الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

تحذيرات من "السيناريو المرعب".. كوريا الشمالية تسرع وتيرة إطلاق الصواريخ الباليستية

  • مشاركة :
post-title
رئيس كوريا الشمالية يعلن بلاده قوة نووية

القاهرة الإخبارية - محمد ربيع

سرعت كوريا الشمالية، خلال الأسابيع القليلة الماضية، وتيرة إطلاق الصواريخ الباليستية، مما يعزز المخاوف من ظهور بؤرة صراع جديدة في شبه الجزيرة الكورية ومنطقة المحيط الهادئ، حال اندفعت الولايات المتحدة وحلفاؤها كوريا الجنوبية واليابان، نحو رد فعل عسكري على استفزازات بيونج يانج.

وأطلقت كوريا الشمالية، اليوم الجمعة، صاروخا باليستيا عابرا للقارات هو الأحدث في سلسلة قياسية من التجارب الصاروخية لها في الأسابيع الأخيرة. وأدانت الولايات المتحدة "بشدة" ما وصفته بأنه تجربة صاروخ باليستي بعيد المدى أطلقته كوريا الشمالية، وقالت اليابان إن مداه كافٍ لضرب القارة الأمريكية.

كما عقدت نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس، اليوم الجمعة، اجتماعًا طارئًا مع قادة اليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا ونيوزيلندا وكندا، في بانكوك بتايلاند، حيث ندد القادة بتلك التجارب، مؤكدين أن بيونج يانج تتصرف باستفزاز وتنتهك القرارات الدولية.

موسكو من جهتها، اتهمت الولايات المتحدة باختبار صبر كوريا الشمالية، إذ قال نائب وزير الخارجية الروسي، إن بلاده "قلقة" بشأن الوضع في شبه الجزيرة الكورية، وإنها تدعو الأطراف المعنية إلى الابتعاد عن المواجهة.

وسبق التجربة الصاروخية اليوم الجمعة، أخرى يوم الخميس، بعد أن أعلن الجيش الكوري الجنوبي، أن جارته الشمالية أطلقت صاروخا باليستيا غير محدد باتجاه بحر اليابان. والتجربتان الجديدتان وهما أحدث عمليتي إطلاق، جاءتا بعد ساعات فقط من تحذير بيونج يانج من "ردود عسكرية أعنف" على تعزيز الولايات المتحدة وجودها الأمني في المنطقة.

وزيرة خارجية كوريا الشمالية تكشف دوافع التجارب الصاروخية

وكشفت وزيرة الخارجية بكوريا الشمالية تشوي سون هوي، فى بيان أمس الخميس، دوافع التجارب الصاروخية الأخيرة، وهي القمة الثلاثية التي عقدت الأحد الماضي، بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان، انتقد خلالها زعماء تلك البلدان الإطلاق الصاروخي لبيونج يانج وتعهدوا بتعاون أمني أكبر بينهما.

وجاء في البيان أن كوريا الشمالية تتهم واشنطن بتشكيل "حلف ناتو" جديد بمنطقة شبه الجزيرة الكورية. والدافع الأكبر، تدريبات "العاصفة اليقظة"، التي أجرتها واشنطن وسيول في 31 أكتوبر واستمرت لمدة 13 يوما. وترى كوريا الشمالية في تلك التدريبات سيناريو اجتياحها.

وتجرى الولايات المتحدة الأمريكية تدريبات عسكرية مشتركة، مع كوريا الجنوبية واليابان، ما يضع منطقة المحيط الهادئ على صفيح ساخن ويزيد من خطر اندلاع حرب نووية إن أخطأ أحد الأطراف في تقدير الموقف.

رئيس كوريا الشمالية أعلن بلاده قوة نووية

وهنا تجدر الإشارة إلى أن رئيس كوريا الشمالية، كيم جونج أون، أعلن في سبتمبر الماضي، عن قانون جديد، في ظله أصبحت بلاده دولة نووية، في قرار يقول إنه لا رجعة فيه. وقالت وسائل الإعلام الرسمية في كوريا الشمالية، إن الزعيم كيم، صادق على قانون يسمح للبلاد بشن ضربة نووية ضد أهداف العدو في حال تعرضها للهجوم.

وأدانت كوريا الشمالية، مرارا التدريبات ووصفتها بأنها "بروفة لغزوها"، ودليل على أن واشنطن وسيول تتخذان موقفا عدائيا لها.

كوريا الشمالية أطلقت 80 صاروخا باليستيا العام الجاري

وخلال العام الجاري، أطلقت كوريا الشمالية ما يقرب من 80 صاروخًا في عداء متزايد للتدريبات العسكرية للولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان، ولإظهار قوتها أمام الصين وروسيا. كما أطلقت أكثر من 52 صاروخًا قصير المدى وبعيد منذ 25 سبتمبر الماضي حتى الآن.

وتنوعت صواريخ كوريا الشمالية ما بين الباليستية قصيرة ومتوسطة المدى إلى العابرة للقارات، كما ضمت التجارب أيضا صواريخ تفوق سرعتها سرعة الصوت وما يمكنها السفر بخمس مرات أو أكثر من سرعة الصوت.

ويعزو المحللون دوافع كوريا الشمالية، في تسريع وتيرة إطلاق الصواريخ الباليستية، إلى رغبة بيونج يانج في ممارسة ضغوط على الولايات المتحدة، خاصة في ظل علاقة واشنطن المضطربة مع الصين وروسيا، حيث تأمل بيونج يانج في تعزيز العلاقات مع بكين وموسكو. كما تعمل كوريا الشمالية على تهيئة الأرض لاختبار سلاح نووي للمرة الأولى في خمس سنوات.

ووفق كيم جونغ-داي، المستشار السابق لوزارة الدفاع الكورية الجنوبية، فإن العالم يجب أن يقلق من المسار الذي تتخذه كوريا الشمالية، لافتا إلى أنها باتت ترد بشكل انتقامي، ولديها قدر كبير من الجرأة والعدوانية غير مسبوق، مشيرا إلى أن الوضع هذه المرة مختلف فكوريا الشمالية تتصرف باعتبارها دولة نووية.

كما يقول الخبير العسكري الأمريكي بيتر أليكسي، إن الصواريخ التي تطلقها كوريا الشمالية تدعو إلى القلق، بينما يئن العالم بالفعل تحت وطأة الحرب الأوكرانية، أصبحت منطقة المحيط الهادئ على صفيح ساخن، وهو أمر قد تتصاعد معه الأمور وينذر بخطر اندلاع حرب نووية إن أخطأ أحد الأطراف تقدير الموقف.