مع توسع رقعة انتشار حشرة بق الفراش في فرنسا، تداولت وسائل التواصل الاجتماعي صورًا للحشرة على مقاعد المترو في باريس وقطارات الأوتوسناف، ما أثار موجة من الذعر والانزعاج بين المسافرين.
وفي محاولة للسيطرة على هذه الظاهرة، أعلن كليمون بون، وزير النقل الفرنسي -خلال اجتماع طارئ، عُقد مع ممثلي شركات النقل- عن تسخير فرق بها كلاب مدربة للكشف عن حشرة بق الفراش بدقة عالية، وهو ما يعتبر الأكثر فاعلية للتأكد من خلو مركبات النقل منها.
وعلى الرغم من إنكار "بون" وجود تفشٍ لانتشار البق، إلا أن التقارير الصحفية تؤكد زيادة عدد الشكاوى في الآونة الأخيرة. كما أكدت شركات مكافحة الحشرات الرئيسية في فرنسا ارتفاع الطلبات على خدماتها بنسبة 65% خلال السنة الجارية، مقارنة بالعام الماضي، وهو مؤشر قوي على تزايد حالات الإصابة فعليًا. بالمقابل، لم تؤكد الفحوصات الرسمية حتى الآن وجود أي حالة إيجابية في مقاعد النقل.
مكافحة البق
وردًا على ذلك، بذلت الحكومة الفرنسية جهودًا لاحتواء الموقف عبر الإعلان عن استخدام فرق من الكلاب لمراقبة مقاعد القطارات وعربات المترو بصورة دورية، بالإضافة إلى استخدام كلاب الكشف، كما تعمل على تعزيز إجراءات الصحة والنظافة في وسائل النقل العام بشكل عام، ومن المقرر نشر بيانات دورية تفصيلية حول تقارير البق والإصابات المؤكدة كل ثلاثة أشهر.
وفي سياق آخر، أثار قرار استخدام الكلاب لتفتيش مقاعد القطارات ومترو باريس، تساؤلات حول الآثار المحتملة على الثقة والراحة لدى المسافرين، وأيضًا مدى تأثيره على تباطؤ عمليات الانتقال وزيادة في التأخيرات.
تواجه فرنسا وغيرها من البلدان تحديات في مكافحة البق، إذ أصبحت هذه الحشرات أكثر مقاومة للمبيدات الكيميائية المتاحة. يمكن أن تتواجد البق في الفرش والملابس والأمتعة، وتخرج في الليل لتتغذى على دم الإنسان، مما يتسبب غالبًا في مشاكل نفسية واضطرابات النوم والقلق والاكتئاب.
أولمبياد باريس
وتسابق السلطات الفرنسية الزمن لمكافحة أزمة البق قبل انطلاق الألعاب الأولمبية في العام المقبل، ودعا وزير النقل الشركات المشغلة لوسائل النقل العام للعمل على تعزيز التدابير الوقائية وحماية المسافرين، مشددًا على أهمية الوضوح والثقة في التعامل مع هذه الأزمة.
ويتمثل ذلك في نشر بيانات مفصلة حول التقارير والإصابات المؤكدة بشكل دوري، مما يعزز الثقة بين الجمهور ويقلل من الهلع والخوف غير المبرر.
أزمة عادت من جديد
وعاد بق الفراش، الذي اختفى إلى حد كبير من الحياة اليومية بحلول الخمسينات من القرن الماضي، إلى الظهور من جديد في العقود الأخيرة مع توسع البلدان وازدهار السفر الدولي.
كما أصبحت الآفات، التي يمكن أن يصل طولها إلى 5 مم وعرضها 3 مم، مقاومة بشكل متزايد للعلاجات الكيميائية.
ونشرت صحيفة لو باريزيان مؤخرًا مقالًا على صفحتها الأولى حول الذعر الناجم عن بق الفراش، ووصفت المشكلة بأنها شكل من أشكال "الإرهاب الداخلي".
وتعاني بريطانيا أيضًا من مشاكل بق الفراش، حيث قدرت شركة مكافحة الآفات Rentokil أن هناك ارتفاعًا بنسبة 65٪ على أساس سنوي في الإصابة ببق الفراش في المملكة المتحدة.