لم يكتف الاحتلال الإسرائيلي، بقصفه لمنازل المدنيين في قطاع غزة، نحو 3 آلاف شهيد سقطوا، منذ بدء العدوان على القطاع قبل نحو 10 أيام، وتحديدًا منذ يوم 7 أكتوبر الجاري، هناك آلاف المصابين جراء تلك الهجمات، ولم يكتف الاحتلال بما حدث لهم، بل يعرض حياتهم للخطر في المستشفيات.
مستشفيات غزة، تعيش أجواءً صعبة، بين تهديدات الاحتلال الإسرائيلي، بضرورة إخلائها لقصفها، وبين أزمة نقص الإمكانيات الطبية والأدوية، إلى جانب الوقود، وفي السياق كشف مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، أن احتياطات الوقود بجميع المستشفيات في قطاع غزة من المتوقع أن تكفي لنحو 24 ساعة فحسب، وتوقف المولدات الاحتياطية ما سيعرض حياة آلاف المرضى للخطر.
يوم السبت، طلب الجيش الإسرائيلي، من الجهات الطبية الفلسطينية، إخلاء عدة مستشفيات في مدينة غزة، وأعلنت إدارة مستشفى العودة الحكومي، شمالي القطاع، تلقيه بلاغات رسمية من جيش الاحتلال ينذره بضرورة الإخلاء الكامل، الأمر نفسه حدث مع مسؤولي مستشفى القدس في مدينة غزة.
منظمة الصحة العالمية
وصفت منظمة الصحة العالمية، أوامر الاحتلال الإسرائيلي، بإخلاء مستشفيات شمال غزة، بأنها "حكم بالإعدام" على المرضى والجرحى.
وكشفت المنظمة، عن أن أكثر من ألفي مريض يتلقون العلاج في 22 مستشفى شمالي قطاع غزة، باتت حياتهم مهددة.
ونشرت المنظمة على موقعها الإلكتروني، أن أطباء تلك المستشفيات يواجهون خيارات صعبة، فهم أمام إما البقاء في المستشفيات والمخاطرة بحياتهم للوفاء بقسمهم، أو الرحيل عن المستشفيات وترك مرضاهم يواجهون المصير المحتوم، أو المخاطرة بحياة المرضى ومحاولة نقلهم إلى منشآت أخرى لا تستطيع استيعابهم.
ذلك السيناريو كان رد وزارة الصحة الفلسطينية عليه واضحًا، وأكد متحدث باسمها، أن وزارة الصحة في غزة لن تغادر مستشفياتها "حتى لو هدمت فوق رؤوسنا".
وقال المتحدث أشرف القدرة، إن الأطقم الطبية لن تغادر المستشفيات وموقفها الأخلاقي يحتم عليها مواصلة العمل.
وأكد "القدرة"، على ضرورة فتح ممر آمن لخروج المرضى والجرحى من قطاع غزة، وإدخال المساعدات والإمدادات الطبية والوقود.
ومن جانبها أكدت وزيرة الصحة الفلسطينية، مي الكيلة، أن هناك شهداءً ومصابين بين الأطقم الطبية، ولكن لا تتوفر إحصائية دقيقة بسبب الوضع الراهن، مُشيرة إلى أن الاحتلال استهدف 23 سيارة إسعاف، واعتدى على الكوادر الطبية 76 مرة.
وأكدت أن هناك 1400 مريض بحاجة لغسيل كلى ولا يستطيعون الوصول للمستشفيات التي تُعاني أصلًا من نقص الأدوية، في ظل القصف والحصار، مُشيرة إلى أن العدوان يتسبب في تفاقم وضعهم الصحي.
وحذرت وزيرة الصحة من انتشار الأمراض والأوبئة؛ نتيجة نقص المياه والاكتظاظ السكاني، مناشدة المجتمع الدولي للتحرك وحماية المؤسسات والكوادر الطبية، والضغط على الاحتلال لإدخال الأدوية والمستلزمات الصحية.
عدد الشهداء والجرحى جراء العدوان
وأسفرت هجمات جيش الاحتلال، عن استشهاد 2726 فلسطينيًا، وأسقطت نحو 10800 جريح في ظل العدوان المُتواصل على الشعب الفلسطيني في غزة والضفة.
تحذير من كارثة إنسانية
وحذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة، "الأونروا"، الأحد، من أن الغارات الجوية للاحتلال كشفت عن "كارثة إنسانية غير مسبوقة".
وقال المفوض العام للوكالة، فيليب لازاريني، لصحفيين إنه "لم يُسمح بدخول قطرة ماء واحدة، ولا حبة قمح واحدة، ولا لتر من الوقود إلى قطاع غزة خلال الأيام الماضية"، مُشيرًا إلى "كارثة إنسانية غير مسبوقة" في القطاع الساحلي.