يبدو أن الصين دخلت بقوة في سباق الرؤوس النووية، بحسب تقرير لوزارة الدفاع الأمريكية، التي أكدت أنها بدأت تلحق بالركب وبسرعة أكبر مما كان متوقعًا، مؤكدة تقدمها الملحوظ في هذا الصدد.
وشاركت مركبات عسكرية قيل إنها حملت صواريخ باليستية ذات رؤوس حربية نووية في العرض، الذي أقيم بمناسبة الذكرى السبعين لتأسيس الحزب الشيوعي في الصين، بحسب موقع "إن تي في" الألماني.
وبالمقارنة مع الولايات المتحدة وروسيا، فإن الصين تكاد تكون خارج المنافسة عندما يتعلق الأمر بالرؤوس الحربية النووية، لكنها بدأت تلحق بالركب، وبسرعة أكبر مما كان متوقعًا، حسبما أفاد البنتاجون، وهو ما يسبب قلقًا كبيرًا للولايات المتحدة، خاصة في ضوء التوتر في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
ووفقًا للحكومة الأمريكية، تعمل الصين على توسيع ترسانتها النووية بشكل أسرع مما كان متوقعًا، بدءًا من مايو الماضي، كان لدى الصين أكثر من 500 رأس حربي نووي جاهز للاستخدام، وبحلول عام 2030 من المتوقع أن تمتلك الصين أكثر من 1000 رأس نووي جاهزًا للاستخدام.
وقال مسؤول في البنتاجون إن هذا التطور لا يمثل تغييرًا كبيرًا جدًا عن التوقعات السابقة، لكن الصين تسير على الطريق لتجاوز التوقعات السابقة، وأن الصين في عهد الرئيس شي جين بينج تمضي قدمًا أيضًا في توسيع وتحديث قواتها المسلحة.
ووفقًا للمعهد الدولي لأبحاث السلام في ستوكهولم "SIPRI" في يونيو، تمتلك الولايات المتحدة نحو 3700 رأس نووي عاملي، في حين تمتلك روسيا نحو 4500 رأس حربي، وقدر المعهد الرقم بالنسبة للصين بـ410.
وترى حكومة الرئيس الأمريكي جو بايدن، أن الصين الناشئة عسكريًا واقتصاديًا وسياسيًا هي التحدي الجيوسياسي الأكبر في العالم.
وفي الآونة الأخيرة، نددت وزارة الدفاع الأمريكية بمناورات الطيران التي قامت بها الطائرات المقاتلة الصينية ضد الطائرات الأمريكية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
في الوقت الذي انخفض فيه العدد الإجمالي للرؤوس الحربية النووية، بحسب تقرير معهد ستوكهولم لأبحاث السلام، فإن عدد الرؤوس الحربية النووية القابلة للاستخدام زاد في عام 2022 مُقارنة بالعام السابق، وتلعب الصين دورًا كبيرًا في هذا الصدد.
ولا تزال روسيا والولايات المتحدة تمتلكان ما يقرب من 90% من جميع الأسلحة النووية بالعالم، وزادت الصين مخزونها من الرؤوس الحربية النووية من 350 إلى 410.
وأشار التقرير إلى أن العدد الإجمالي للرؤوس النووية التي تمتلكها القوى النووية، هي "بريطانيا، الصين، فرنسا، الهند، إسرائيل، كوريا الشمالية، باكستان، الولايات المتحدة، وروسيا" انخفض من 12710 إلى 12512 في العام الماضي.
ومن بين 12 ألف كانت هناك 9576 رأسًا نوويًا قابلة للاستخدام المحتمل، بزيادة 86 عن العام السابق.
وعلى الرغم من أن الرؤوس النووية القابلة للاستخدام زادت بشكل ملحوظ العام الماضي، إلا أنها بعيدة كل البعد عن الرقم القياسي في فترة الثمانينيات، إذ قدرت بأكثر من 70 ألف رأس نووي.
وتقلصت الجهود الدبلوماسية بشأن الحد من الأسلحة النووية ونزع السلاح بعد العملية العسكرية الأوكرانية، أعلنت روسيا في فبراير أنها ستنهي مشاركتها في معاهدة "ستارت" الجديدة للسيطرة على الأسلحة النووية لعام 2010، وهي آخر معاهدة مُتبقية تحد من الأسلحة النووية الاستراتيجية الأمريكية والروسية.