بعد محاولات دامت لأشهر بين الصين وأمريكا، للبحث عن أرضية مشتركة لعودة العلاقات بين البلدين إلى مسارها الصحيح، والترتيب لعقد قمة مشتركة بين "بايدن وشي"، جاء حادث القنصلية الصينية،في سان فرانسيسكو الأمريكية، ليعرقل صفو العلاقات النسبي بين الجانبين، ويهدد انعقاد قمة "أبيك" بين الرئيسين.
ماذا حدث؟
اقتحم شخص مجهول بسيارته قاعة الوثائق بقنصلية الصين في سان فرانسيسكو، الاثنين الماضي، ما تسبب في تهديد خطير لسلامة الموظفين والأشخاص المتواجدين في الموقع، وتضرر مرافق القنصلية. ودخل ضباط الشرطة الأمريكية إلى بهو قاعة التأشيرات، وتم الاشتباك مع المشتبه به، حيث حدث إطلاق نار من قبل الشرطة على السائق، الذي توفي لاحقًا في المستشفى. ولم تكشف الشرطة عن هوية السائق أو دوافعه، وقالت إن التحقيق جارٍ، وأنها تعمل بالتنسيق مع محققين من وزارة الخارجية الأمريكية. حسبما ذكرت صحيفة "South China morning post".
ردود فعل من الجانبين
أدانت قنصلية الصين هذا الهجوم العنيف بشدة، وحجزت لنفسها الحق في ملاحقة المسؤولين عن الحادث. كما طالبت الجانب الأمريكي بإجراء تحقيق سريع ومعاقبة المتورطين بجدية وفقًا للقانون. ومن جانبه، أدان البيت الأبيض هذا الحادث "المروع"، وأعربت أمريكا عن تضامنها مع ضحاياه، وأكدت على أهمية حماية سلامة المباني الدبلوماسية.
عواقب خطيرة
وأشارت بعض التقارير إلى أن هذا الحادث قد يؤدي إلى عواقب وخيمة على العلاقات بين أكبر اقتصادين في العالم، ويعرقل ما تم إنجازه في الأشهر الماضية لتحقيق تقارب بين الجانبين. حيث كثف الجانبان الزيارات المتبادلة في إطار طي الخلافات وتكثيف الجهود المشتركة لمواجهة التحديات العالمية.
ولكن قد يؤثر هذا الحادث على جهود تحسين العلاقات بين الولايات المتحدة والصين، وخاصة في ظل التوقعات المتزايدة لإجراء اجتماع بين الرئيس الأمريكي، جو بايدن والرئيس الصيني، شي جين بينج على هامش قمة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ "أبيك"، التي ستستضيفها سان فرانسيسكو في نوفمبر. حسبما ذكرت صحيفة "South China morning post".
هذه ليست المرة الأولى التي تستهدف فيها قنصلية الصين في سان فرانسيسكو. في يوليو 2013، أضرم شخص مجهول النار في أحد أبواب المبنى، ما أسفر عن تلف بسيط.