يستعد جيش الاحتلال الإسرائيلي، لاجتياح قطاع غزة بريًا، مع تزايد المخاوف من اتساع رقعة القتال في المنطقة، بعد اشتعال الوضع على الحدود اللبنانية.
وذكرت صحيفة" نيويورك تايمز" الأمريكية، نقلًا عن مسؤولين في جيش الاحتلال، إن الاستعدادات للعملية البرية في غزة تجرى حاليًا، ومن المتوقع أن تبدأ خلال أيام.
ونقلت الصحيفة عن ضباط الاحتلال أنه "كان من المقرر في البداية أن يجري الغزو اليوم الأحد، ولكن جرى تأجيله بضعة أيام على الأقل جزئيًا، بسبب الظروف الجوية التي كانت ستجعل من الصعب على الطيارين الإسرائيليين ومشغلي الطائرات بدون طيار توفير غطاء جوي للقوات البرية".
خطة الهجوم البري
وشارك جيش الاحتلال مع الصحيفة الأمريكية، تفاصيل غير سرية عن خطة العملية البرية في قطاع غزة، والتي أظهرت أن العملية ستبدأ في الأيام المقبلة، كما تخطط إسرائيل لإرسال عشرات الآلاف من الجنود للاستيلاء على مدينة غزة.
وأعلن جيش الاحتلال أن هدفه النهائي هو القضاء على التسلسل الهرمي السياسي والعسكري الأعلى للمقاومة الفلسطينية التي تسيطر على غزة، وقادت عملية "طوفان الأقصى" التي وقعت الأسبوع الماضي في مستوطنات غلاف غزة، وأسفرت عن مقتل 1300 إسرائيلي.
ووفقًا لثلاثة ضباط كبار في جيش الاحتلال، ذكرت "نيويورك تايمز" أنه من المتوقع أن يكون الهجوم أكبر عملية برية لإسرائيل منذ غزوها لبنان في عام 2006، وسيكون أيضًا الأول الذي تحاول فيه إسرائيل الاستيلاء على الأراضي والاحتفاظ بها لفترة وجيزة على الأقل منذ غزوها للقطاع في عام 2008.
مخاطر الاجتياح البري
وتشير "نيويورك تايمز" إلى أن العملية البرية في قطاع غزة، "تخاطر بإدخال إسرائيل في أشهر من القتال الدامي في المناطق الحضرية، سواء فوق الأرض أو في منطقة من الأنفاق، وهو هجوم محفوف بالمخاطر تجنبته إسرائيل منذ فترة طويلة لأنه ينطوي على قتال في قطعة ضيقة ومكتظة يسكنها أكثر من مليوني شخص".
وأشار تقرير الصحيفة، إلى أن جيش الاحتلال لم يعلن رسميًا حتى الآن عن نيته اجتياح قطاع غزة، على الرغم من أنه أكد أن فرق الاستطلاع دخلت القطاع لفترة وجيزة يوم الجمعة وأن القوات الإسرائيلية تزيد من "استعدادها" لحرب برية.
وحسب الصحيفة، "يُعتقد أن عشرات الآلاف من مسلحي المقاومة تحصنوا داخل مئات الأميال من الأنفاق والمخابئ تحت مدينة غزة والأجزاء المحيطة بها في شمال غزة".
ويتوقع ضباط الاحتلال أن تحاول المقاومة الفلسطينية عرقلة تقدمهم من خلال تفجير بعض هذه الأنفاق مع تقدم الإسرائيليين فوقها، ومن خلال تفجير القنابل المزروعة على جوانب الطرق وتفخيخ المباني.
وأضاف ضباط الاحتلال أن "حماس تخطط أيضًا لنصب كمين للقوات الإسرائيلية من الخلف من خلال الخروج فجأة من فتحات الأنفاق المخفية المنتشرة في شمال غزة".
