الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

المعايير الأمريكية المزدوجة.. الجرائم الإسرائيلية "مباحة" والعملية الروسية "مرفوضة"

  • مشاركة :
post-title
الرئيس الأمريكي - جو بايدن

القاهرة الإخبارية - مازن إسلام

منذ اندلاع الحرب بين فصائل المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال الإسرائيلي، واجهت أمريكا اتهامات غربية وعربية بسبب ازدواج معاييرها في التعامل مع العدوان الغاشم الذي شنته إسرائيل على قطاع غزة. إذ دعمتها ماليًا وعسكريًا وغضت طرفها عن مطالبتها بوقف إطلاق النار، وهو ما يتعارض تمامًا مع مواقفها وآرائها فيما يتعلق بالحرب الأوكرانية الروسية، بعد ما أدانت موسكو وطالبتها بوقف الحرب فورًا على كييف، بل وفرضت قيودًا وعقوبات لإضعاف قوتها، وإيقاف الحرب. حسبما ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.

ازدواجية المعايير

يري السياسيون والدبلوماسيون، أن العالم يشهد في الأيام الحالية اضطرابات وتوترات غير مسبوقة، لكنهم لا يتفقون مع التحاليل والاستنتاجات التي يتوصل إليها البيت الأبيض. خاصة أن بعضهم يرى أن أمريكا هي التي منحت إسرائيل الضوء الأخضر لقصف غزة، مستدلين على ذلك بخطاب "بايدن"، الذي يعبّر عن المعايير المزدوجة لواشنطن، إذ صرّح الرئيس الأمريكي خلال مؤتمر صحفي، أن كلًا من نظام الكرملين وفصائل المقاومة الفلسطينية، "يمثلان تهديدات مختلفة، لكنهما يشتركان في أمر واحد أن كليهما يريد القضاء تمامًا على الديمقراطية المجاورة".

ورطة حقيقية

وخلال "قمة القاهرة للسلام" التي عُقدت في العاصمة الإدارية الجديدة بمصر، وصف العاهل الأردني، الملك عبدالله الثاني، تصرفات إسرائيل بأنها "جرائم حرب"، مضيفًا، أنها تنتهك بشكل صارخ القانون الدولي. وفي هذا الصدد، علّق مارك لينش، أستاذ العلوم السياسية والشؤون الدولية في جامعة جورج واشنطن، قائلًا.. "إن تلك التصريحات قد لا تزعج القيادة الإسرائيلية، لكنها مشكلة كبيرة للولايات المتحدة".

وكتب "لينش" في مجلة "فورين أفيرز": "من الصعب التوفيق بين ترويج الولايات المتحدة للمعايير الدولية وقوانين الحرب دفاعًا عن أوكرانيا ضد الهجوم الروسي، وغض الطرف عن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة".

فشل جسيم

وفي أوروبا، هناك اعتراف متزايد بهذا التناقض، إذ قال بعض أعضاء الاتحاد الأوروبي، إن "ما قلناه عن أوكرانيا يجب أن ينطبق على غزة.. وإلا فإننا سنفقد كل مصداقيتنا". 

وتدفع الحكومات الغربية ثمن عدم قدرتها على إيجاد حل للقضية الفلسطينية، حسبما ذكرت صحيفة "لوموند" الفرنسية.

وأضاف دبلوماسي لصحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، أن "كل ما قمنا به لمحاولة إقناع الجنوب العالمي لدعم أوكرانيا قد ضاع.. انس القواعد.. انس النظام العالمي.. لن يستمعوا إلينا مرة أخرى".

حملة انتقامية

وقال بعض السياسيين، إن رد الفعل الإسرائيلي على "طوفان الأقصى" كان عبارة عن "حملة انتقامية" أو "تطهير عرقي" للفلسطينيين، الذين تحاول تل أبيب تهجيرهم قسريًا من منازلهم، عن طريق شن غارات جوية مكثفة نحو القطاع.

ووفقًا لمصادر فلسطينية رسمية، فإن أكثر من 5087 شخصًا استشهدوا جراء العدوان الإسرائيلي على القطاع، كما أن أحياء سكنية كاملة سويت بالأرض، وأصبح أكثر من مليون شخص بلا مأوى.

وتشهد غزة في الآونة الحالية أسوأ أزمة إنسانية في تاريخها، مع اقتراب نفاد مخزون الوقود.