الخدمات الطبية التابعة لوزارة الداخلية في غزة، الأشخاص الذين ركضوا لمسافة تزيد على ميل للوصول إلى فرق الإنقاذ، وهم يصرخون طلبًا للمساعدة.

وأضاف "اللوح" أنه عندما وصل بعض الأشخاص إليهم أخيرًا كانوا غاضبين للغاية من شعورهم بالتخلي عنهم لدرجة أنهم أهانوا رجال الإنقاذ، ما أدى إلى تعميق الشعور بالكارثة "على المستوى النفسي".

ووصف "اللوح" انقطاع التيار الكهربائي والاتصالات بأنه "جريمة حرب" يجب محاسبة الناس عليها، وقال: "طائرات إف-16 تحلق باستمرار إلى درجة أنني أشعر أنها تريد محو غزة".

وقال أشرف القدرة، المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، إن أكثر من 8000 شخص استشهدوا في غزة، منذ بدء العدوان، 7 أكتوبر الجاري، بينهم أكثر من 3 آلاف طفل.

وأضاف في مؤتمر صحفي، أمس الأحد، أنه بعد عودة الاتصالات عثرت طواقم الإسعاف والدفاع المدني على مئات الشهداء والجرحى ممددين على الأرض أو محاصرين تحت الأنقاض.