أظهر استطلاع حديث للرأي أجرته مؤسسة "جالوب" الأمريكية أن 32% فقط من الأمريكيين، يثقون في وسائل الإعلام لنقل الأخبار بنزاهة ودقة، في حين لا يثق 39% فيها على الإطلاق.
تجرى مؤسسة جالوب بانتظام استطلاعات الرأي العام في الولايات المتحدة وأكثر من 140 دولة، وحصلت على شهرتها من الإشارة إليها في كثير من الأحايين في وسائل الإعلام، بوصفها مؤسسة موثوق بها وموضوعية لقياس الرأي العام.
وأشار موقع بوينتر الإخباري إلى أن نتائج الاستطلاع، أظهرت تطابق نسبة الأمريكيين الذين أعربوا عن قدر من الثقة في وسائل الإعلام، تقريبًا مع الرقم القياسي المنخفض الذي سجلته المؤسسة في استطلاعها عام 2016، إذ كان الرقم القياسي السابق لانعدام الثقة الإجمالي 38%.
وحتى الديمقراطيين، الذين يميلون إلى الثقة في وسائل الإعلام أكثر من الجمهوريين، فقدوا الثقة في الأخبار على مدى العام الماضي إلى درجة كبيرة، إذ أعرب 58% فقط عن مستوى معين من الثقة، ويمثل هذا انخفاضًا بمقدار 12 نقطة عن أرقام عام 2022، ويرجع ذلك إلى تناقص الثقة بين الديمقراطيين الشباب في وسائل الإعلام.
وأظهر الاستطلاع أن 11% فقط من الجمهوريين أعربوا عن بعض الثقة في المؤسسات الإعلامية، ومع ذلك، فإن الفجوة البالغة 47 نقطة بين المشاركين من الحزبين السياسيين الرئيسيين في الولايات المتحدة هي الأضيق المُسجلة منذ عام 2016، عندما انخفضت ثقة الجمهوريين في وسائل الإعلام بشكل كبير.
شمل الاستطلاع 1016 أمريكيًا خلال أول أسبوعين من سبتمبر، وهذه هي المرة الثانية فقط منذ أن بدأت مؤسسة جالوب طرح هذا السؤال في عام 1972 التي أعلن فيها عدد من الأمريكيين عدم ثقتهم على الإطلاق في وسائل الإعلام، مُقارنة بأولئك الذين ادعوا أنهم يتمتعون بقدر كبير أو قدر لا بأس به من الثقة في وسائل الإعلام.
حتى في خضم أزمة "الأخبار المُزيفة" خلال الانتخابات الرئاسية لعام 2016، كان الأمريكيون الذين شملهم الاستطلاع أكثر ميلًا إلى القول إنهم "ليس لديهم ثقة كبيرة" في وسائل الإعلام (41%)، بدلًا من "لا يثقون على الإطلاق" (27%).
وفي حين أعرب ما بين 68% و72% من الأمريكيين عن قدر من الثقة في وسائل الإعلام، عندما تم استطلاع آرائهم في السبعينيات، فقد انخفضت هذه النسبة بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة، إذ إنه منذ عام 2005، عندما أعرب 44% من المشاركين في الاستطلاع عن بعض الثقة في المؤسسة الإعلامية، أخبر أقل من النصف مؤسسة جالوب، أنهم يثقون في وسائل الإعلام لنقل الأخبار بشكل عادل ودقيق.
في يوليو، وجد استطلاع أجرته المؤسسة أن 18% فقط من المشاركين يثقون في الصحف و16% فقط في الأخبار التلفزيونية، وهي نسبة أقل من شركات التكنولوجيا الكبرى أو الصناعة المصرفية.
وتم تصنيف المعايير الأخلاقية للصحفيين على أنها "منخفضة" أو "منخفضة للغاية"، من قبل 42% من المشاركين في استطلاع للرأي أجري في يناير، ولكن أقل من المحامين ووكلاء العقارات، ورغم أن المؤسسة الإعلامية وشركات العلاقات العامة التي تخدمها ظلت تشعر بالقلق إزاء انعدام ثقة عامة الناس في صناعتها لسنوات عديدة، فإنها لم تتمكن من عكس هذا الاتجاه.