تمتاز العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل بتاريخ طويل من التعاون العسكري والاقتصادي، إذ تواصل الولايات المتحدة تقديم الدعم والمساعدات لإسرائيل على مدى عقود. وفي الأعوام الأخيرة، أصبحت هذه المساعدات محل نقاش وجدل كبير، إذ يشير البعض إلى أن إسرائيل تتلقى دعمًا هائلاً من الولايات المتحدة، في حين يراها آخرون بمثابة استثمار استراتيجي يعود بالفائدة على العلاقات الثنائية بين البلدين.
على مدى السنوات الأخيرة، تم تقديم مساعدات عسكرية كبيرة لإسرائيل من قِبل الولايات المتحدة، حيث ضمنت حزمة الأمن القومي التي قدمها الرئيس الأمريكي جو بايدن، مساعدات بقيمة 14 مليار دولار لإسرائيل. وتعتبر هذه المساعدات جزءًا من الدعم العسكري الذي تقدمه الولايات المتحدة لإسرائيل على مدى سنوات عديدة.
دعا الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى تقديم مساعدات عسكرية لأوكرانيا وإسرائيل بشكل عاجل كجزء من حزمة الأمن القومي التي تبلغ قيمتها 106 مليارات دولار، مخصصًا مساعدات لأوكرانيا بقيمة 61 مليار دولار و14 مليار لإسرائيل، في خضم طلب الأخيرة لـ10 مليارات دولار إضافية، خلال زيارة بايدن الأخيرة إلى تل أبيب.
ويوضع هذا المبلغ الضخم في السياق التاريخي لمليارات الدولارات التي قدمتها الولايات المتحدة لإسرائيل في السنوات الأخيرة، وبحسب موقع "جلوبس" الإسرائيلي، فإن هذا المبلغ يعادل ثلاث سنوات من الدعم العسكري الأمريكي ونحو نصف الميزانية الأمنية السنوية لإسرائيل.
وفقًا لدراسة المساعدات الخارجية الأمريكية لإسرائيل، التي نشرتها خدمة أبحاث الكونجرس وتم تحديثها في الأول من مارس 2023، فإن المساعدات الأمريكية لإسرائيل من عام 1946 إلى 2023، وفقًا لبيانات يناير 2023 الصادرة عن USAID Data Service International. بلغت 260 مليار دولار .
ووفقًا لصحيفة "أمريكان نيوز"، يمنح دافعو الضرائب الأمريكيون أكثر من 13.1 مليون دولار لإسرائيل يوميًا، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة قدمت مساعدات لإسرائيل منذ الحرب العالمية الثانية أكثر من أي دولة أخرى، بما في ذلك نحو 10 مليارات دولار من التبرعات لأنظمة الدفاع الصاروخي مثل القبة الحديدية، بالإضافة إلى 260 مليار دولار أمريكي.
ووفقًا لموقع "فوركس أسيستانس"، فإن إسرائيل هي أكبر متلقٍ للمساعدات الأمريكية منذ ما يقرب من 30 عامًا، وعلى الرغم من أن معظم المساعدات من عام 2003 إلى عام 2020 كانت للعراق أو أفغانستان، إلا أن إسرائيل لا تزال واحدة من أكبر ثلاثة مستفيدين من هذه المساعدات.
وبلغ إجمالي التزامات الولايات المتحدة لإسرائيل في عام 2021 "3.31" مليار دولار، ما جعل إسرائيل المتلقي الأول للمساعدات في ذلك العام، في حين خصصت في عام 2022 "12" مليار دولار لأوكرانيا، وهو أكثر بكثير مما وعدت به إسرائيل في العام نفسه.
وعلى مدى أعوام مدت وشنطن تل أبيب ببعض من أكثر تقنياتها الدفاعية تقدمًا، بحسب موقع "إنسايدر"، بما في ذلك أسطولها من الطائرات المقاتلة الأمريكية من طراز إف-35، المقاتلة الأكثر تقدمًا في العالم.
تنفق تل أبيب 4.5% من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع، وهو ما يقرب من ضعف المعدل الدولي، عاقدة العزم على بناء صناعة دفاع محلية قوية بدعم من الولايات المتحدة، ما أهلها لأن تكون واحدة من أكبر مصدري الأسلحة في العالم.
وبحسب ما أشار موقع "يسرائيل جلوب" فإن المساعدات حتى عام 1973 كانت تشمل القروض، لكن بعد عام 1984 جاءت فقط على شكل منح، في حين أنه بعد عام 1999، أصبحت المساعدات الاقتصادية راسخة في اتفاقيات استمرت لعقد من الزمن، وتم تخفيض المساعدات المدنية تدريجيًا ثم جرى إلغاؤها.
وتم توقيع الاتفاقية الأخيرة في عام 2016 بنحو 38 مليار دولار (2019-2028)، مع 500 مليون دولار إضافية من أجل تمويل برنامج للدفاع الصاروخي أمريكي-إسرائيلي، مع قيام تل أبيب باستثمار مبلغ مماثل.
وحتى أكتوبر 2023، وقّعت الولايات المتحدة 599 عقد مبيعات عسكرية أجنبية مع إسرائيل بقيمة 23.8 مليار دولار، بحسب الموقع الإلكتروني للكونجرس الأمريكي. بالإضافة إلى ذلك، وافقت الولايات المتحدة على مواصلة بيع معدات عسكرية بقيمة تزيد عن 5.7 مليار دولار لإسرائيل من خلال المبيعات التجارية المباشرة من السنوات المالية 2018 حتى 2022.
منذ عام 1992، مدت واشنطن تل أبيب بمعدات بقيمة 6.6 مليار دولار، الى جانب الأسلحة وقطع الغيار والأسلحة وأجهزة المحاكاة.