بعد 19 يومًا من عدوان جيش الاحتلال الإسرائيلي على غزة، تتعالى الأصوات العالمية الداعية إلى هدنة إنسانية في القطاع، الذي دمرته غارات الاحتلال، متسببة في كارثة إنسانية أمام أعين العالم.
وطالبت العديد من دول العالم، بجانب دعوة الأمين العام للأمم المتحدة بضرورة التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار، من أجل السماح للشعب الفلسطيني بالتقاط الأنفاس ودخول المساعدات وإعادة إمدادات المياه وإدخال الوقود، حتى تتمكن المستشفيات من إسعاف المرضى والجرحى.
ووصل عدد الشهداء منذ بداية العدوان، 7 أكتوبر الجاري، إلى أكثر من 6000 شهيد وأكثر من 18 ألف مُصاب، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية.
انتهاكات واضحة للقانون الإنساني
وأمام جرائم الاحتلال في غزة، دعا أنطونيو جوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، لوقف إطلاق نار إنساني في قطاع غزة، مشيرًا إلى انتهاكات واضحة للقانون الإنساني الدولي، في جلسة لمجلس الأمن الدولي.
وقال "جوتيرش": "من أجل التخفيف من هذه المعاناة الهائلة يجب تسهيل توزيع المساعدات بشكل مضمون، والإفراج عن الرهائن، أكرر دعوتي إلى وقف إطلاق نار إنساني فورًا.
وأعرب عن قلقه العميق بشأن الانتهاكات الواضحة للقانون الإنساني الدولي في غزة، مضيفًا أن كل طرف في أي نزاع مُسلح ليس فوق القانون الإنساني الدولي.
نيوزيلندا تدعو لإنشاء مناطق آمنة
قال رئيس وزراء نيوزيلندا كريس هيبكنز، اليوم الأربعاء، إن بلاده تدعو إلى فرض هدنة إنسانية فورية في غزة وإنشاء ممرات ومناطق آمنة لحماية المدنيين.
وأضاف: "وتدعو نيوزيلندا جميع الأطراف المعنية إلى التصرف وفقا للقانون الدولي، وكذلك إظهار الإنسانية الأساسية. يجب توفير الغذاء والماء والوقود والمأوى للمدنيين الأبرياء الذين يعيشون في غزة، فضلا عن تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، وهذا التزام يجب تنفيذه على الفور. وندعو جميع أطراف النزاع إلى الانضمام إلى الهدنة الإنسانية".
وأشار رئيس وزراء نيوزيلندا إلى ضرورة إنشاء ممرات إنسانية في منطقة النزاع على الفور، للسماح بإيصال كميات كافية من المساعدات بانتظام إلى غزة. وقال: "بالإضافة إلى ذلك، يجب إنشاء مناطق آمنة ومحمية من العمليات العسكرية، والتي ستصبح ملجأ للأبرياء".
فرنسا تدعو لهدنة إنسانية
أعلنت رئيسة الوزراء الفرنسية، دعوة باريس لهدنة إنسانية، للسماح بتوزيع المساعدات في قطاع غزة.
وقالت "بورن" أمام النواب، إن توزيع المساعدة يتطلب هدنة إنسانية قد تؤدي إلى وقف لإطلاق النار، مؤكدة أن فرنسا "صديقة" إسرائيل والفلسطينيين، بحسب "فرانس برس".
الاتحاد الأوروبي يدعو لوقف إطلاق النار
من جانبه؛ أيد جوزيب بوريل، مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، دعوات وقف إطلاق النار للسماح بدخول مزيد من المساعدات لقطاع غزة.
وقال جوزيب بوريل، على هامش اجتماع لوزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورج: "الآن أهم شيء هو دخول الدعم الإنساني لغزة"، بحسب موقع "تاجز شاو" الألماني.
وأضاف: "المهم هو مساعدات أكثر وأسرع، خصوصًا إدخال المواد الأساسية التي يمكنها أن تعيد توفير المياه والكهرباء، وأرى أن هدنة إنسانية هي ضرورية للسماح بتوزيع المساعدات الإنسانية".
إسبانيا وسلوفينيا وأيرلندا بجانب فلسطين
سارعت إسبانيا عن لسان وزير خارجيتها خوسيه مانويل ألباريس، في إعلان موقفها الداعم لفلسطين، قائلًا: "إن الأوروبيين يجب أن يتحدثوا بصوت واحد، ومع ذلك فإن إسبانيا تقليديًا أقرب إلى الفلسطينيين من إسرائيل، وهو ما يترتب عليه الموافقة على ضرورة وقف إطلاق النار".
وبالإضافة إلى إسبانيا، أعلنت سلوفينيا وأيرلندا دعمها مطالب الأمين العام للأمم المتحدة، بوقف فوري لإطلاق النار، مؤكدين خلال اجتماح لوكسمبورج أن الإفراط في تقديم الدعم لإسرائيل يتسبب في الإضرار بمصداقية الاتحاد الأوروبي كمدافع عن القانون الدولي، خاصة بعد وقوع أعداد كبيرة من الضحايا بين المدنيين في غزة، بحسب صحيفة "دي تسايت" الألمانية.
الصين تدعو لوقف فوري لإطلاق النار
بدوره؛ أكد تشانج جون، مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة، أن حياة أكثر من مليوني مواطن من سكان غزة على المحك، مُطالبًا بضرورة "وقف إطلاق النار فورًا"، خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي في نيويورك.
واعتبر "تشانج" أن إمدادات المساعدات المسموح بدخولها حاليًا إلى الجيب، هي بمثابة قطرة في دلو، وأنه يجب رفع الحصار الكامل عن غزة.
ودعا المندوب الصيني "إسرائيل" إلى وقف هجماتها والسماح بإيصال المساعدات، مضيفًا أنه يجب احترام القانون الإنساني الدولي.
روسيا تدعم الهدنة في غزة
أيدت موسكو وجهة النظر الصينية، بعد أن أكد فاسيلي نيبنزيا، مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، أن "العنف ضد غزة فاق التوقع وهو نتيجة سياسة واشنطن، التي سمحت بإطالة أمد النزاع، مُطالبًا بوقف فوري لإطلاق النار.
وقال "نيبينزيا" إنه من المؤسف أن يعقد الاجتماع في يوم الأمم المتحدة على خلفية أعمال عنف غير مسبوقة تسببت في خسائر كارثية، مضيفًا أن عدد القتلى والجرحى يشهد على أن حجم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة تجاوز أسوأ تصوراتنا.