يبدأ البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، اليوم الجمعة، زيارته المقررة إلى مدينة مرسيليا الفرنسية، التي تستمر يومين، وتمثل حدثًا دينيًا وإعلاميًا كبيرًا سيضع المدينة وقضايا حوض البحر الأبيض المتوسط على خريطة الاهتمام العالمي لساعات طويلة.
ووضعت السلطات خطة أمنية وتنظيمية مكثفة لاستقبال رئيس الكنيسة الكاثوليكية وإتاحة الفرصة لأكبر شريحة ممكنة من سكان مرسيليا والزوار للقائه، وحضور فعاليات زيارته.
ووفقًا لصحيفة "لو باريزيان" الفرنسية؛ يبدأ برنامج زيارة البابا في اليوم الأول بوصوله المطار المحلي في تمام الساعة 4:15 مساءً، حيث ستستقبله رئيسة الوزراء إليزابيث بورن، ثم سيتوجه إلى كنيسة سيدة الحراسة التي تطل على مدينة مرسيليا لأداء صلاة الشكر. وفي الساعة 6:00 مساءً سيحيي البابا ذكرى المهاجرين المفقودين في البحر عند النصب التذكاري المخصص لهم بالقرب من الكنيسة.
وأشارت الصحيفة إلى أنه في اليوم الثاني من زيارته سيتوجه البابا فرنسيس إلى مركز خدمة الفقراء في الساعة 8:45 صباحًا، حيث سيلتقي الأشخاص المعوزين والمحتاجين للرعاية. ثم ينتقل في الساعة 10:00 صباحًا إلى قصر فارو حيث سيختتم مؤتمر اللقاءات المتوسطية بحضور نحو 120 أسقفًا وكاهنًا، وعدد مماثل من الشباب من دول حوض البحر الأبيض المتوسط.
وفي الساعة 11:30 ظهرًا، سيلتقي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وفي الساعة 3:30 عصرًا سيقوم البابا بجولة تحية للحاضرين في وسط مارسيليا على متن مركبة بابوية عبر شارع برادو الرئيسي لمسافة كيلومتر واحد.
فيما أكدت "لو باريزيان" أن ذروة زيارة البابا تأتي في الساعة 4:15 عصرًا حين يقيم قداسًا ضخمًا في ملعب فيلودروم الذي يتسع لنحو 57 ألف مصل.
ومن المقرر نقل القداس عبر شاشات عملاقة ليتابعه مئات الألوف من الحاضرين خارج الملعب، إذ يحظى هذا الحدث باهتمام إعلامي كبير داخل فرنسا وعلى المستوى العالمي.
ومن المنتظر أن تنتهي زيارة البابا لمرسيليا في الساعة 6:45 مساءً بحفل توديع رسمي في المطار ستحضره أيضا رئيسة الوزراء الفرنسية.
وسيقيم بابا الفاتيكان خلال زيارته مرسيليا في ضيافة القادة الكنسيين المحليين؛ إذ وفقًا لما ذكرته صحيفة "لو موند الفرنسية"، سيقيم البابا في إحدى غرف الإقامة بمقر إقامة الكاردينال جان مارك أفلين، الكاهن المكلف بأعمال الأبرشية في مرسيليا؛ ذلك بسبب عدم وجود سفارة لدولة الفاتيكان في مارسيليا.
والكاردينال أفلين هو المسؤول الأول عن تنظيم زيارة البابا إلى مرسيليا، كما أنه صديق مقرب للبابا فرنسيس مما سهل عملية إيوائه خلال فترة زيارته القصيرة.
تأتي زيارة البابا فرنسيس إلى مرسيليا؛ في إطار مؤتمر اللقاءات المتوسطية التي تهدف للبحث في قضايا مهمة تشغل دول حوض البحر الأبيض المتوسط، وعلى رأسها قضية الهجرة واللاجئين، بحسب شبكة "فاتيكان نيوز".
وأعرب البابا سابقا عن اهتمامه الخاص بمشكلة المهاجرين في البحر المتوسط الذي وصفه بأنه "مقبرة ضخمة".
وبحسب وسائل إعلام فرنسية؛ من المتوقع أن تشهد مدينة مرسيليا خلال زيارة البابا أكبر تجمع ديني في تاريخها الحديث، وتتوقع مصالح الأمن والطوارئ أن تترك الزيارة أثرًا إيجابيًا على معنويات سكان مرسيليا وتعزيز روحانيتهم.