تنطلق مساء اليوم، فعاليات الدورة الـ40 لمهرجان تورينو السينمائي (TFF) بمدينة تورينو الإيطالية والذي تستمر فعالياته حتى الأحد 3 ديسمبر المقبل، وسيعرض من خلال برامجه المختلفة 173 فيلمًا، منها 135 فيلمًا طويلًا، و14 فيلمًا متوسط الطول، و24 فيلمًا قصيرًا.
من بين الأفلام 81 فيلمًا تشهد عروضها العالمية الأولى، و10 أفلام تشهد عروضها الدولية، وأربعة أفلام في عروضها الأوروبية الأولى، بالإضافة إلى 56 عرضًا إيطاليًا أوليًا، بجانب العديد من حلقات النقاش والمحاضرات التي يلقيها عدد من أهم السينمائيين حول العالم مثل باولو سورينتينو، وماريو مارتوني، وتوني سيرفيلو.
وكان المهرجان قد أعلن في 8 نوفمبر الجاري عن أن فيلمPantafa أو بانتافا للمخرج إيمانويل سكارينجي ومن بطولة الممثلة وعارضة الأزياء البولندية الإيطالية كاسيا سموتنياك سيكون فيلم الافتتاح بعد أن شهد عرضه العالمي الأول من خلال مهرجانRaindance السينمائي الدولي، والذي تدور أحداثه حول أم عزباء تدعى مارتا تحاول حماية ابنتها نينا من الأشباح.
تضم المسابقة الدولية للأفلام الطويلة 12 فيلمًا، تمثل كلها التجارب الإخراجية الأولى أو الثانية أو الثالثة لمخرجيها، من بينها فيلم Jailbird أو سجين للمخرج أندريا ماجناني، وفيلمChristina أو كريستينا للمخرج نيكولا سباسيك، وفيلم Falcon Lake أو بحيرة الصقر للمخرجة شارلوت لو بون، وفيلم Man and Dog أو رجل وكلب للمخرج ستيفان كونستانتينيسكو.
فيما تضم المسابقة الدولية للأفلام الوثائقية 8 أفلام تعكس مختلف الاتجاهات الحديثة وغير التقليدية في مجال السينما الوثائقية أو سينما الواقع بشكل عام، ومن أهم هذه الأفلام Dry Ground Burningأو احتراق الأرض الجافة إخراج أديرلي كويروس وجوانا بيمنتا، والفيلم اللبناني أخطبوط للمخرج كريم قاسم.
أما مسابقة الأفلام القصيرة فتضم 18 فيلمًا وصفها مدير المهرجان بأنها كلها أفلام متميزة للغاية، مختلفة الأنواع والقصص تقدم العديد من الأفكار والمواهب لسينما الغد.
وهناك أيضًا القسم الرسمي خارج المسابقة والمخصص لعرض الأفلام المعنية بتقديم أحدث الاتجاهات السينمائية المعاصرة، ويشهد عودة أبرز المخرجين على الساحة السينمائية من بينهم فيرنر هيرزوج، ألكسندر سوكوروف، جيرزي سكوليموفسكي، ألان كافاليي، ولاف دياز.
يضم القسم 29 فيلمًا من أهمهاEmpire Of Light أو إمبراطورية الضوء للمخرج سام مينديز، وفيلم The Strangerأو الغريب للمخرج توماس رايت.
كما يعرض المهرجان أربعة من الأفلام التي تم تطويرها من خلال Torino Film Lab أو مختبر تورينو السينمائي لتطوير الأفلام الذي يعد ملتقًا نشطًا للغاية لدعم المواهب من المخرجين وكتاب السيناريو والمنتجين من جميع أنحاء العالم، وقد حققت تلك الأفلام بالفعل نجاحًا جماهيريًا ونقديًا ملحوظًا، وعُرضت في أهم المهرجانات السينمائية الدولية، إلى جانب عرض 30 مشروعًا جديدا هذا العام تم تطويرهم من خلال المختبر على مدار تسعة أشهر.
وأضاف المهرجان هذا العام مسابقة جديدة مخصصة لأفلام الرعب بعنوان Crazies لعرض أحدث إنتاجات الأفلام من هذا النوع من جميع أنحاء العالم، وتضم المسابقة هذا العام 6 أفلام من بينهاFamily Dinner أو عشاء عائلي للمخرج بيتر هينجل، كما يضم أربعة أفلام خارج المسابقة.
وينظم المهرجان هذا العام احتفالية للمثل مالكولم ماكدويل بطل الفيلم الشهير Clockwork Orange أو برتقالة آلية للمخرج ستانلي كوبريك، وذلك بعرض 7 من أهم أفلامه.
ووصف مدير المهرجان الناقد والمخرج ستيفي ديلا كاسا المهرجان بأنه حدث ثقافي سينمائي واسع الانتشار، تجاري وممتع في الوقت نفسه، حيث يتميز بخاصية تجعله فريدًا في مشهد المهرجانات السينمائية الإيطالية وهي أن جمهوره الأساسي من الشباب المتحمسين، والأشخاص الذين يتعاملون مع السينما ليس فقط للتثقيف ولكن أيضًا للتواصل الاجتماعي، مؤكدًا أن جمهور مهرجان تورينو السينمائي فريد من نوعه ويمثل جزءًا كبيرًا من الحمض النووي للحدث".
وقرر ديلا كاسا، الذي يعمل بالمهرجان منذ عام 1982 -عام تأسيسه- وتولى إدارته من قبل منذ عام 1999 حتى عام 2002، أن يخوض تحديًا صعبًا هذا العام حيث أراد أن يجذب عددًا أكبر من الجماهير للمهرجان عن طريق مضاعفة عدد شاشات العرض، وإنشاء مكان تجمع جديد للمحترفين وصناع الأفلام، إلى جانب تقديم برنامج ثري من الأفلام الإيطالية والعالمية.
بينما علّق إنزو جيجو، رئيس المتحف الوطني للسينما وهي الجهة المنظمة للمهرجان بأن دورة هذا العام ستكون استثنائية واحتفالية حيث يبلغ المهرجان عامه الأربعين وذلك عن طريق الخروج بالمهرجان من قاعات العرض إلى شوارع مدينة تورينو، إلى جانب أنه ولأول مرة تم إضافة مساحة جديدة مفتوحة لجميع زوار المهرجان قبل أسبوع من بدايته، وهو مكان للاجتماعات والفعاليات، وبالتعاون مع جامعة تورين ستصبح قاعة الجامعة الجديدة هي المركز الإعلامي للمهرجان.