الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

مع استمرار الهجمات على شبكة الكهرباء.. أوكرانيا تستعد لشتاء قاس

  • مشاركة :
post-title
صورة تعبيرية

القاهرة الإخبارية - محمد البلاسي

في حين تستعد أوكرانيا لشتاء آخر مع استمرار أزمتها مع روسيا، تواجه البلاد تحديًا هائلًا، هو الاستهداف المتكرر لشبكاتها الكهربائية من قبل موسكو.

ونقلت مجلة "إيكونومست" البريطانية عن مدير إحدى محطات الطاقة، حادثة كادت أن تقع عندما تحول مسار صاروخ روسي كان متجهًا مباشرة إلى قاعة التوربينات، في اللحظة الأخيرة عن طريق اصطدامه ببعض خطوط الكهرباء، وكانت هذه الحادثة واحدة من ثماني ضربات صاروخية منذ بدء الأزمة، ما ترك المسؤولين الأوكرانيين في حالة من التوتر، إذ تعمل محطة الطاقة، جنبًا إلى جنب مع العديد من المحطات التي تُسارع لاستبدال المعدات التالفة تحت غطاء من السرية لحماية نقاط الضعف فيها.

محطات تعود إلى الحقبة السوفيتية

وأضافت المجلة البريطانية، أنه داخل محطة الطاقة يُسارع العمال إلى استبدال العوازل المُحطمة التي تعود إلى الحقبة السوفيتية وتوصيل محول الجهد العالي البالغ من العمر 30 عامًا بالنظام، ليحل محل محول تم تدميره في هجوم سابق، كما تحيط الحصون المليئة بالرمال بالآلات المهمة، لكن في حال حدوث إصابة مباشرة ليس هناك الكثير مما يمكن فعله، فتغليف المحولات بقذائف خرسانية غير ممكن بسبب مخاوف ارتفاع درجة الحرارة.

انخفاض الطاقة

وأشارت إلى أن المهندسين الأوكرانيين قد أُثنى على جهودهم في منع انهيار نظام الطاقة في الشتاء الماضي، خلال الهجمات الروسية المتواصلة، وكانت البلاد تتمتع بقدرة إنتاجية فائضة من الطاقة قبل الأزمة، ما وفر حاجزًا في ظل تعطل أجزاء من نظام الطاقة، ومع ذلك، كان الضرر الناجم هائلًا، إذ انخفضت القدرة على توليد الطاقة بنسبة 51%، بدءًا من أبريل 2023، وواجهت الطاقة النووية، وهي جزء كبير من إنتاج الطاقة في أوكرانيا، انخفاضا بنسبة 44%، بسبب الاستيلاء على محطة زابوريزهيا، وهي الأكبر في أوروبا.  

وقدم حلفاء أوكرانيا المساعدات المالية والمادية، الأمر الذي مكن المهندسين من العمل بلا كلل لإصلاح الشبكة، وعلى الرغم من جهودهم فإن شراء المعدات الأساسية، مثل محولات الجهد العالي، يواجه عقبات بسبب الهجمات على المحطات المحلية، وقد تم طلب مئة محول جديد، نصفها سيتم إنتاجه محليًا والآخر سيتم شراؤه من الخارج، وتُخزن المحولات الأجنبية في الدول المجاورة لحين الحاجة إليها.

ضعف متزايد

يعترف جيرمان جالوشينكو، وزير الطاقة الأوكراني، بمدى الضعف المتزايد هذا العام، ويحث على اتباع نهج أكثر سرعة في المساعدات الدولية، مع الأخذ في الاعتبار عمليات الشراء البطيئة للمنظمات المالية الدولية، وكان أحد التطورات الإيجابية بعد الأزمة هو ربط أوكرانيا بالشبكة الأوروبية، ما يسمح لها باستيراد الطاقة إذا لزم الأمر.

وبعد أن تعرض الأوكرانيون لهجمات واسعة النطاق، أصبحوا على دراية جيدة بالتأقلم، لكن "جالوشينكو" أعرب عن مخاوفه بشأن الاستراتيجيات الروسية المتطورة، وفي 21 سبتمبر نشرت روسيا موجة من الطائرات المسيّرة ضد شبكة الكهرباء الأوكرانية؛ وتم اعتراض معظمها، ما يشير إلى التهديد المستمر، وفقدت شركة Dtek، وهي شركة خاصة مسؤولة عن جزء كبير من الطاقة في أوكرانيا، أكثر من 20% من طاقتها الإنتاجية، ويؤكد دميترو ساخاروك، المدير التنفيذي، على التهديدات السيبرانية المحتملة، مُسلطًا الضوء على أن الهجمات السيبرانية الناجحة يمكن أن تشل النظام بأكمله.