الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

ملحمة أكتوبر المجيدة.. 50 عاما على الانتصار الأعظم في تاريخ مصر

  • مشاركة :
post-title
رفع العلم المصري على أرض سيناء عام 1973

القاهرة الإخبارية - إسلام عيسى

تحتفل مصر وقواتها المسلحة بالذكرى الخمسين لانتصارات أكتوبر المجيدة عام 1973، ذلك النصر المبين الذي قاتل المصريون من أجله ودفعوا ثمنًا غاليًا من دمائهم الطاهرة ليستردوا جزءًا عزيزًا من أرض الوطن، هو أرض الفيروز "سيناء".

حقق جيل أكتوبر العظيم ملحمة النصر، واستطاعوا تحطيم أسطورة جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي لا يقهر، ورفع راية الوطن على ترابه المقدس، وأعاد للعسكرية المصرية الكبرياء والشموخ، حين عبر عشرات الآلاف من أبطال القوات المسلحة، يوم 6 أكتوبر عام 1973، إلى الضفة الشرقية لقناة السويس، لاستعادة أغلى بقعة في الوطن هي سيناء، واستعاد المصريون معها كرامتهم واحترام العالم.

وتعد حرب أكتوبر المجيدة علامة مضيئة في تاريخ العسكرية المصرية العريقة فقد تبارت فيها جميع التشكيلات والقيادات في أن تكون مفتاحًا لنصر مبين، إذ علمت العالم أن الأمة المصرية قادرة دومًا على الانتفاض من أجل حقوقها وفرض احترامها على الآخرين، وأن الحق الذي يستند إلى القوة تعلو كلمته وينتصر في النهاية، وأن الشعب المصري لا يفرط في أرضه حتى تفيض روحه وقادر على حمايتها والزود عنها.

حرب أكتوبر المجيدة لا تزال ملحمة وطنية مصرية متكاملة، عادت فيها أرض سيناء الحبيبة إلى وطنها الأم، تجمعت فيها كل المبادئ الوطنية والقيم السامية وأسس النجاح والتميز، من إرادة حديدية وإيمان بالله وثقة في النصر والانتماء والولاء للوطن.

تحديد وقت الهجوم

في 22 يوليو 1972، طلب الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات، سحب المستشارين العسكريين السوفييت من مصر، وقرر أن الحرب ستجري بما هو متوفر من السلاح والمعدات وضمن طاقتها التي تسمح بها، وعملت هيئة عمليات القوات المسلحة على تحديد أنسب التوقيتات للهجوم، ووُجد أن يوم السبت -عيد الغفران- 6 أكتوبر 1973/ 10 رمضان 1393، الأنسب لأنه اليوم الوحيد في السنة الذي تتوقف فيه الإذاعة والتلفزة عن البث، ما سيتطلب من إسرائيل وقتًا أطول لاستدعاء الاحتياطي الذي يمثل القاعدة العريضة لقواتها.

يوم العبور

في تمام الساعة الثانية من ظهر يوم 10 رمضان سنة 1393\ 6 أكتوبر 1973، شنت القوات المسلحة المصرية هجومًا شاملًا على طول جبهة القتال واقتحمت قناة السويس 220 طائرة حربية مصرية نفذت ضربات جوية على الأهداف الإسرائيلية شرقي القناة، وحققت الضرابات 95% من أهدافها الموضوعة.

وبعد عبور الطائرات المصرية بخمس دقائق، بدأت المدفعية المصرية قصف التحصينات والأهداف الإسرائيلية الواقعة شرق القناة بشكلٍ مكثفٍ تحضيرًا لعبور المشاة، فيما تسللت عناصر سلاح المهندسين والصاعقة إلى الشاطئ الشرقي للقناة لإغلاق الأنابيب التي تنقل السائل المشتعل إلى سطح المياه، وضربت المدفعية ذات خط المرور المُسطح على مواقع خط بارليف لتأمين عبور المشاة من نيرانها.

وتدفقت القوات المصرية الباسلة عبر القناة وتواصل تقدمها شرقًا والاشتباكات الأرضية والجوية مستمرة، حتى وقع نصر أكتوبر المجيد، ونجحت في عبور قناة السويس وخط بارليف المنيع، وتم رفع العلم المصري فوق أرض سيناء ليشهد العالم كله بانتصار الجيش المصري على جيش الاحتلال الإسرائيلي، بدءًا من الضربة الجوية على الأهداف الإسرائيلية شرقي قناة السويس، ثم جاء التمهيد المدفعي بنجاح مطلق في قصف التحصينات والأهداف الإسرائيلية من خلال المدفعية المصرية، وأخيرًا جاءت لحظة عبور الدبابات المصرية بعد فتح الثغرات في الساتر الترابي، وهنا جاءت اللحظة الحاسمة، إذ نجحت القوات المصرية في اختراق خط بارليف الدفاعي واستولى الجيش المصري على تحصيناته.

ملحمة عسكرية مصرية

تعتبر حرب أكتوبر 1973 من الحروب التي سيظل التاريخ يتحدث عنها لفترة طويلة كونها كانت ملحمة عسكرية مصرية متكاملة الأركان ، لقد فرضت المعجزة المصرية نفسها حينذاك على كل وسائل الإعلام الدولية عامة والأمريكية خاصة رغم انحياز واشنطن الواضح لإسرائيل، لكن الإنحياز لم يتحمل هول صدمة المفاجأة ، فتصدر نصر أكتوبر صدر عناوين مختلف وسائل الإعلام ، كما علق العديد من قادة العالم على الحرب، وتبارى الأدباء فى تسجيل مراحل الحرب المختلفة ونتائجها وكواليسها.

إن حرب أكتوبر كانت بمثابة زلزال فلأول مرة في تاريخ الصهيونية حاول العرب ونجحوا في فرض أمر واقع بقوة السلاح ولم تكن النكسة مجرد نكسة عسكرية، بل أنها أصابت جميع العناصر السيكولوجية والدبلوماسية والاقتصادية التي تتكون منها قوة وحيوية أي أمة.

وأثبتت الحرب للعالم أجمع قدرة المصريين على إنجاز عمل جسور، يستند إلي شجاعة القرار، ودقة الإعداد والتخطيط، وبسالة الأداء والتنفيذ، مما أكد للجميع أن الشعب المصري ضرب أروع صور البطولة ووقف إلي جوار قواته المسلحة.

وأكدت حرب أكتوبر استحالة سياسة فرض الأمر الواقع، واستحالة إجبار شعوب المنطقة، كما أثبتت أيضًا أن الأمن الحقيقي لا يضمنه التوسع الجغرافي على حساب الآخرين، ولذلك تنبه العالم لضرورة إيجاد حل للصراع العربي الإسرائيلي، وكان من أبرز نتائج تلك الحرب رفع شعار المفاوضات وليس السلاح.