تعرضت قاعدتان للقوات الأمريكية في العراق وسوريا، لهجوم بالمسيرات، وذلك في حين يتواصل القصف الذي تشنه قوات الاحتلال الإسرائيلي لقطاع غزة المحاصر، لليوم الثالث عشر على التوالي، في ظل دعم دبلوماسي وعسكري قوي من الولايات المتحدة للدولة العبرية.
"قاعدة التنف" في سوريا
وأفادت تقارير، اليوم الخميس، بأن طائرات مسيرة هاجمت "قاعدة التنف" التابعة للتحالف الدولي في سوريا على الحدود مع العراق والأردن.
وأوضحت التقارير أن قاعدة التنف، التابعة لقوات التحالف الدولي ضمن منطقة الـ55 كيلومتر عند الحدود السورية-العراقية-الأردنية، تعرضت بعد منتصف ليل الأربعاء - الخميس، لهجوم من قبل 3 طائرات مسيرة، وذلك بعد ساعات من استنفار شهدته القاعدة من قبل قوات التحالف الدولي.
ووفقا للتقارير، فقد أدى الهجوم إلى إسقاط قوات التحالف الدولي لاثنتين من الطائرات المسيرة، بينما استهدفت واحدة القاعدة، ما أدى لأضرار مادية، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية.
وتقع قاعدة التنف الأمريكية عند تقاطع الحدود السورية مع الأردن والعراق وتتبع إداريًا لحمص المحافظة الأكبر في سوريا.
وتقع القاعدة على واحد من الطرق السريعة الرئيسية بين بغداد ودمشق؛ وهو الطريق المسؤول - وفق ما تقوله واشنطن- عن نقل إمدادات الأسلحة من إيران إلى سوريا ومقاتلي حزب الله اللبناني.
وقد تأسست القاعدة الأمريكية في 2016 وتضم ما بين 100 إلى 200 من العسكريين الأمريكيين، ومن دول أخرى ضمن التحالف الدولي.
وتحيط بالقاعدة منطقة عازلة بعمق 55 كيلومترًا تشكلت في إطار تفاهم أمريكي روسي عام 2016، وهي الموقع الوحيد الذي فيه وجود عسكري أمريكي في سوريا خارج مناطق الشمال التي يسيطر عليها المقاتلون الأكراد المدعومون من واشنطن.
ووفق تقرير لوزارة الدفاع الأمريكية، فإن قاعدة التنف تُستخدم لمواصلة العمليات ضد تنظيم داعش الإرهابي، وإعاقة أنشطة من يوصفون بوكلاء إيران في سوريا.
قاعدة "عين الأسد" في العراق
وأمس الأربعاء، نقلت وكالة "رويترز" للأنباء، عن مسؤولين أمريكيين، أن الجيش الأمريكي أحبط هجومًا استهدف قواته في قاعدة "عين الأسد" بالعراق، واعترض طائرتين مسيرتين قبل أن تصلا إلى هدفهما.
وتقع قاعدة "عين الأسد" على بعد 180 كيلو مترًا عن العاصمة بغداد، ونحو 100 كم متر غرب مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار غربي العراق في ناحية البغدادي، وهي ثاني أكبر القواعد بالعراق بعد قاعدة "بلد" الجوية، والأكبر في غرب العراق.
وتجدر الإشارة إلى أن قاعدتي القوات الأمريكية في العراق وسوريا، سبق أن تعرضتا لهجمات بالمسيرات، وتوجه واشنطن أصابع الاتهام إلى الجماعات المسلحة الموالية لإيران في بغداد ودمشق.
الاحتلال يواصل قصف غزة
وتأتى الهجمات الأخيرة التي استهدفت القاعدتين الأمريكيتين في العراق وسوريا، في وقت تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي قصف قطاع غزة المحاصر، لليوم الثالث عشر على التوالي، بينما يستعد الاحتلال لاجتياح القطاع بريا، بعد حصوله على الضوء الأخضر من الرئيس الأمريكي، وفق ما ذكرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" اليوم الخميس.
وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس الأمريكي أكد تأييده للحرب البرية على غزة، ونقلت الصحيفة عن مصادر: "إن إسرائيل حصلت على دعم الرئيس الأمريكي لمواصلة المرحلة الثانية من التوغل البري في غزة"، مبينة "أن بايدن قال خلال لقائه رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو إنه "يؤيد بشكل كامل خطط إسرائيل للدخول البري إلى القطاع لإسقاط حماس".
مساعدات عسكرية أمريكية لإسرائيل
وفى أعقاب عملية" طوفان الأقصى" التي نفذتها فصائل المقاومة الفلسطينية في مستوطنات غلاف غزة، في السابع من شهر أكتوبر الجاري، أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن، التزامه الراسخ بدعم دولة الاحتلال الإسرائيلي.
وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية، خلال الأيام الماضية، حزمة مساعدات عسكرية لإسرائيل تتضمن أسلحة وذخائر، وأرسلت 3 حاملات طائرات إلى شرق البحر الأبيض المتوسط، ومقاتلات، بالإضافة إلى قوات خاصة.
وتبرر واشنطن المساعدات العسكرية المقدمة لإسرائيل، بأنها تستهدف عدم اتساع رقعة الحرب، ومنع تدخل أطراف أخرى، في إشارة لإيران وحزب الله اللبناني، بينما يواصل الاحتلال العدوان على قطاع غزة المحاصر.
مخاوف من اتساع رقعة الصراع
لكن استهداف القاعدتين الأمريكيتين في العراق وسوريا، يعزز المخاوف من اتساع رقعة الصراع، مما يستدعى ضرورة التحرك، وفق الموقف العربي العام، الرافض للتصعيد الإسرائيلي، والركون لخيار السلام والمفاوضات، وحل القضية الفلسطينية وفق مبادئ ومقررات الشرعية الدولية.