الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

الاحتلال يتراجع عن إدخال الوقود إلى غزة.. وفلسطين: "ابتزاز سياسي" يستدعي تحركا دوليا

  • مشاركة :
post-title
وضع صحي كارثي في قطاع غزة

القاهرة الإخبارية - سمر سليمان

تراجع كيان الاحتلال الإسرائيلي عن إدخال الوقود إلى قطاع غزة، وتحجج بما يمكن أن يشكله من دعم حال وقع بين يدي المقاومة الفلسطينية، بالمقابل رفضت فلسطين تحويل المطالب الدولية لإدخال الاحتياجات الإنسانية الأساسية للقطاع إلى قضية ابتزاز سياسي، ودعت إلى تحرك دولي يرتقي لما يجري من إبادة جماعية للفلسطينيين.

تراجع عن إدخال الوقود

وقال العميد دانييل هاغاري، المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، إن إسرائيل لن تسمح في الوقت الحالي بإدخال الوقود إلى قطاع غزة، بحسب ما ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، اليوم الخميس.

وأضاف: "الوقود قضية مركزية. عمل تشكيلات حماس يعتمد على الوقود. أبلغنا الأمم المتحدة والأونروا أن حماس سرقت الوقود من المستشفيات، وسنواصل مراقبة حماس ونظام الوقود"، بحسب زعمه.

وتأتي هذه التصريحات بمثابة تراجع عما صرّح به رئيس أركان جيش الاحتلال، في خطابه التلفزيوني، أمس الثلاثاء، حول "بذل جهود لتوفير الوصول إلى الوقود في غزة عند الحاجة للتخفيف من الأزمة الإنسانية".

وقال هيرتسي هاليفي، رئيس أركان جيش الاحتلال: "سنتأكد من أنه سيكون هناك وقود في الأماكن التي يحتاجون فيها إليه لعلاج المدنيين. ولن نسمح بالوقود (للمقاومة) حتى يتمكنوا من مواصلة القتال ضد مواطني إسرائيل"، بحسب ما نقلت شبكة "سي إن إن" الأمريكية.

ابتزاز سياسي

في المقابل، رفضت الحكومة الفلسطينية، موقف كيان الاحتلال الإسرائيلي، وتحويل المطالب الدولية لإدخال الاحتياجات الإنسانية الأساسية لقطاع غزة إلى "قضية ابتزاز سياسي" قابلة للتفاوض لتحقيق مكاسبها وأهدافها، الرامية لإطالة أمد الحرب لتصعيد تدميرها لقطاع غزة وتهجير سكانه.

وفي بيان للخارجية الفلسطينية، اليوم الخميس، دعت الحكومة الفلسطينية للوقف الفوري لتسييس احتياجات المواطنين الإنسانية الأساسية في قطاع غزة، وطالبت بنمطية تحرك دولي غير تقليدية، ترتقي لمستوى الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الفلسطينيون، وتضمن وقف الحرب وتأمين احتياجات المدنيين الأساسية وإعلاء شأن العدالة الدولية، بحسب البيان.

استخفاف بالقانون الدولي

ورغم الإجماع الدولي الحاصل على حقيقة الكارثة الإنسانية التي حلت بالمدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، إلا أن فشل المساعي للسماح بدخول المساعدات على نطاق أوسع، يعود في تقدير الحكومة الفلسطينية إلى "الاستخفاف الإسرائيلي" بالقانون الدولي.

وقال بيان الخارجية الفلسطينية، إن "هذا الفشل يعود إلى الاستخفاف الإسرائيلي المعتاد بالقانون الدولي وبالشرعية الدولية وقراراتها ومبادئ حقوق الإنسان".

وأشارت الوزارة الفلسطينية إلى "حقيقة الكارثة الإنسانية التي حلت بالمدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة في جميع نواحي حياتهم، التي تتعمق يومًا بعد يوم وتحصد المزيد من أرواح الأبرياء وتوسع من معاناتهم، في ظل حرمانهم حتى الآن من احتياجاتهم الإنسانية الأساسية لليوم الـ20 على التوالي"، بحسب البيان.

وأرجعت الفشل بالأساس إلى غياب الإرادة الدولية في تطبيق الإجراءات وآليات العمل الدولية الملزمة كما جاءت في ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي ومبادئ حقوق الإنسان.

وأشارت إلى عمل مجلس الأمن باعتباره أعلى هيئة دولية من شأنها إجبار دولة الاحتلال على وقف عدوانها الدموي واحترام إرادة السلام الدولية، واحترام التزاماتها كقوة احتلال تجاه الحقوق الأساسية للمدنيين وتنفيذها، بحسب البيان.

شح الوقود ينذر بكارثة إنسانية

قالت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، التي تدير أكبر عملية إنسانية في غزة، إنها ستضطر إلى وقف جميع عملياتها في القطاع، بدءًا من اليوم الخميس، إذا لم تحصل على المزيد من إمدادات الوقود بشكل فوري.

وقال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمم المتحدة، في مؤتمر صحفي، أمس الأربعاء، إن المستشفيات في غزة تتوقف عن العمل، بسبب نقص الوقود والماء والكوادر الطبية والإمدادات، بحسب موقع الأمم المتحدة.

وفي ظل نقص الوقود، وخروج أكثر من 20 مستشفى في غزة عن العمل، حصرت المستشفيات المتبقية في القطاع جهودها في استقبال الحالات الطارئة فقط، وسط مخاوف من نفاد إمدادات الوقود في جميع أنحاء القطاع، خلال الساعات المقبلة، بحسب ما أفادت به الأمم المتحدة.

وارتفعت حصيلة ضحايا عدوان قوات الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة والضفة الغربية، منذ 7 أكتوبر، إلى أكثر من 6955 شهيدًا (6850 في قطاع غزة، 105 في الضفة الغربية) ونحو 19 ألف جريح (17 ألفًا في قطاع غزة، 1900 في الضفة الغربية)، بحسب ما أوردت وزارة الصحة الفلسطينية، اليوم الخميس.