منذ بدء عملية طوفان الأقصى 7 أكتوبر الجاري، شن جيش الاحتلال الإسرائيلي غارات جوية بشكل مستمر دون توقف على قطاع غزة، في محاولة للقضاء على فصائل المقاومة الفلسطينية، وهدد سكان القطاع بالتهجير القسري وطالبهم بمغادرة شمال غزة.
وبالرغم من الهجمات التي تشنها إسرائيل يوميًا على القطاع، إلا أن المقاومة الفلسطينية استمرت في استهداف جنود الاحتلال برشقات صاروخية، ردًا على ذلك العدوان، ما دفع جيش الاحتلال إلى التقدم بطلب لشركتا "جوجل" و"آبل" لتعطيل خدمات الخرائط الحية حفاظًا على جنودهم، حسبما ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية.
دعم الاحتلال
قالت كارولين بوردو، المُتحدثة الرسمية باسم شركة "جوجل"، إن الشركة قررت تعطيل خدمات "ويز"، التي توفر برامج الملاحة عبر الأقمار الصناعية على الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر الأخرى التي تدعم نظام تحديد المواقع العالمي، و"خرائط جوجل".
وقالت مصادر لوكالة "بلومبرج" أمس الاثنين، إن الشركة تزيل بيانات الازدحام الحالية في إسرائيل وغزة بناء على طلب من جيش الاحتلال، مُضيفة، أن معلومات حركة المرور الحية، يُمكن أن تكشف مسبقًا عن تحركات قوات جيش الاحتلال.
وستؤدي تلك القرارات إلى تقييد المعلومات الموجودة على خرائط "جوجل"، كما استجابت شركة "آبل" لطلب الجيش الإسرائيلي.
تأثير محدود
وتعليقًا على تلك القرارات، قالت كارولين بوردو، في تصريحات خاصة لصحيفة "ذا هيل" الأمريكية: "كما فعلنا سابقًا في حالات الصراع واستجابة للوضع المتطور في المنطقة، عطلنا مؤقتًا القدرة على رؤية ظروف حركة المرور الحية وبيانات التشغيل مؤقتًا حفاظًا على سلامة السكان المحليين مع مُراعاة سلامة المجتمعات المحلية".
وأكدت، أن السائقين لن يتأثروا بإمكانية استخدام نظام الملاحة للحصول على تقديرات الوقت للوصول، وفقًا لظروف حركة المرور الحية الخاصة بهم.
وأضافت كارولين، أنه "بناءً على ما قمنا به في الماضي في حالات النزاع؛ وردًا على التطورات في المنطقة، أوقفنا ميزة عرض ظروف الحركة".
وتابعت بوردو: "سيستمر أي شخص يسافر إلى وجهة معينة في الحصول على الطرق والأوقات المتوقعة للوصول التي تعكس ظروف حركة المرور الفعلية".
تحذير أمريكي
نصحت الحكومة الأمريكية، إسرائيل، بتأجيل الهجوم البري، مع دخول الحرب على غزة يومها الثامن عشر، واستهداف جيش الاحتلال للمدنيين والأطفال الأبرياء.
وقال جون كيربي، مدير الاتصالات بمجلس الأمن القومي في واشنطن العاصمة، إنهم يتحدثون بالطبع مع الإسرائيليين حول تأثير القرارات على ساحة المعركة، ويتعلق الأمر أيضًا بالخطأ الذي يمكن أن يحدث، بحسب صحيفة "دي تسايت" الألمانية.
وشدد أيضًا على أن القرارات ستتخذ في نهاية المطاف من قبل القيادة العسكرية والسياسية الإسرائيلية، لافتًا إلى أن الهدف من الانتظار مع الهجوم البري هو كسب الوقت لتحرير الأسرى.
وأعلنت الولايات المتحدة أن الوقت لم يحن بعد لوقف إطلاق النار في الحرب بين إسرائيل وفصائل المقاومة الفلسطينية، بحسب "سي إن إن". وقال كيربي، نحن لا نتحدث عن وقف إطلاق النار في الوقت الحالي، ولا نعتقد أن الوقت مُناسب الآن لوقف إطلاق النار.