أكد نجيب ميقاتي، رئيس الحكومة اللبنانية، اليوم الخميس، خطورة المرحلة التي يمر بها لبنان والمنطقة ودقتها، مشيرا إلى أن المواجهات العنيفة الدائرة في قطاع غزة وحولها تبتعد بالمنطق عن أي فرص حقيقية لتحقيق الاستقرار والسلام.
وأضاف "ميقاتي" خلال جلسة لمجلس الوزراء اللبناني خُصصت لمناقشة النزوح السوري وتداعياته، والوضع في الجنوب وفي قطاع غزة، أن أسباب المواجهات العنيفة في القطاع باتت معروفة، وهي غياب الحل العادل والدائم للقضية الفلسطينية، بحسب وكالة الأنباء اللبنانية.
وأوضح أن التعدي المتكرر والمتمادي على المقدسات الإسلامية والمسيحية أجج المشاعر ليس لدى الفلسطينيين فقط، بل لدى كل مؤمن بالأديان السماوية ونحن جميعًا معنيون بما يجري هناك وطنيًا وعاطفيًا وإنسانيًا، ولا يمكن أن نكون إلا بجانب الحق والعدالة.
وأكد رئيس الحكومة اللبنانية، أن لبنان في عين العاصفة، فما يجري على حدودنا الجنوبية يثير لدينا القلق العميق والاستنكار، لأن مجمل الحوادث التي تجري على طول الخط الأزرق، هي نتيجة للاستفزازات الإسرائيلية ولخرق العدو الإسرائيلي الدائم للقرار 1701.
وأردف: "إن مجلس الوزراء ، إزاء ما تشهده غزة من إبادة منظمة تطال الأطفال والمدنيين وما تتعرض له الأحياء السكنية من تدمير وحشي ممنهج، يدين بشدة هذه الأفعال الجرمية التي يقترفها العدو الاسرائيلي، ويسكت عنها المجتمع الدولي، كما يؤكد المجلس انتصاره للمظلوم، وتضامنه مع الشعب الفلسطيني في نضاله، وحقه في الحياة وأرضه وكرامته الإنسانية".
ضبط النفس
وقال: "إنني على تواصل، ليس فقط مع المسؤولين الدوليين، الذين بادروا الى الاتصال لوضعنا في صورة الطلب الينا السعي لتهدئة الاوضاع، بل أيضا مع كل القوى السياسية الفاعلة في لبنان، لضبط النفس وعدم الانجرار إلى المخططات الإسرائيلية".
وأضاف "أن لبنان الذي يلتزم بتطبيق القرارات الدولية، خصوصًا القرار 1701، يشدد في هذه المرحلة العصيبة على دور الجيش في حماية الأمن والاستقرار وعلى التعاون الوثيق بين الجيش وقوات اليونيفيل، وعلى ضرورة الاستقرار الأمني، مع التأكيد أن قضية الشعب الفلسطيني العادلة هي في وجدان كل لبناني وعربي وكل إنسان يؤمن بالحق".
وتابع: "في جلسة اليوم التي شارك فيها القادة الأمنيون، طلبنا من جميع المعنيين أن يكونوا على أهبة الاستعداد لمواجهة أي طارئ، ودعم الجهود التي تبذلها الحكومة لتجنيب لبنان تداعيات ما يحصل والمحافظة على الأمن وتأمين سلامة المواطنين وتوفير حاجاتهم اليومية، كما شددنا على قيادة الجيش وقادة الأجهزة الأمنية ضرورة تفعيل الإجراءات المتخذة منعًا لأي إخلال أو استغلال للأوضاع، كما طلبنا من هيئة إدارة الكوارث عقد اجتماع طارئ وإجراء المحاكاة اللازمة لمواجهة الأزمة".
الإسراع في انتخاب رئيس جديد
وتابع: "إذا كان البعض اتخذ المقاطعة كموقف سياسي في البداية للضغط لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، فإن الحكومة ليست الجهة المعنية بأي خطوة في هذا الملف، والمقاطعة لم تعد مجدية، بدليل أن الأحداث تجاوزتها وباتت تفرض رص الصفوف والتعاون لتجاوز الصعوبات الحالية والداهمة ومواجهة التحديات الراهنة".
وأضاف "المطلوب أولًا كمدخل للحل، الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية ليكتمل عقد المؤسسات الدستورية في هذه المرحلة المفصلية".