على مدار ما يقرب من 20 يومًا تظل القضية الفلسطينية الشغل الشاغل للمواطن المصري والعربي، الأمر الذي تصدرت معه القنوات الإخبارية المشهد، بينما تراجع الإقبال على كل وسائل الترفيه من حفلات أو مشاهدات على المنصات المختلفة، وكذلك تراجع الإيرادات في دور العرض السينمائية.
حالة الحداد دفعت عددًا كبيرًا من المطربين لتأجيل حفلاتهم في مصر وخارجها، وكذلك أجلت عددًا من المهرجانات الفنية في مصر والوطن العربي موعد إقامتها لأجل غير مسمى لحين انتهاء الأحداث المؤسفة في غزة، فيما شهدت إيرادات الأفلام المتنافسة في دور العرض المصرية تراجع في الإيرادات، وهو ما يلمسه المراقب للمشهد الفني، بعد ما تصدر المركز الأول فيلم "فوي فوي فوي" بطولة محمد فراج ونيللي كريم في أسبوعه السادس بمليون و645 ألف جنيه ليصبح إجمالي إيراداته 26 مليونا و681 ألف جنيه، بينما جاء في المركز الثاني فيلم "الخميس اللي جاي" بطولة بيومي فؤاد وحسام داغر في أسبوعه الأول بمليون و45 ألف جنيه، فيما جاء في المركز الثالث فيلم "حسن المصري" بطولة أحمد حاتم واللبنانية دياموند أبو عبود محققًا في أسبوعه الثالث 709 آلاف جنيه، ليصل إجمالي إيراداته 4 ملايين و190 ألف جنيه.
جاء في المركز الرابع فيلم "وش في وش" بطولة أمينة خليل ومحمد ممدوح إذ حقق في أسبوعه العاشر 798 ألف جنيه ليصل إجمالي إيراداته إلى 32 مليونًا و295 ألف جنيه، أما المركز الخامس فكان من نصيب فيلم "العميل صفر" بطولة أكرم حسني إذ حقق في أسبوعه العاشر فيلم 770 ألف جنيه، ليصل إجمالي إيراداته نحو 38 مليونًا و915 ألف جنيه، بينما جاء في المركز السادس فيلم "سكر" بطولة ماجدة زكي وحلا الترك إذ حقق في أسبوعه الثاني 441 ألف جنيه ليصل إجمالي إيراداته إلى مليون و60 ألف جنيه.
المركز السابع كان من نصيب فيلم "بيت الروبي" بطولة كريم عبد العزيز الذي حقق في أسبوعه الـ18، 95 ألف جنيه، ليصل إجمالي إيراداته إلى 130 مليونًا و639 ألف جنيه ليصبح الفيلم صاحب أعلى إيراد في تاريخ السينما المصرية، بينما المركز الثامن كان من نصيب فيلم "أولاد حريم كريم" وحقق في أسبوعه الثامن 39 ألف جنيه، ليصل إجمالي إيراداته إلى 8 ملايين و162 ألف جنيه، فيما جاء في المركز التاسع فيلم "البعبع" بطولة أمير كرارة إذ حقق في أسبوعه الـ17 نحو 11 ألفًا و300 جنيه، ليبلغ إجمالي إيراداته 43 مليونًا و445 ألف جنيه، أما المركز الأخير فكان من نصيب فيلم "مستر أكس" بطولة أحمد فهمي إذ حقق في أسبوعه الـ17 نحو 11 ألف جنيه ليصل إجمالي إيراداته 32 مليونًا و52 ألف جنيه.
مشهد صعب
يؤكد الناقد المصري طارق الشناوي أن الوضع العربي أصبح متوترًا في ظل ما تشهده فلسطين من تطورات في كل دقيقة، وهو أمر لا يتحمله أحد، ونحن كمصريين ندعمهم لأننا أخوة وبالتالي نحن متأثرون بكل ما يحدث خاصة بعد الحوادث الأخيرة وهو استشهاد أكثر من 500 شخص جراء قصف الاحتلال مستشفى المعمداني في غزة، واستهداف كنيسة الروم الأرثوذوكس في غزة، وغيرها وهذا لم يؤثر علينا نحن فقط ولكن على كل الشعوب العربية، وباعتبار أن السينما جزء لا يتجزأ من حياتنا فالأفلام المعروضة من الممكن أن تتأثر، لأننا شعب عاطفي للغاية، بصرف النظر عن الأفلام الأجنبية والتي يتم توزيعها على مستوى العالم والتي يكون لأصحابها وجهات نظر أخرى غيرنا كعرب.
وأضاف الشناوي أنه يرفض مصطلح أن السينما مادة ترفيهية، فالفن بشكل عام سلاح قوي في هذه الأزمات لأن من خلاله نستطيع التعبير عما يحدث سواء بأغنية أو أوبريت أو عمل فني يروي بشاعة ما يحدث من الكيان الصهيوني ضد الفلسطينيين.
وتابع: كنت أتمنى عدم تأجيل المهرجانات السينمائية، وأرى أنه لابد من إقامتها في موعدها لفضح دموية إسرائيل وتعنتها بل ستصبح منصة قوية لإيصال رسالتنا للعالم بكل الأصوات والنغمات واللهجات العربية مع إلغاء مظاهر احتفالها.
قلة الإيرادات وتأجيل عرض الأفلام
فيما أوضح الموزع السينمائي المصري محمود الدفراوي أن الإيرادات السينمائية تتأثر بكل شيء، ولكن مع دخول المدارس كانت تنخفض بشكل عام، وحاليا الموسم هادئ، خاصة بعد انتهاء موسم الصيف وطرح أفلام النجوم التي حققت إيرادات ضخمة، وهناك موسم آخر سيبدأ، ولكن بعد هدوء الأوضاع قليلًا، فالوضع صعب ونحن كعرب نشعر بالحزن والغضب لما يحدث في فلسطين.
وأضاف أن هناك أفلامًا انتهى تصويرها ومن المفترض طرحها خلال الفترة المقبلة مثل "أبو نسب" بطولة محمد إمام و"جواهرجي" بطولة محمد هنيدي ومنى زكي، ولكن مع الظروف الحالية من الممكن تأجيل عرضهما ولكن لم يتأكد شيء حتى الآن.