منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، انقطعت العلاقات الدبلوماسية بيت اليابان وكوريا الشمالية، وارتفعت نسبة التوترات وحدتها بين البلدين على قضايا مثل برنامج كوريا الشمالية النووي والصاروخي، واختطاف مواطنين يابانيين من قبل عملاء كوريا الشمالية في السبعينيات والثمانينيات، حسبما ذكرت شبكة "نيكي آسيا".
وفي عام 2002، اعترف زعيم كوريا الشمالية آنذاك، كيم جونج إيل، بعمليات الخطف واعتذر عنها، وأعاد خمسة من المختطفين إلى اليابان. ومع ذلك، فإن الحوار بين البلدين توقف بسبب تصعيد كوريا الشمالية لتجاربها النووية والصاروخية، وفرض المجتمع الدولي عقوبات على بيونج يانج.
وفي إطار محاولات اليابان لإذابة الجليد وطي الخلافات مع بيونج يانج، أعلن رئيس الوزراء، فوميو كيشيدا، في وقت سابق من هذا الشهر، عن رغبته للقاء زعيم كوريا الشمالية، كيم جونج أون، دون "شروط مسبقة"، خاصة بعد الزيارة التاريخية، التي أجراها "كيم" لروسيا، حسبما ذكرت وكالة أنباء "كيودو" اليابانية.
الدوافع
قالت وزيرة الخارجية اليابانية، يوكو كاميكاوا، في مقابلة مع "نيكي آسيا" أمس الاثنين، إن بلادها لا تزال تسعى إلى عقد قمة مع كوريا الشمالية؛ بهدف حل قضية المختطفين، وأنها تأمل في أن تكون هذه القضية "أولوية" للزعيم كيم جونج أون، كما أكدت أن الحوار مع كوريا الشمالية "ضرورة" لضمان سلام وأمن شرق آسيا، وأنه يجب ألا يكون هذا "حكرًا" على دول أخرى مثل الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية. وأضافت، يجب ألا تكون هناك شروط مُسبقة لإجراء المحادثات، وأنه يجب التحدث "بصراحة" حول المصالح المشتركة.
التحديات
رغم تصريحات وزيرة الخارجية الإيجابية، فإن عقد قمة بين اليابان وكوريا الشمالية لا يزال يواجه تحديات كبيرة. من جهة، فإن كوريا الشمالية لم تظهر أي استعداد للتفاوض مع الدول المجاورة أو التخلي عن سلاحها النووي، بل إنها أطلقت صاروخًا بالستيًا عابرًا للقارات في مارس الماضي، ما أثار قلق اليابان وحلفائها. ومن جهة أخرى، فإن اليابان تواجه ضغوطًا من الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية للتنسيق معهما في التعامل مع كوريا الشمالية، وعدم التخلي عن موقفها الصارم بشأن العقوبات والحوافز. كما أن طوكيو تواجه انتقادات داخلية من بعض السياسيين والمجتمع المدني الذين يرون أن حكومة رئيس الوزراء، فوميو كيشيدا، تتنازل عن مصالح البلاد وكرامة المختطفين.
الآفاق
في ظل هذه الظروف، فإن احتمال عقد قمة بين اليابان وكوريا الشمالية في المستقبل القريب يبدو ضعيفًا. ومع ذلك، فإن بعض المحللين يرون أن هناك فرصة لتحسين العلاقات، إذا ما تمكنت الدول المعنية من إظهار استعداد للتفاهم والتعاون. على سبيل المثال، يُمكن لليابان أن تقدم مساعدات إنسانية أو تسهيلات تجارية لكوريا الشمالية، مقابل تقدم ملموس في قضية المختطفين، كما يُمكن لكوريا الشمالية أن تظهر حسن نية بإطلاق سراح بعض المختطفين أو تقديم معلومات جديدة عنهم.
وفي نهاية المطاف، يجب أن تسعى الأطراف كافة إلى إحلال سلام دائم في شبه الجزيرة الكورية، وإزالة التهديد النووي، وتعزيز التعاون الإقليمي، حسبما ذكرت "نيكي سيا".