التقى بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء إسرائيل، اليوم الثلاثاء، مع إيتمار بن جفير، وزير الأمن القومي في حكومته، وسط تقارير عن خلاف بين الاثنين قد يعقّد الوضع داخل الائتلاف، ويعد هذا اللقاء هو أحدث محاولة لنتنياهو لاسترضاء "بن جفير" وسط خلافاتهما للحفاظ على الاستقرار في حكومته، بحسب صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية.
خلافات معقدة
وبحسب ما ورد، كان الهدف من الاجتماع حل الأزمة الأخيرة بين الاثنين، حيث لم تتم دعوة بن جفير لحضور اجتماع أمني قالت وسائل الإعلام إنه يتعلق بقضايا تقع تحت سلطته مثل جبل الهيكل، الذي يدعي اليهود أن مكانه تحت قبة الصخرة.
كان مكتب رئيس الوزراء أشار في البداية إلى أن الاجتماع لا يخص بن جفير؛ لأنه ركّز بشكل أساسي على قضايا أخرى، لكن الانتقادات من محيط الوزير أشارت إلى أنه كان يجب دعوة وزير الأمن القومي لكن تم تجاهله عمدًا لمنعه من إثارة القضايا التي لم يرغب نتنياهو في مناقشتها.
وقال أحد كبار الشخصيات الحكومية لصحيفة "جيروزاليم بوست" إن "نتنياهو يقدر الاستقرار بشدة".
وعلى مدى الأشهر الثمانية الماضية، لم ينظر شركاء بن جفير في الحكومة إليه كقوة مستقرة داخل الحكومة، بل على أنه "عبء" على الحكومة، بحسب الصحيفة الإسرائيلية.
صداع للحكومة
وقال مصدر بارز للصحيفة: "بن جفير يشكل عبئًا كبيرًا على الحكومة، وسلوكه متهور جدًا، كما أنه يسبب اضطرابات، وليس من قبيل المصادفة أن يستقيل المدير العام لوزارته، فهو يسبب الكثير من الصداع للحكومة"، مؤكدًا أن الوزارات الأخرى تكافح للتعامل معه.
و"بن جفير" هو أحد أبرز وجوه التطرف في حكومة إسرائيل الحالية، ولديه سجل جنائي حافل ضد الفلسطينيين، فهو يجر الشغب وراءه حيث يسير، حسبما وصفته وسائل إعلام إسرائيلية من قبل خلال توترات أمنية مع الفلسطينيين، في أعقاب اقتحامه لباحات المسجد الأقصى بصحبة مجموعة من المستوطنين.
وقد صدرت دعوات لنتنياهو لإقالة بن جفير في جميع أنحاء الائتلاف، خاصة في الأسابيع القليلة الماضية بعد ما اقترب عدد ضحايا القتل في الأوساط العربية هذا العام من 200، في ارتفاع هائل مقارنة بالعام الماضي، بحسب وسائل "جيروزاليم بوست".
نفاد صبر
وكرر بيني جانتس، وزير دفاع الاحتلال السابق، وزعيم حزب "معسكر الدولة"، اليوم الثلاثاء، انتقاده لبن جفير، وذلك خلال جولة له في المدن المختلطة التي تتفشى فيها الجريمة، كما حثّ نتنياهو على تولي مهمة تعيين قائد جديد للشرطة بينما يستعد كوبي شبتاي لترك منصبه.
ووسط فشل "بن جفير" في السيطرة على ارتفاع معدلات القتل، استقال شلومو بن إلياهو، المدير العام السابق لوزارة الأمن القومي، قبل بضعة أسابيع لـ"أسباب شخصية"، لكن مصادر في الوزارة قالت إن السبب الحقيقي هو سيطرة بن جفير بشكل مفرط .
وقال مصدر حكومي آخر للصحيفة إن عدم الرضا ونفاد الصبر تجاه بن جفير انتشر أيضًا داخل حزبه "عوتسما يهوديت".
وهدد الوزير المتطرف بالانفصال من حكومة "نتنياهو" حال عدم الوفاء بحزمة من الشروط المتطرفة التي التزم نتنياهو بتنفيذها في مقابل دعم الأخير في انتخابات الكنيست الـ25، التي فاز فيها الائتلاف في نوفمبر الماضي.