فجّر باتريك ماكهنري، رئيس مجلس النواب الأمريكي المؤقت، أزمة جديدة داخل الحزب الجمهوري، بعدما أخبر زملاءه بالمجلس، أنه سيستقيل من منصبه إذا دفعوه إلى محاولة تمرير أي تشريعات دون تصويت صريح لتوسيع صلاحياته، في ظل محاولة عدد من أعضاء الحزب طرح تشريع يتطلب وجود رئيس دائم لمجلس النواب، أو توسيع صلاحيات الرئيس المؤقت.
ويشهد مجلس النواب، مأزقًا منذ الإطاحة برئيس المجلس المنتمي للحزب الجمهوري كيفين مكارثي، في الثالث من أكتوبر الجاري، ما ترك المجلس غير قادر على التعامل مع إغلاق وشيك محتمل للحكومة الفيدرالية، بحسب "nbcnews".
ولم ينجح النواب الجمهوريون في الاتفاق على مرشح لخلافة مكارثي، إذ مُني جيم جوردان المدعوم من مكارثي والرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، بهزيمتين في مسعاه للفوز برئاسة المجلس.
وحتى جوردان نفسه، أعلن أنه قد ينسحب من السباق، بعد إقراره أنه سيستمر في خسارة مؤيديه، بحسب وسائل إعلام أمريكية، ليقترب من منح "ماكهنري"، كامل صلاحيات المنصب حتى نهاية العام.
تجنب الإغلاق وإقرار المساعدات
وبحسب "إندبندنت"، يحتاج الحزب "المفكك" إلى توحيد صفوفه، في ظل الحاجة إلى قرارات مجلس النواب، خاصة فيما يتعلق بتجنب الإغلاق الحكومي الوشيك أو إقرار المساعدات التي يطلبها الرئيس جو بايدن لدعم أوكرانيا وإسرائيل.
وأعلن بايدن، إنه سيطلب من الكونجرس، مساعدة "غير مسبوقة"، لإسرائيل لحربها مع المقاومة الفلسطينية، وهي جزء من حزمة مقترحة بقية 100 مليار دولار، ستستفيد منها أوكرانيا وتايوان كذلك.
وحتى فكرة إعطاء المزيد من الصلاحيات للرئيس المؤقت ماكهنري، لتمكينه من طرح تشريعات تقديم المساعدة أو حتى التصويت على الميزانية، تواجه صعوبات، رغم أنها تحظى بدعم كافٍ من كلا الحزبين.
ووصف تشيب روي، المنتمي إلى كتلة "هاوس فريدوم" اليمينية المتشددة، المقترح بأنه "انتهاك للتقاليد والأعراف"، في حين أن ماكهنري نفسه غير راغب في إرساء سابقة من شأنها أن تمنح الرؤساء المؤقتين في المستقبل السلطة الكاملة، للرؤساء المنتخبين، لأن ذلك قد يعني أن مجلس النواب لن يحتاج إلى انتخاب رؤسائه في المستقبل.
وقال أحد أعضاء الحزب الجمهوري، إن رسالة ماكهنري واضحة، "فهي تهديد ضمني بالاستقالة"، فيما قال آخر إنها رسالة يشكك فيها في دستورية هذا الخيار، وإنه لا يريد سلطة أكبر ما لم يوافق الجمهوريون على منحها له في تصويت رسمي.
وأظهرت الأزمات المتتالية أن ترامب والجناح الأكثر محافظة داخل الحزب الجمهوري، لا يسيطرون على مجلس النواب كما بدا في السابق، فيما قال مكارثي للصحفيين إن ماكهنري لديه كامل صلاحيات رئيس المجلس ويمكنه التصرف.
معارضة جوردان
وأشارت "الإندبندنت"، إلى أن أحد أسباب عدم نجاح جوردان، هو أنه أمضى 16 عامًا في الكونجرس في عرقلة التشريعات أكثر منه في تمريرها، ولم يعد أي مشروع قانون تم إقراره، وحرّض على إغلاق حكومي وذهب بحزبه أكثر إلى اليمين، وهو ما أثار توجس النواب الوسطيون من الحزب.
وصوّت 20 جمهوريًا ضد جوردان، في اقتراع أولي في وقت سابق من هذا الأسبوع في قاعة مجلس النواب، أما في التصويت الثاني فكان الأداء أسوأ وصوت ضده 22.
وواجه جوردان انتقادات على الكثير من الأمور، بينها دعمه الثابت لترامب، ورفضه الاعتراف بفوز بايدن في الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2020.