في خضم التوترات الإقليمية والصراعات المُستمرة في الشرق الأوسط، تتجه الأنظار نحو البيت الأبيض والبنتاجون، حيث يدرسان خطوة جديدة تهدف إلى إظهار القوة والدعم للشركاء الاستراتيجيين، إذ تدرس الولايات المتحدة إمكانية إدراج المزيد من التمويل لأوكرانيا في حزمة مساعدات طارئة لإسرائيل، بهدف تحقيق توازن القوى وتعزيز الاستقرار في المنطقة، بحسب صحيفة "واشنطن بوست".
ويدرس البيت الأبيض إمكانية إدراج المزيد من التمويل لأوكرانيا في حزمة مساعدات طارئة لإسرائيل، مُشيرًا إلى أن هذه الخطوة ستجبر المشرعين "اليمينيين المتطرفين" على السماح بتقديم مساعدات إضافية لكييف.
على الرغم من أن الرئيس الأمريكي جو بايدن أعلن بالفعل أن المساعدة العسكرية كانت "في طريقها" إلى إسرائيل بعد اندلاع عملية طوفان الأقصى، وأشار البيت الأبيض، في بيان، إلى أنه سيطلب قريبًا من الكونجرس الموافقة على مساعدات إضافية لدولة الاحتلال الإسرائيلي.
وألمح المشرعون في كلا الحزبين وكبار المسؤولين في الإدارة إلى أن حزمة المساعدات يمكن أن تتضمن أيضًا مساعدات لأوكرانيا، حسبما قالت مصادر لم تسمها صحيفة "واشنطن بوست" وشبكة "إن بي سي نيوز".
وعلى الرغم من عدم اتخاذ قرار نهائي، قال مسؤول ـ رفض ذكر اسمه ـ للصحيفة إن هذه الخطوة ستكون حكيمة؛ لأنها "تعوق اليمين المتطرف"، في إشارة إلى الجمهوريين الذين يدعمون إسرائيل صراحة ولكنهم يشككون في استمرار المساعدات لأوكرانيا. وفي الوقت نفسه، رفض جون كيربي، المتحدث باسم البيت الأبيض، الإفصاح عمّا إذا كان سيتم ربط حزمتي المساعدات، واكتفى بالقول: "نعتقد أن كليهما مهمان".
وفي حين أن الجدل حول المساعدات من المُرجح أن يكون مثيرًا، أصر البنتاجون على أن لديه الكثير من الأسلحة لجميع شركاء الولايات المتحدة، إذ أشار مسؤول دفاعي كبير للصحفيين خلال إحاطة إعلامية، إلى أن واشنطن يمكنها "مواصلة دعمها لكل من أوكرانيا وإسرائيل"، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة كانت قادرة على تلبية "كل طلب يطلبه نظرائنا الإسرائيليون".
تُعد إسرائيل من بين أكبر المستفيدين من المساعدات الخارجية الأمريكية في الشرق الأوسط، إذ حصلت على حوالي 3.3 مليار دولار في عام 2022 وحده -وهو مبلغ مماثل للسنوات السابقة- وفقًا لإحصاءات موقع مكتب المساعدة الخارجية. ومنذ تصاعد الصراع مع روسيا في فبراير 2022، أصبحت أوكرانيا أيضًا مستفيدًا رئيسيًا، إذ وافق البيت الأبيض على ما لا يقل عن 45 مليار دولار من المساعدات العسكرية المباشرة من خلال 47 عملية تحويل منفصلة.
وأعرب كل من الجمهوريين والديمقراطيين إلى حد كبير عن دعمهم لإسرائيل بعد عملية طوفان الأقصى في وقت مبكر من صباح يوم السبت، والذي أدى إلى رد شديد بقصف القوات الإسرائيلية على غزة.