تشهد مدينة باريس حاليًا مشكلة خطيرة تتعلق بتفشي بق الفراش؛ مما أثار مخاوف من انتشاره إلى أماكن أخرى حول العالم، يشعر الكثير من المسؤولين والفنادق بالقلق الشديد بشأن هذه المشكلة، في حين يتلقى البعض الآخر أعدادًا متزايدة من الاستفسارات المتعلقة ببق الفراش.
انتشار بق الفراش في باريس
تعيش مدينة باريس حاليًا في ظل حالة هلع وقلق بسبب تفشي بق الفراش، إذ تتميز هذه الحشرة بقدرتها على الانتقال والتكاثر بسرعة كبيرة، مما يزيد من صعوبة مكافحتها. وقد أدى انتشارها في باريس إلى ارتفاع عدد الحالات المبلغ عنها وتزايد القلق بين السكان، وفقًا لما أشارت صحيفة "لو فيجارو".
تأثير الفعاليات الكبرى في باريس
وتُشير الصحيفة الفرنسية إلى أن الفعاليات الكبرى التي تستضيفها باريس، مثل أسبوع الموضة وكأس العالم للرجبي، تُعد مصدرًا إضافيًا لانتشار بق الفراش، حيث يجتمع الآلاف من الزوار من مختلف أنحاء العالم في هذه المناسبات، مما يزيد من فرص انتقال بق الفراش بين الأماكن والفنادق، حتى إن الزوار سيعودون إلى بلادهم مع هدية تذكارية غير مرحب بها.
توسع الخطر على المستوى الدولي
تثير حالة الطوارئ في باريس مخاوف من انتشار بق الفراش على المستوى الدولي، إذ يأتي العديد من الزوار والسياح إلى باريس من جميع أنحاء العالم، حيث زار فرنسا 79.4 مليون سائح خلال 2022 بحسب موقع ستاتستا للإحصاءات، وهذا يزيد من احتمالية نقل بق الفراش إلى بلدانهم الأصلية وتفشيها هناك. وبحسب ما أشارت صحيفة الجارديان، فقد سعت شركة يوروستار في المملكة المتحدة، إلى طمأنة المسافرين بأن الأسطح النسيجية لقطاراتها "يتم تنظيفها بالكامل بشكل منتظم"، بما في ذلك استخدام الحرارة، وأن وجود الحشرات مثل بق الفراش "نادر للغاية".
استجابة وسائل النقل والفنادق
اتخذت وسائل النقل والفنادق في باريس إجراءات وقائية للحد من انتشار بق الفراش، تم تعزيز إجراءات النظافة والتطهير في الفنادق والمواصلات العامة، وتم تكثيف الجهود في تدريب الموظفين على كيفية التعرف على علامات بق الفراش، والتصرف بشكل سريع في حالة الاشتباه.
التحديات التي تُواجه باريس
تُواجه باريس تحديات كبيرة في مكافحة بق الفراش، من بين هذه التحديات توجد صعوبة في الكشف المبكر عن الحشرة ومكان وجودها، وتنوع الأماكن التي يمكن أن تكون بؤرًا لانتشار بق الفراش، مثل الفنادق والمنازل والمستشفيات، كما تتطلب مكافحة بق الفراش تعاونًا وتنسيقًا فعّالًا بين السُلطات المحلية والجهات المعنية.
الآثار المحتملة على المستوى العالمي
إذا لم يتم التصدي بشكل فعّال لمشكلة بق الفراش في باريس، فقد تكون لها آثار سلبية على المستوى العالمي، يمكن للسياحة والصناعات المرتبطة بها أن تتأثر بشكل كبير، حيث قد يتردى سمعة باريس كوجهة سياحية رائدة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن لبق الفراش أن ينتقل إلى بلدان أخرى من خلال السفر الدولي، مما يرفع مستوى التهديد العالمي ويزيد من حاجة الجهود العالمية لمكافحته، إذ أشارت الجارديان إلى أنه في فصول الصيف الدافئة الأخيرة في المملكة المتحدة، كانت شركات إبادة الحشرات تكافح من أجل مواكبة الطلب. وكما يقول ليريان جراكا، من إحدى شركات مكافحة الآفات في المملكة للصحيفة "لقد كانت مشكلة بق الفراش دائمًا مشكلة متزايدة".
قلق بريطاني
ويقول بلاجو مانوف، مدير شركة "صائدي بق الفراش"، في حديثه للجارديان، إن من بين عملاء شركته هناك أفراد من العائلة المالكة، هولنديون، وليسوا بريطانيين، كما يشير، و"مدير أزياء مشهور للغاية" (يرفض ذكر العلامة التجارية)، مضيفًا "لدينا أيضًا بعض أغنى الأشخاص في المملكة المتحدة، لا أحد مؤمن ضد البق".