بعد مرور عشرة أيام على عملية "طوفان الأقصى" التي شنتها فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة على إسرائيل، لا تزال تل أبيب تصدر تهديدات بشن عملية ساحقة على القطاع الذي يشهد أزمة إنسانية كارثية؛ جراء الغارات الدموية التي شنها طيران الاحتلال على مدار الأيام العشرة الماضية، لكنها لم تشرع في القيام بها بعد.
مهمة شاقة
وأعادت صحيفة "ذا ويك" الأمريكية سبب التردد الإسرائيلي في اجتياح القطاع المكتظ بالسكان، إلى أن تل أبيب تواجه مهمة شاقة في تحديد وقت وشكل الهجوم الذي ستشنه، حتى مع تزايد المناوشات مع الجانب اللبناني في الشمال خلال يومي السبت والأحد.
وبينما كانت هناك مؤشرات على استعدادات جيش الاحتلال لاجتياح غزة، والتي ظهرت في حشد الجنود وقوات الاحتياط والدبابات وغيرها من المدرعات، فإن ما يعيقهم هو وجود حوالي 199 رهينة، يزعم جيش الاحتلال أن المقاومة الفلسطينية في القطاع تستخدمهم كـ"دروع بشرية".
قصف القطاع
ومن خلال تعبئة قواته، يتبع جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى حد كبير استراتيجية عسكرية كلاسيكية تتمثل في شن قصف عنيف على غزة من خلال ضربات جوية ونيران مدفعية بمدافع عيار 150 ملم، قبل أن تتحرك القوات البرية فعليًا، وفقًا لتحليل الصحيفة الأمريكية.
ووفقًا لتقديرات الحصيفة، فإن ما سيحدد التكتيكات العملياتية الإسرائيلية في قطاع غزة وأماكن أخرى هو ساحة المعركة الصعبة والمليئة بالتحديات في حالة عبور جيش الدفاع الإسرائيلي إلى المنطقة التي تسيطر عليها فصائل المقاومة الفلسطينية.
معركة عصابات
ونظرًا لأن قطاع غزة تتركز فيه تجمعات كبيرة، ستكون المعركة عبارة عن معركة عصابات في المناطق الحضرية، سواء في المدينة أو البلدات أو في شبكة الأنفاق التي يزعم الاحتلال وجودها تحت الأرض.
في السياق ذاته، تخشى إسرائيل دخول غزة؛ لأنها تعلم أن المقاومة الفلسطينية في القطاع هم أكثر دراية بالتضاريس الحضرية وشبكة الأنفاق من جيش الاحتلال، وهذا سيكلفهم الكثير.
جبهة جديدة
بالإضافة إلى ذلك، قد تكون إسرائيل متخوفة من إمكانية فتح جبهات جديدة، خاصة في الضفة الغربية المحتلة ومرتفعات الجولان، مما سيفتح فرص تدخل دول أجنبية مثل إيران وسوريا.
ورغم حشد قواتها بالقرب من قطاع غزة المحاصر بالكامل، فإن مسعى إسرائيل هو عدم فتح جبهات جديدة.
وساطة صينية
وبحسب التقديرات، لا شك أن الاستراتيجية العسكرية ستتأثر بالموقف الأخير لإيران والصين.
وبينما تؤكد إيران أن الصراع بين إسرائيل وغزة يُمكن أن يتسع جغرافيًا إلى صراع متعدد الجبهات، إلا أن الصين التي تتجه لتقديم الوساطة، جعلت وزير خارجيتها وانج يي يقول يوم السبت، إن العمل العسكري الإسرائيلي في غزة "تجاوز نطاق الدفاع عن النفس".
السيوف الحديدية
ويتواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والأراضي المحتلة لليوم العاشر تواليًا، موقعًا مزيدًا من الشهداء والجرحى في صفوف الفلسطينيين، ودمارًا في منازلهم وممتلكاتهم، وبالمؤسسات العامة والخاصة.
وينفذ جيش الاحتلال عملية "السيوف الحديدية" ضد قطاع غزة، والتي قال إنها تأتي ردًا على عملية طوفان الاقصى التي نفذتها فصائل المقاومة الفلسطينية وخلفت مئات القتلى والجرحى والأسرى.
وطوفان الأقصى، هي عملية عسكرية نفذتها فصائل المقاومة الفلسطينية بشكل متزامن عبر الجو والبحر والبر، في السادسة والنصف من صباح السبت 7 أكتوبر، واستهدفت الضربة الأولى لها مواقع ومطارات وتحصينات عسكرية إسرائيلية.
