في ظل الأزمة المستمرة في أوكرانيا، أصبحت الطائرات المُسيّرة أدوات أساسية، ما أدى إلى تغيير كبير في ديناميكيات الصراع، وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز الأمريكية"، حوّل الجنود الأوكران المُسيّرات إلى أسلحة قتالية متعددة المهام، إذ عدلوها للاستطلاع وإسقاط القنابل وحتى استخدامها كصواريخ موجهة، ومع ذلك فإن غالبية هذه الطائرات ومكوناتها تأتي من الصين -أكبر منتج للطائرات المُسيّرة في العالم- وأعطى هذا الاعتماد على الموردين الصينيين لبكين تأثيرًا خفيًا في الصراع.
الحفاظ على الإمدادات
كان على الأوكرانيين أن يبتكروا باستمرار ويجدوا طرقًا جديدة للحفاظ على إمداداتهم من الطائرات المُسيّرة، ومع ذلك أصبحت هذه المهمة أكثر صعوبة بسبب اللوائح الصينية الجديدة، التي تقيد تصدير مكونات الطائرات المُسيّرة، إذ خفضت الشركات الصينية مثل "DJI وEHang وAutel" مبيعات الطائرات دون طيار ومكوناتها للأوكرانيين، ونتيجة لذلك، اضطر الأوكرانيون إلى تهريب قطع الغيار الضرورية، ما أدى إلى زيادة التحديات التي تواجهها المؤسسة العسكرية الأوكرانية.
مشكلات التوريد
وتفقد أوكرانيا ما يقدر بنحو 10 آلاف طائرة مُسيّرة كل شهر، ما يزيد من تفاقم مشكلات التوريد، وبلغت شحنات الطائرات المسيرة الصينية مباشرة إلى أوكرانيا ما يزيد قليلا على 200 ألف دولار في النصف الأول من العام، في حين تلقت روسيا ما لا يقل عن 14.5 مليون دولار من شحنات الطائرات دون طيار المباشرة من الشركات التجارية الصينية، خلال نفس الفترة، وخصصت أوكرانيا مليار دولار لبرنامج يدعم الشركات الناشئة في مجال الطائرات دون طيار، ما يشير إلى تصميم البلاد على تعزيز قدراتها في مجال الطائرات المُسيّرة.
ماراثون تكنولوجي
كان على الجنود الأوكرانيين أن يتكيفوا مع هذا الواقع الجديد، فلم يصبحوا مجرد فنيين فحسب، بل أصبحوا أيضًا مديرين لسلسلة التوريد، ولجأوا إلى أساليب مبتكرة، مثل البحث عن هوائيات جديدة لمنع التشويش، وأدى هذا الوضع إلى تحويل الصراع إلى "ماراثون تكنولوجي"، إذ يتعين على الأوكرانيين باستمرار إعادة اختراع سلاسل مُعقدة وإقناع المصانع الصينية بمساعدتهم بتزويدهم بالمكونات، وعلى الرغم من مواجهة التحديات والقيود، ومع استمرار حرب المُسيّرات، فإن قدرة أوكرانيا على التغلب على هذه العقبات ستلعب دورًا حاسمًا في نتيجة الصراع.