الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

بعد عزل رئيسه.. ماذا ينتظر مجلس النواب الأمريكي؟

  • مشاركة :
post-title
كيفين مكارثي رئيس مجلس النواب الأمريكي المعزول

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

صوّت مجلس النواب الأمريكي، أمس الثلاثاء، على إقالة رئيسه كيفن مكارثي، فيما عين باتريك ماك هنري، رئيسًا مؤقتًا للمجلس.

وبإقالة مكارثي تدخل هيئة حاكمة رئيسية في البلاد حالة من الفوضى، بسبب تركها دون زعيم واضح لتمرير التشريعات، وبذلك يصبح أيضًا ثاني منصب في خط الرئاسة فارغًا، بحسب صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.

كيف فقد مكارثي منصبه؟

فقد مكارثي -الجمهوري من كاليفورنيا- منصبه رغم دعم الغالبية العظمى من المشرعين الجمهوريين له، لأن الجمهوريين لا يتمتعون إلا بأغلبية ضئيلة في مجلس النواب مقارنة بالديمقراطيين، وبالتالي فإن تمرير تشريع يعارضه الديمقراطيون يهدد بقاء رئيس مجلس النواب المحسوب على الحزب الآخر.

ولتمرير أي تشريع، لا يمكن للجمهوريين سوى تحمل خسارة 5 جمهوريين في الأصوات الرئيسية، وخسر مكارثي ثمانية، ولم يحظ بدعم أي ديمقراطي.

دور الديمقراطيين في عزل مكارثي

ترى "واشنطن بوست" أن الديمقراطيين لعبوا دورًا كبيرًا في طرد مكارثي، موضحة أنهم فكروا بالفعل في التصويت بأغلبية لمساعدة مكارثي في ​​الاحتفاظ بمنصبه، لكنهم قرروا في النهاية عدم القيام بذلك، وصوّت كل ديمقراطي حاضر ضد مكارثي.

وبالنسبة للذين صوتوا ضد مكارثي، أوضحت الصحيفة أنه كان تحالفًا غريبًا يضم ثمانية جمهوريين يمينيين متطرفين وجميع الديمقراطيين في مجلس النواب الحاضرين، ومرر التصويت بعد موافقة 216 نائبًا ورفض 210.

وصوّت الديمقراطيون في المجلس جميعًا لصالح العزل، كما أن "تجمع الحرية" التابع للحزب الجمهوري صوّت لصالح عزل مكارثي.

وتحدثت "واشنطن بوست" عن أسباب عداء الديمقراطيين لمكارثي، موضحة أنه على رأسها تعاطفه التام مع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب. كما أعلن مكارثي، سبتمبر الماضي، أنه طلب رسميًا فتح تحقيق لعزل الرئيس الأمريكي جو بايدن، رغم أن نواب الحزب الجمهوري لم يثبتوا بعد المزاعم الخاصة باستفادة بايدن بشكل مباشر من الصفقات التجارية الخارجية لابنه.

لكن القشة الأخيرة بالنسبة لهم كانت رؤية مكارثي على شاشة التلفزيون، خلال عطلة نهاية الأسبوع، وهو يحاول إلقاء اللوم على الديمقراطيين في الإغلاق الوشيك، حسبما ذكرت صحيفة "واشنطن بوست".

ونقلت الصحيفة عن أحد الأشخاص المطلعين، عن سبب عدم قيام الديمقراطيين بإنقاذه: "لقد حفر قبره بنفسه".

وأشارت الصحيفة إلى أنه لا يعلم أحد ماذا سيحدث بعد ذلك، ولا يوجد أي شخص يبدو مستعدًا أو قادرًا على تولي منصب رئيس المجلس.

وأوضحت أنه تم سحب اسم رئيس المجلس المؤقت من "القائمة السرية" التي وضعها مكارثي عندما أصبح رئيسًا في حال أصبح منصبه شاغرًا، هو باتريك ماك هنري، الجمهوري عن ولاية كارولاينا الشمالية.

ماذا ينتظر مجلس النواب؟

لكن الصحيفة ذكرت أن ماك هنري قد يحتفظ بالمنصب لساعات، أو أيام، أو أشهر، حتى يتمكن الجمهوريون من تقديم مرشح آخر لمنصب رئيس مجلس النواب، مشيرة إلى إعلان مكارثي عدم نيته الترشح ثانية للمنصب.

وأوضحت أن مكارثي احتاج إلى أربعة أيام من التصويت في يناير للحصول على المنصب، وهو سادس رئيس جمهوري يتم إقصاؤه من قبل حزبه.

وبالنسبة للنائب الجمهوري عن ولاية فلوريدا مات جايتس، الذي قدم المذكرة التي تعلن "شغور منصب رئيس مجلس النواب"، ترى "واشنطن بوست" أنه ليس مرشحًا محتملًا، لأن أغلبية الجمهوريين في مجلس النواب يكرهونه بشدة لدرجة أنهم لم يسمحوا له بالتحدث، أمس الثلاثاء، باسم الجانب الجمهوري في غرفة المجلس.

وكان جايتس ضمن مجموعة تضم نحو 20 نائبًا أجبروا مكارثي على المضي في 15 جولة تصويت في يناير قبل انتخابه رئيسًا للمجلس، التي حصلوا خلالها على تنازلات بما في ذلك تغييرات في القواعد للسماح لأي عضو في مجلس النواب بالدعوة إلى التصويت لإقالة رئيس المجلس.

لكن دون هذا التنازل، ربما لم يكن مكارثي قادرًا على تأمين منصبه في الأساس بعد 15 جولة من التصويت في بداية عمل الكونجرس، يناير الماضي.

وأدى تبني مكارثي، السبت الماضي، لاتفاق بين الحزبين لتجنب إغلاق الحكومة الأمريكية إلى تمرد الجمهوريين في فلوريدا.

وبينما يحاول الجمهوريون ترتيب خطواتهم التالية، ترى الصحيفة أنه ليس من الواضح مدى السلطة التي يتمتع بها ماك هنري لإدارة مجلس النواب، لأن هذا الموقف لم يحدث من قبل، لذا فإن كل ما يحدث غير مسبوق.

أجندة مجلس النواب دون رئيس

يعتقد بعض الخبراء أن مجلس النواب قد يقر بعض التشريعات التي يراها الدستور "ضرورية ومناسبة"، لكن معظم الأمور الأخرى قد تضطر إلى الانتظار.

وأشارت "واشنطن بوست" إلى سيناريو آخر قد يحدث للخروج من هذه الفوضى، هو أنه ربما لن يكون المتحدث التالي ديمقراطيًا.

وأوضحت أنه ربما يختار الجمهوريون العمل مع الديمقراطيين وبناء تحالف وسط، لكنها أشارت إلى أن هذه ليست الطريقة التي يتم بها إنشاء النظام السياسي الحديث، لأن انتخاب ممثل ديمقراطي رئيسًا لمجلس النواب سيتطلب انضمام الجمهوريين المعتدلين إلى الديمقراطيين، ولا يبدو أن هناك إرادة سياسية لتحقيق ذلك.