الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

التضخم وأدوية فقدان الوزن.. ماذا وراء تغير السلوكيات الشرائية للأمريكيين؟

  • مشاركة :
post-title
دواء أوزيمبيك لتقليل الوزن - أرشيفية

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

في ظل الظروف الاقتصادية الحالية التي تمر بها الولايات المتحدة، يُعاني الأمريكيون من تضييق الشرايين المالية وتقليص إنفاقهم في العديد من المجالات، ولا سيما في مجال الطعام، ومن بين العوامل التي تساهم في هذا التقليص ارتفاع معدل التضخم، بالإضافة إلى تأثير دواء أوزيمبيك المستخدم لفقدان الوزن.

أوزيمبيك والعادات الشرائية

أشارت مجلة نيوزويك الأمريكية إلى أن دواء أوزيمبيك، الذي يستخدم لفقدان الوزن، يُمكن أن يؤثر على عادات تسوق الأمريكيين، إذ حذر الرئيس التنفيذي لشركة وولمارت، التي تُعد أكبر شركات المتاجر والتسوق الأمريكية، من تغير عادات التسوق لدى الأشخاص الذين يتناولون هذا الدواء في وقت سابق من هذا الشهر. ومع استمرار ارتفاع معدل التضخم والتقشف الذي يُمارسه الأمريكيون في إنفاقهم، فإن هذه المضادات للشهية تسببت في قلق ملاك متاجر التجزئة بشأن أرباحهم، وقد لاحظت وولمارت بالفعل "انخفاضًا طفيفًا" في عدد الزبائن الذين يستخدمون أدوية لفقدان الوزن، وفقًا لما صرح به رئيس وولمارت، جيف فورنر.

تقليل الإنفاق الاختياري

ويقول خبراء التغذية للمجلة الأمريكية، إن انخفاض مبيعات هؤلاء الزبائن ليس فقط بسبب تأثير أدوية مثبطات الشهية، بل يعود أيضًا إلى تكاليف الدواء التي تقدر بحوالي 500 دولار شهريًا، وهو ما يجعل الزبائن يفضلون تقليل الإنفاق الاختياري في بقية مصروفاتهم. فالبعض قد يجد صعوبة في تغطية تكاليف الدواء؛ لذا قد يفضلون تقييد الإنفاق على بقية احتياجاتهم في سبيل شراء الدواء.

متاجر البقالة والمطاعم

تتجاوز تداعيات هذه الأدوية تأثيرها على سلوك المستهلكين في متاجر البقالة، إذ تشير نيوزويك إلى أنه يُمكن أن تؤدي أيضًا إلى تقليل الزيارات إلى المطاعم وتقليل قيمة الفواتير العامة. ففي حالة الأشخاص الذين يتناولون هذه الأدوية، يتبعون نظامًا غذائيًا يقتصر على تناول كمية قليلة من الطعام والاستفادة من تأثير قمع الشهية للدواء. وبالتالي، قد ينتج عن ذلك تقليل في النشاط الاستهلاكي في المطاعم وتقليل المبالغ المدفوعة في الفواتير العامة.

تضرر صناعة الوجبات السريعة

ووفقًا للمجلة الأمريكية، تشير توقعات محللين في مؤسسة مورجان ستانلي المالية إلى أنه خلال السنوات العشر القادمة، قد يتناول حوالي 7% من سكان الولايات المتحدة، أي ما يقرب من 24 مليون شخص، أدوية مثل أوزيمبيك لإدارة الوزن. ومن المتوقع أن يترتب على ذلك تقليل في استهلاكهم للسعرات الحرارية بنسبة 20%، وقد تشهد صناعة الوجبات السريعة بشكل عام انخفاضًا في قيمتها السوقية، حيث يفترض المحللون أن استهلاك المشروبات الغازية والمعجنات والوجبات الخفيفة المالحة قد ينخفض بنسبة 3%.

بصيص أمل للمتاجر

ومع ذلك، قد يكون هناك بصيص أمل للمتاجر التي تشهد تراجعًا في المشتريات الغذائية، وذلك نتيجة للبحوث المستمرة في مجال أدوية فقدان الوزن. فقد أشارت بعض الدراسات إلى وجود آثار جانبية محتملة ومقلقة لهذه الأدوية. وأظهرت دراسة جديدة أن أدوية مثل أوزيمبيك قد ترتبط بزيادة خطر ثلاثة أمراض شديدة في المعدة لدى المرضى غير المصابين بالسكري. فقد قام باحثو جامعة بريتش كولومبيا بتحليل سجلات المطالبات التأمينية الصحية لحوالي 16 مليون مريض في الولايات المتحدة. وصرح أحد مؤلفي الدراسة قائلًا: "نحن جميعًا مؤيدون كبار للموافقة المطلعة من المرضى، إذا قرر شخص ما أنه يرغب في تناول هذه الأدوية لفقدان الوزن، فإننا نشجعهم على التحدث مع مقدم الرعاية الصحية حول كيفية مساعدتهم في تحقيق أهدافهم، ولكن يجب أن يتم إبلاغهم أيضًا بالآثار الجانبية المحتملة لتناول هذه الأدوية، ويجب أن يكونوا على دراية بالمخاطر المحتملة".

التضخم له دور كبير

من المهم أن نلاحظ أن تأثيرات تقليص إنفاق الأمريكيين في الطعام ليست قائمة فقط على تأثير دواء أوزيمبيك، فعامل التضخم يلعب أيضًا دورًا كبيرًا في هذا السياق. فقد ارتفع معدل التضخم بشكل ملحوظ خلال الفترة الأخيرة؛ مما أدى إلى زيادة تكاليف المعيشة والمواد الغذائية. وبالتالي، يجد الأمريكيون أنفسهم مضطرين لتقليص إنفاقهم في الطعام والتركيز على الاحتياجات الأساسية فقط.

تأثير تقليص إنفاق الطعام على الاقتصاد

من الجدير بالذكر أن تأثيرات تقليص إنفاق الأمريكيين في الطعام يُمكن أن تؤثر على اقتصاد البلاد بشكل عام، فقد يؤدي تقليل الإنفاق في قطاع الأغذية إلى انخفاض الطلب على المنتجات الغذائية، وبالتالي تأثر صناعة الزراعة وقطاع الأغذية بشكل سلبي، وبالإضافة إلى ذلك، قد يؤدي تراجع الإنفاق في المطاعم إلى تأثير سلبي على صناعة الضيافة وتوظيف العمالة في هذا القطاع.