منذ مطلع العام الجاري، تزامنًا مع قدوم الحكومة الإسرائيلية الأكثر يمينية، شهدت الضفة الغربية والقدس المحتلتين تصعيدًا في العنف بعد سلسلة من الاعتداءات الإسرائيلية، نجم عنها حالة من "التشاؤم" داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، وسط مخاوف من أن يكون العام الجديد 2024 أكثر صعوبة بالنسبة للجيش.
أجواء تشاؤمية
شكا ضابط كبير في جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الجمة، لصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، من حالة البؤس التي تسود الأجواء داخل المؤسسة، إزاء التوتر الأمني التي اعتادت عليه القدس والضفة المحتلتان، في ظل إصرار الفلسطينيين على مواجهة الممارسات الإسرائيلية شبه اليومية من قبل المستوطنين والحكومة.
وتأتي شكوى الضابط الإسرائيلي بعد سلسلة من العمليات المتبادلة بين الفلسطينيين والإسرائيليين في مناطق متفرقة من الضفة والقدس وحتى قطاع غزة المحاصر، والتي كان آخرها، اقتحام القوات الإسرائيلية، أمس الخميس، مخيم مدينة "طولكرم" شمال غرب الضفة الغربية.
عدد الشهداء الفلسطينيين
يذكر أن عدد الفلسطينيين الذين استشهدوا في الأراضي المحتلة على أيدي قوات الاحتلال الإسرائيلية هذا العام تجاوز عدد الشهداء الفلسطينيين لعام 2022 بأكمله، بحسب تقرير نشرته الأمم المتحدة في أغسطس.
وقال التقرير إن هذا يتجاوز رقم العام الماضي البالغ 155، وهو بالفعل أعلى عدد من الشهداء في الضفة الغربية منذ 2005.
وبحسب وكالة "وفا" الفلسطينية، فإن العدد الإجمالي للشهداء الفلسطينيين هذا العام وصل إلى 167.
تسلل المستعربين
وبحسبه، تواجه القيادة تحديًا كبيرًا في العمل داخل المناطق الفلسطينية، نظرًا لكشف الفلسطينيين أساليب التمويه المعتمدة للتسلل داخل القرى والأحياء الصغيرة، وهو ما تجلى في الاشتباكات الأخيرة التي اندلعت في مدينة جنين ومخيمها، بعد رصد وحدة من المستعربين داخل المخيم.
الانتحار في الجيش الإسرائيلي
وتشعر السلطات بالقلق إزاء قفزة في معدل حالات الانتحار، فبحسب الصحيفة الإسرائيلية قفزت حالات الانتحار في الجيش في الأشهر الستة الأخيرة، إذ تخلص إٍسرائيليون من حياتهم أثناء الخدمة في الجيش، فيما زادت الإعفاءات لأسباب تتعلق بالصحة العقلية.
دوافع معدومة
وفي العام الماضي، أشارت البيانات إلى ارتفاع حاد في عدد الضحايا، إذ قتل ما لا يقل عن 44 عسكريًا منتحرًا في العام الماضي.
في غضون ذلك، قالت صحيفة "يسرائيل هيوم"، إن السلطات تعاني من قلق متزايد بشأن انخفاض الدافع لدى الشباب الإسرائيلي للتجنيد، نظرًا لأن الاستطلاعات التي يتم إجراؤها من قبل الإعلام الإسرائيلي، تؤكد أن نسبة تراجع الجيش خلال نهاية العام ستتراجع بشكل غير مسبوق.