وبسبب الأضرار واسعة النطاق التي لحقت بمدينة غزة بسبب الغارات الجوية الإسرائيلية المتواصلة، تلقت قوات "الكوماندوز" في جيش الاحتلال، تدريبًا إضافيًا في الأيام الأخيرة لمساعدتهم على القتال في البيئات الحضرية المدمرة، وفق ما نقلت "نيويورك تايمز" عن العقيد في جيش الاحتلال جولان فاخ.
وحذّر مسؤولون ومحللون إسرائيليون وغربيون، من خطة "إسرائيل" شن عدوان بري على غزة، وشكّكوا في قدرة "الجيش" على مواجهة حركة حماس برًا.
وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أنّ شنّ هجوم بري على غزة "يبدو مهمةً مروّعة ومستحيلة"، كما قالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، إنّ "الجيش ليس مستعدًا وغير مجهز لوجستيًا لعملية برية في غزة".
اتساع رقعة القتال
كما أن قيام جيش الاحتلال بعملية برية في غزة، يهدد باتساع رقعة القتال، وتدخل أطراف أخرى، إذ حذرت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة، في ساعة متأخرة من مساء أمس السبت، من أنه إذا لم يتم وقف "جرائم الحرب والإبادة الجماعية" التي ترتكبها إسرائيل في غزة على الفور، فإن "الوضع قد يخرج عن السيطرة" وتكون له عواقب بعيدة المدى.
والتقى وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، مع الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، في زيارة إلى العاصمة اللبنانية بيروت، أمس السبت.
وقال عبد اللهيان، في إيجاز للصحفيين في بيروت، إن "حزب الله أعد عدة سيناريوهات تصعيدية من شأنها إحداث زلزال في إسرائيل.. سيغير ذلك خارطة الأراضي المحتلة".
والتقى وزير الخارجية الإيراني، في بيروت، مبعوث الأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط تور وينسلاند، وكشف موقع "واللا" العبري، نقلا عن مصدر دبلوماسي، أن إيران أبلغت المبعوث الأممي، أنها غير مهتمة بتحويل الصراع في غزة إلى حرب إقليمية، ولكنها سترد إذا استمرت عملية الجيش الإسرائيلي بغزة.
وبحسب ما نقل "واللا" عن مصدر دبلوماسي، أكد وزير الخارجية الإيراني، أن بلاده لديها خطوط حمراء، وسوف تضطر إلى الرد، إذا استمرت عملية الجيش الإسرائيلي في غزة.
وقد طلبت حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، من جماعة حزب الله اللبنانية، ألا تبدأ حربًا على جبهة ثانية، وهددت "بتدمير لبنان" إذا فعلت ذلك.
وفرض جيش الاحتلال الإسرائيلي، منطقة عازلة لمسافة تصل إلى 4 كيلومترات من الحدود اللبنانية، وأمر المدنيين بعدم الدخول، وذلك بعد إصابة 5 إسرائيليين بإطلاق نار وقع في شتولا بالجليل الغربي، على الحدود مع لبنان.
وأكدت وسائل الإعلام العبرية، أن عددًا من الصواريخ المضادة للدروع والقذائف أصابت عدد من جنود الاحتلال، ما أدى إلى إصابة 5، منهم اثنان في حالة الخطر الشديد.
وبعد ظهر أمس السبت، ترددت أصداء صواريخ المدفعية ونيران الأسلحة الصغيرة عبر الجبال في منطقة مزارع شبعا المحتلة، في أطول تبادل لإطلاق النار بين جيش الاحتلال وحزب الله، حتى الآن.
وقال الجيش الإسرائيلي إن 30 قذيفة هاون أُطلقت من داخل لبنان على إسرائيل، بينما أصدر حزب الله، بيانًا، قال فيه أن مقاتليه استخدموا أسلحة دقيقة لاستهداف خمسة مواقع إسرائيلية، بما في ذلك موقع مراقبة.